زيادة في الوزن، عصبية، تعب، مشاكل في الذاكرة، كل هذه العوارض قد تشير إلى وجود مشكلة فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها. تفرز الغدة الدرقية هرمونات ضرورية للجسم برمته. فما أعراض مشاكل الغدة الدرقية؟ ومتى تستدعي هذه الأعراض القلق؟
تعب مستمرّ مرتبط بمشاكل في النوم
يعتبر التعب من العوارض الأولى التي تشير إلى وجود مشكلة في الغدة الدرقية، حيث يشكّل الوهن أحد العوارض في 99% من حالات فرط الغدة الدرقية. فإن كنت تشعرين بتعب مزمن من دون وجود مؤشر إلى عدوى، وإن كنت تشعرين بالخمول وتجدين صعوبة كبيرة في بدء نهارك بنشاط، قد تكونين مصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية.
يعتبر التعب العضلي أيضًا من عوارض فرط نشاط الغدة الدرقية، ويتزامن مع مشاكل في النوم كالأرق ذلك أن الجسم يكون في حالة فرط نشاط العدة، فالعكس صحيح.
تجدر الإشارة إلى أنّ قصور الغدة الدرقية يتصف بنقص في الغدة الدرقية في الجسم، إذ إن الغدة لا تعمل بشكل كاف ويبدأ بالتالي عمل الجسم من أعضاء، وأنسجة، وغدد، إلخ بالتباطؤ. أما في حالة فرط نشاط الغدة، فالعكس صحيح.
شعر جاف وقصف وبشرة جافة
إنّ العوارض الأولى لاضطرابات الغدة الدرقية هي تلك التي تغيّر المظهر الجسدي. ففي حالة قصور الغدة أو فرط نشاطها، يتكسّر الشعر ويصبح جافًا ويبدأ بالتساقط.
في 97% من حالات قصور الغدة، تكون البشرة جافة وتصفّر ليميل لونها إلى الرمادي. ينتفخ الوجه ولا سيما عند المنطقة المحيطة بالعينين والذقن وذلك في 55% من الحالات، وتصبح الملامح أقلّ بروزًا. وقد تظهر تجاعيد قبل أوانها، مصحوبة أحيانًا باضرابات جلدية أخرى مثل الأكزيما، وحب الشباب، وغيرها. ذلك نتيجة تراكم الدهون والأوساخ التي لم يتمّ تصريفها من الأنسجة بسبب انخفاض هرومونات الغدة الدرقية في الجسم.
قد يلاحظ أيضًا في بعض الأحيان ظهور تضخم عند أسفل العنق. هذا وقد تصبح الأظافر لدى المصابين بقصور الغدة ضعيفة وتتكسّر، كما يصبح الحاجبان أقل كثافة.
حساسية تجاه البرودة أو تعرّق مفرط
تشكل التغييرات في حرارة الجسم جزءًا من العوارض الأكثر شيوعًا من مشكلة الغدة الدرقية. ففي 90% من حالات قصور الغدة يشعر المريض بحساسية تجاه البرودة.
إلى ذلك، تكون حرارة المصابين بقصور الغدة الدرقية أكثر انخفاضًا عما هي عادة، وأطرافهم (الأنف، وأصابع اليدين، والقدمين) باردة. كذلك، عندما تنخفض الحرارة دون الـ36.1 درجة مئوية، هناك إحتمال كبير بأن يكون المرء مصابًا بقصور الغدة. أما إذا كانت الحرارة أكثر إرتفاعًا، فقد نكون أمام حالة فرط نشاط الغدة الدرقية أو عدوى طفيفة.
في حالة فرط نشاط الغدة، ترتفع حرارة الجلد، ويتعرّق الجسم لأقل جهد وتصبح اليدين رطبتين.
تسارع مفاجئى في نبضات القلب
عندما ينبض القلب بشكل متكرر، أو بالأحرى دائمًا، بمقدار 85 أو 90 نبضة في الدقيقة في وضع الراحة، من دون التعرّض لصدمة انفعالية معيّنة أو نشاط بدني معيّن، قد تكون هناك مشكلة في الغدّة. وتسرّع القلب من الأعراض الحاضرة، دومًا في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية.
يترافق هذا التسارع في النبضات أحيانًا، في حالة فرط نشاط الغدة الدرقية، مع ارتفاع في ضغط الدم الشرياني، أو بالأحرى مع انقباضات غير متناسقة في القلب.
انتبهي: في حال عدم معالجة هذه المشكلة التي تسببها الغدة على يد طبيب، قد يصاب المريض باختلال دائم في النظام القلبي.
حالة إكتئاب متواصلة من دون سبب
قد تؤثر مشاكل الغدة الدرقية أيضًا على الجهاز العصبي. ففي حالة قصور الغدة، قد يشعر المرء بالكآبة والعصبية والقلق وعدم الإستقرار العاطفي، ويبكي من دون سبب.
إن طرأت هذه العوارض مرتين في السنة، فالمشكلة لا علاقة لها بالغدة الدرقية. أما في حال تكررت من دون سبب فيزيولوجي وإن ظهرت ثلاثة أو أربعة عوارض أخرى خصوصًا بمشاكل الغدة الدرقية، فلا بدّ من زيارة الطبيب. عندها يجب إجراء فحص دم (الهرمون المنشط للدرقية، وثلاثي يود الثيرونين والثيروكسين) للتأكد مما إذا كانت الغدة تعمل بشكل صحيح.
تجدر الإشارة إلى أنّ نقص ثلاثي يود الثيرونين، من الهرومونات الدرقية، يضرّ بالاستقرار العاطفي وقد يؤدي إلى الإكتئاب. مع ذلك، يجب الإنتباه في هذه الحالة من تناول بعض مضادات الإكتئاب التي تحتوي على الفلور مثل الـ PROZAC، كونها تفاقم حالة الإكتئاب، ذلك أن الفلور يكبح وظيفة الغدة الدرقية التي لا تعمل أساسًا بكامل فاعليتها.
في حالة فرط نشاط الغدة، يصاب المرء بالقلق ويتقلّب المزاج، وقد يؤدي هذا الإختلال الهرموني إلى الإكتئاب. تطرأ العصبية مصحوبة بالقلق وسرعة الغضب لدى 61 % من حالات قصور الغدة الناجمة عن داء بازدوف، و35% حالات قصورالغدة الناجمة عن الدرنات السامة.
زيادة كثيفة في الوزن بالرغم من ضعف الشهية
يفقد الأشخاص المصابون بفرط نشاط الغدة الدرقية في 79% من الحالات الناجمة عن داء بازدوف وفي 55% من حالات فرط نشاط الدرقية الناجمة عن درنة أو تضخم سام. هذه المفارقة في الإنخفاض في الوزن، يشير إلى أنّ المرضى يأكلون أكثر من المعتاد، وبالتالي غالبًا ما ينخفض الوزن بكيلوغرامات عديدة في أسبوع واحد.
أما في حالة قصور الغدة، فيحدث العكس، بحيث يزداد الوزن في 60% من الحالات بالرغم من ضعف الشهية. يلاحظ أحيانًا أيضًا انخفاض في مستوى السكر بسبب اختلال عمل الكبد، واحتباس الماء نتيجة تباطؤ عملية الأيض.
لقصور الغدة أسباب عديدة منها استئصال الغدة الدرقية بطبيعة الحال، وأيضًا نقص اليود، أو أحد أمراض المناعة الذاتية، أو تغيرات على مستوى الهرمونات أثناء الحمل، وانقطاع فترة الطمث مثلا. قد يشكل أيضًا جزءًا من آثار ثانوية لبعض الأدوية مثل الليثيوم، ومحصرات مستقبل بيتا، والإنترفيرون ومضادات الهستامين وغيرها.
فقدان متكرر للذاكرة
قد يشير فقدان الذاكرة على المدى القصير، والمشاكل في التركيز إلى قصور الغدة، هذا فضلا عن عملية استدلال عقلي أبطأ وتشوّش الدماغ.
ويلاحظ أيضًا تباطؤ في الكلام لدى 90% من حالات قصور الغدة. فنطق الكلمات يصبح تدريجيًا أكثر فأكثر صعوبة، بحيث يتلعثم المرء في تركيب الجمل، وينتهي به الأمر إلى التمتمة. كل ذلك نتيجة تراجع معدّل الهرمونات الدرقية، وهكذا يتباطأ عمل الدماغ.
مشاكل متكررة في العضلات والمفاصل
يتسبب قصور الغدة بمشاكل عديدة للعضلات، والمفاصل والأربطة. فيبدأ الجسم بالتشنّج، وتظهر مشاكل على مسوى تننسيق الحركات، ويصاب المرء بدوار. كل هذه المشاكل ناتجة من تراكم السوائل في العضلات والأربطة والأنسجة بحيث تراوح الأوساخ والسموم مكانها فيها. كل ذلك سببه النقص في الهرمونات الدرقية.
تميل الأربطة أيضًا إلى التراخي، فتضعف معها الركبتان، وتتسطح القدمان ناهيك عن انحراف العمود الفقري جانبيًا والتواء المفاصل. وهكذا يقف المرء بشكل محني، ويفقد مقاومة عضلاته ويتعثّر وتتضاعف لديه التشنجات العضلية.
تتأثر الأعصاب أيضًا نتيجة تباطؤ الدورة الدموية، ويشعر المرء بخدر وإحساس بالوخز. هذا وتظهر متلازمة النفق الرسغي في كل ستة حالات من قصور الدرقية من أصل عشرة.
قد يتسبب فرط الغدة الدرقية، من جهته، في 40% من الحالات في ارتعاشات طفيفة، إنما أيضًا شبه دائمة. يشار إلى أنّ فرط نشاط الغدة الدرقية أقل شيوعًا قصورها.
للحذر من اللجوء إلى مضادات إلتهاب شديدة المفعول في حال الشعور بآلام مفصلية أو عضلية ناجمة عن قصور الغدة، لكونها تعيق عمل الغدة وتحثّ اضطرابًا في عملية الأيض، مما يؤدي إلى تراجع المناعة وفقدان الطاقة والشعور بالضيق.