قلبت فاجعة فرحة عائلة بغدادية في العام الجديد إلى حزن ومأساة، بعد أن سلبت رصاصة طائشة حياة ابنتها البريئة.
فقد انتهت حياة هاجر، التي لم تبلغ الحادية عشرة عامًا، أثناء الاحتفالات برأس السنة الميلادية التي شهدتها بغداد، واخترقت رصاصة نخاعها الشوكي، باليوم الأخير من العام الماضي.
والد الطفلة هاجر، روى تفاصيل مصرع ابنته، التي كانت مع باقي الأطفال من أقاربها ينتظرون بالقرب من دارها، افتتاح العام الجديد.
وأوضح قائلا:”قبيل بدء أولى لحظات اليوم الأول من العام الجديد، خرج الأطفال مبتهجين بمشاهدة الألعاب النارية في سماء ليل بغداد، بالقرب من المنزل”.
وتابع:”ما أن أصبحت الساعة الثانية عشرة ليلا، حتى شاهدت وقوع ابنتي أرضًا، فركضت نحوها، ورأيتها تنزف دمًا من أنفها، وهي غائبة عن الوعي”.
وأضاف أنه ركض بها إلى أقرب مستشفى، ظنًا منه بأن أنفها كسر، لكن تقرير الطبيب كان صادمًا، فالأشعة أوضحت أن الرصاصة اخترقت رأس هاجر نحو حبلها الشوكي، لتنهي حياتها في الحال.
إلى هنا صمت “عباس” والد هاجر، ولم يعد قادرًا على الكلام، فلم يتبق له من صغيرته سوى صورها وحقيبتها المدرسية وألعابها.
لكنه ناشد الجميع إيقاف اطلاق النار العشوائي الذي قد ينهي حياة أي شخص بريء كما حصل لهاجر.
من جهته، طالب عم الطفلة، السلطات الأمنية بالتعامل الجاد مع مطلقي العيارات النارية وتطبيق القانون بحقهم، متسائلا عن تهاون الجهات المعنية مع هؤلاء، موضحا أن معظم من يقوم بإطلاق النار في بغداد هم من منتسبي الشرطة ووزارة الداخلية، الذين بفعلتهم هذه يخطفون أحلام وحياة أبرياء يفترض بالشرطة أن تحميهم.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة العراقية، قد كشفت عن مصرع الطفلة هاجر عباس، بالإضافة إلى إصابة نحو 77 آخرين في مختلف محافظات العراق، نتيجة إطلاق العيارات النارية العشوائية.
وكانت وزارة الداخلية العراقية حذرت في وقت سابق، من الرمي العشوائي، مبينة أنه في حال القبض على المتورطين بالرمي سيتم معاملتهم معاملة المتهمين بالإرهاب، وإنزال عقوبة الحبس والغرامات المالية بحقهم.