إنّ عفوية وبراءة طفلكِ خصوصا وان كان يتكلم حديثا يدفعه إلى الكلام عن أسرار المنزل من دون أن يقصد. ولذلك، لا بدّ من الإنتباه إلى كل تصرفاتكِ وما تطلبين منه القيام به. فلا يمكنكِ تعليم الطفل الفتنة من دون قصد عن طريق سؤاله عمّا فعله الأب والعك ايضا او ماذا حدث امامكِ في بيت الجدة.
كيف تعلّمين طفلكِ عدم افشاء اسرار البيت؟
أولا، يجب معرفة اسباب افشاء الطفل للاسرار، فإن كان كبيرا فأكيد سيكون بسببٍ وليس بعفوية. لذلك، يجب تعليم الطفل أنّ الفتنة شيء غير محبوب وبأنه يجب أن يحافظ على أسرار بيته.
ثانيا، يجب تعريف الطفل خصوصا الذي تخطى الـ5 أعوام أنّ بيته هو مملكته وليس من حق أي شخص أن يعرف ما يحدث في البيت لأن ذلك سلوك سيء. وأعطي له أمثلة، كأن تقولي له: ” إن كان لديك سرّ أو كنت تتحدّث بشيء لا تحبّ أن يعرفه غيرك أن آتي أنا أو أبوك أو أحد إخوتك ويفشي هذا السرّ بكل بساطة… ماذا تفعل وماذا سيكون شعورك؟ ألن تشعر بالإستياء؟”
من المهم أيضا ألا تتحدثي عن أي شيء يحدث من مشاكل أو أي أشياء تريدين ألا يعرفها احد امام طفلكِ إلى حين تعدي هذه الفترة بأمان.
كما يمكنكِ إعطاء طفلكِ سرّا بسيطا، مثلا أن تقولي له: “سنذهب الى نزهة او الى الملاهي ان نجحت في اختبار الشهر ولكن هذا سر بيننا لا تقوله لاحد واجعلي ذلك اختبار له وان نجح به فلتكافئيه معنويا بأن تثني عليه بقولكِ إنكِ سعيدة منه وفخورة به ولا تكافئيه ماديا بلعبة أو هدية لأنه لن يفعلها بعد ذلك إلا لينتظر هديته وتصبح مساومة بالنسبة إليه.
اشرحي لطفلكِ أنه ليس من حقه افشاء أي سرّ يخصّ الأم والأب لأي أحد حتى وان كانت الجدّة لأن ذلك خاصّ بالوالدين فقط. لا تعاقبي الطفل بالضرب والإهانة لأنه سيتمسك بالعناد ويفعل ذلك قصدا، ولا تلوميه لأنّ التقويم يكون بهدوء. لا تفشي أمامه بأسرار البيت لأي شخص حتى وان كان اقرب الاقرباء، لأنه سيقلّدك. إذا حدث بعد ذلك أن أفشى سرّا، يمكنكِ معاقبته بعدم التحدث معه مدة زمنية ساعة أو أكثر حسب عمره. اشعريه بأهمية أسرته وأنها هي عمود البيت وأنه عنصر مهم ، وكل العائلة تكمّل بعضها وحمليه المسؤولية.
كذلك، يمكنك قراءة القصص له عن الفتن وافشاء الاسرار، وزرع الأخلاق الحميدة مثل الامانة والصدق والحب واحترام الوالدين وعدم افشاء اسرار المنزل.