1.2K
بقلم- هلا كيلى
سيدتي… هل يُعاني طفلك من صعوبة الاندماج في صفوف المدارس والتعلم والتقيّد بالقوانين، فيتدهور الأداء المدرسي لديه نتيجة عدم قدرته في التركيز، على الرغم من تمتّعه بالذكاء والموهبة؟
على الأرجح، يعاني ولدك من حالة الاضطراب وقصور الانتباه مع فرط في النشاط والسلوك الزائد. فهو ليس مشاغبًا بطبيعته، وإنما هناك ما يدفعه إلى تلك الحالة! يتوجب عليك، أن تتعرفي عليها من أجل معرفة كيفية التعامل مع طفلك الذي يعاني من هذه العوارض، فتخلّصينه منها.
بناء على ذلك، يُمكن القول إنّ الطفل الذي يعاني من حالة الاضطراب ونقص في الانتباه مع فرط في النشاط، عنده صعوبة في البقاء لمدة في تركيز مستمرّ أو مواصلة الانتباه، فيُكثر بدلا من ذلك في حركته ونشاطه.
تبدأ هذه العوارض من عمر ثلاث سنوات، وتلعب المدرسة دورًا مهمًا في معرفة الأطفال الذين يعانون من هذه العوارض… إذ يقوم المصاب بهذه الحالة بتصرفات خاطئة وطائشة في العمل المدرسي، فيبدو وكأنه غير منصت عندما يتم التحدث إليه مباشرة، فيتفادى المهام التي تتطلب منه جهدًا عقليًا ويواجه صعوبات من خلال تشتت انتباهه بسهولة. كذلك، يعاني من النسيان والمماطلة للقيام ببعض الواجبات اليومية الذي من المفترض أن يقوم بها لوحده، فيتأخر في تأدية مهامه الضرورية كما يهمل القيام ببعض الأعمال كونه يجدها في نظره مملة.
يجلس بصعوبة، يتحرك، يتمايل ويتحدث كثيرًا، يتسرع في الإجابة قاطعًا حديث الآخرين، فتكون هذه الإجابة غريبة لا تتضمن مضمون الموضوع الأساس. أما بالنسبة إلى النسيان، فهو جزء مهمّ من هذه الحالة، ما يزيد الوضع سوءًا وصعوبة في تعامله مع العائلة والمدرسة؛ بل وأبعد من ذلك، لا يقتصر هذا الوضع الخاص الذي يعاني منه طفلك على علاقاته مع الآخرين، لأنّه يعاني أيضًا بينه وبين نفسه من حالات نفسية تتسم بالنقد الذاتي، فيرى نفسه شخصية ضعيفة ويشعر بعدم الرضى، ما يقلل من ثقته بنفسه من جهة، ويزيد من عدائيته تجاه الآخرين من جهة أخرى، إن لم تُشخص حالته ويتم معالجته بسرعة. كذلك، يعاني طفلك، من اضطراب عاطفي، إذ إنه من الممكن أن يصاب بحالة عصبية فجائية من دون أي سابق إنذار، وذلك في وقت ومكان غير مناسبين ولأسباب غير ظاهرة.
إلى ذلك، وللحدّ من هذه الحالة التي قد تنغص عليك وعلى طفلك حياتكما، لا بدّ من اتباع العلاج، والذي ليس من الضروري أن يكون فقط من خلال استخدام الدواء والعقاقير، وإنما من خلال اتباع وسائل أخرى أكثر تأثير وفعالية؛ فيبدأ العلاج من داخل المنزل حيث يجب إعطاء طفلك الوقت الأوفر، وتحديد نظام صحي لتناول الطعام، والابتعاد قدر الامكان عن السكر والحلويات والشوكولا، مع ضرورة الإكثار من تناول السمك والبيض والخضار و شرب الحليب. هذا إضافة إلى أهميّة توفير ساعات نوم طويلة في مكان مريح و هاديء، وممارسة التمارين الرياضية اليومية والتنزه في أماكن طبيعية خضراء هادئة… وإذا كانت هذه الأمور تنصب في خانة علاج طفلك، فلا بدّ من التنويه بأهميّة التفاعل الإيجابي للأهل من خلال تعزيز نفسية ولدهم بالعبارات والتصرفات الإيجابية كالمدح والمكافأة.
باختصار، يُمكن القول إنّ الأهل قد لا يتقبلون أنّ ما يعانيه أطفالهم يُصنّف بحالة مرضيّة، فيرفضون التصديق بأنّهم مصابون بهذه الحالة وعدم اعتبار أي تشخيص “مرضيّ” لأي حالة كانوا عليها… ولذلك، علينا أن نكون أقوياء ونواجه أي مشكلة أمامنا، فنعالج ولدنا من أي حالة قد يُصنّف بها وعدم التغاضي عنها ابدًا حرصًا على تأمين الإتزان النفسي والمعنوي ولمستقبل آمن للأجيال المقبلة.