أظهرت دراسة جديدة، قادها علماء من وحدة علم الأوبئة بمجلس البحوث الطبية في جامعة كامبريدج البريطانية (MRC)، أن جينات بعينها تقف وراء تشكل الجسم بالهيئة المعروفة باسم “شكل التفاحة”، التي تعرف بأنها الأكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني والنوبات القلبية.
ومنذ فترة طويلة، تمّ الإعتراف بأن الجسم الذي يتخذ شكل التفاحة (ممتلئ في منطقة البطن، نحيف في منطقة الورك) يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب، ولكن الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة “الجمعية الطبية الأميركية” (JAMA)، في 25 كانون الأول الجاري، ذهبت إلى وجود جينات تقف خلف تشكل الجسم على هذه الهيئة.
وتتبع الباحثون خلال الدراسة الملامح الجينية لأكثر من 600 ألف مشارك من أبحاث عديدة بريطانية ودولية سابقة، وحددوا أكثر من 200 نوع من المتغيرات الجينية التي تؤهل الأجسام لنسبة أعلى من الخصر إلى الورك، وهو مقياس للجسم الذي يتخذ شكل التفاحة. وباستخدام هذه البيانات، تمكن الباحثون من تحديد مجموعتين من المتغيرات الجينية المسؤولة عن ذلك الشكل.
وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة، الدكتورة كلوديا لانغنبرغ، في تقرير نشره موقع مجلس البحوث الطبية: “وجدنا أن كلاً من المتغيرات الجينية التي حددناها قد ارتبطت بزيادة مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري والنوبات القلبية”.
وللتحقق من صحة النتائج التي تم التوصل إليها، أجرت الدكتورة لانغنبرغ وزملاؤها تقييمات مفصلة لتوزيع الدهون في مناطق مختلفة من الجسم لعدد 18 ألف شخص باستخدام جهاز DEXAوهو مسح بالأشعة السينية منخفض الكثافة، يمكن من خلاله تمييز الدهون في الجسم، وتكوين العظام والعضلات.
وأضافت: “جاءت النتائج مؤيدة لما تم التوصل إليه سابقًا، ونأمل في أن يساعدنا ذلك في اكتشاف الأشخاص المعرضين للخطر، لتنبيههم إلى ضرورة تعويض عدم الاستعداد الجيني لتركز الدهون في منطقة الورك بدلاً من الخصر، بتقييد كمية السعرات الحرارية التي يتناولونها، أو زيادة نشاطهم البدني”.
ومن جانبه، قال استشاري التغذية العلاجية بوزارة الصحة المصرية، الدكتور خالد فهمي، إن نتائج الدراسة تسير مع الاتجاه العالمي نحو توفير علاجات جينية لكل الأمراض.
وأضاف: “ما رصده الباحثون يشير بوضوح إلى أن الاستعداد الجيني الذي يجعل هناك عدم قدرة على تخزين الزيادة في السعرات الحرارية بشكل آمن في منطقة الورك، يكون مسؤولاً في المقابل عن تخزينها في الكبد أو العضلات أو البنكرياس أو في الدم، في شكل الدهون والدهون المتداولة، وكلها تؤدي إلى مخاطر أعلى للمريض”.