في عمليّة جراحية تعدّ الأولى من نوعها وتمثل إنجازا طبيًا غير مسبوق، أجرى أطباء بريطانيون جراحة لجنينين داخل بطن أمهما، وذلك قبل أسابيع من أنفاسهما الأولى في الحياة.
وقام أطباء في مستشفى في جامعة “كوليدج” في العاصمة البريطانية لندن هذا الصيف بإجراء عملية جراحية لإصلاح العمود الفقري لطفلين، بينما ما زال داخل رحم أمهما.
وعانى الطفلان من “حالة مرضية” تتطوّر خلال شهور الحمل، وهي عدم تكوّن عظام العمود الفقري بشكل صحيح، مما يوجد فجوة يكون خلالها الحبل الشوكي بلا حماية، ما قد يؤدي لتسرب النخاع ويعرض نموّ دماغ الطفلين للخطر.
إنّ هذه العمليات الجراحية عادة ما يتم علاجها بعد الولادة، لكن الأبحاث أظهرت أن إصلاح العمود الفقري للطفل في وقت سابق يمكن أن يوقف فقدان “النخاع” أو ما يسمى السائل الشوكي، ويؤدي إلى تحسين الصحة والحركة على المدى الطويل.
وكانت النساء الحوامل في بريطانيا يضطررن في السابق للسفر إلى الولايات المتحدة أو بلجيكا أو سويسرا لإجراء العملية، والتي تستغرق حوالى 90 دقيقة وتحمل أيضا مخاطر الولادة المبكرة.
تجدر الإشارة إلى أنّ أكثر من 200 طفل يولدون بهذه الحالة المرضية كل عام في بريطانيا، ويأتي إجراء جراحة ما قبل الولادة بعد أن أظهرت إحدى التجارب الأميركية الرئيسة انخفاضا بنسبة 50 في المئة في الحاجة إلى إدخال تحويلات في الدماغ لتصريف السوائل، وهو إجراء يحمل تعقيدات كبيرة وآثار جانبية خطرة.