عندما يقابل الناس أحدًا يملك شخصية قوية، لا يفهمون نوعية الشخصية التي يتعاملون معها. ربما يظن البعض أن الشخصية القوية تحب السيطرة على من حولها، أو ربما يظنونها فظة، لكن هذه ليست الحقيقة! هذه الأفكار السلبية لا تظهر الشخصية الحقيقية على الإطلاق، فالشخصيات القوية في الغالب ذات شعور مرهف وحساس جدًا.
يطمح كل منّا إلى امتلاك شخصية قوية، وعادة ما يكون صاحب الشخصية القوية منسجمًا مع الآخرين وعلاقاته حسنة بهم، ومتزنًا نفسيًا، فصاحب الشخصيّة القويّة والإرادة الجادة يكون النجاح حليفه في كل خطوةٍ يخطوها، فهي تدفع صاحبها إلى العمل بعزيمةٍ وقوّةٍ، وتحقيق ما هو مُقتنعٌ به، فيكون نجاحه فاصلاً بينه وبين الكثيرين ممّن يَمتلكون أفكارًا جميلةً، ويُفكّرون في التغيير والارتقاء نحو الأفضل.
ليس بالضرورة أن تفوز دائمًا الشخصية القوية، لكنها تأبى أن يستغلها الآخرون، لا شك في أن بعض الناس ربما يخافونها، لكن هذا يعود إلى أنهم لا يفهمون مدى رضاها عن نفسها، لدرجة أنها ليست في حاجة إلى شخص آخر لتقييمها.
وفيما يلي ثمانية مؤشرات على أن شخصيتكِ قوية لدرجة أن الناس قد يخافون منكِ:
– لا تختلقين الأعذار: الشخصيات القوية لا تختلق الأعذار، عندما تكون لديك شخصية قوية تصبحين غير مستعدة للاستماع إلى الناس وهم يضيعون الوقت في الشكوى، بل تريدين التركيز على ما يمكن أن تفعلينه وكيف يمكنك أن تتغلبي على العوائق.
– لا تسمحين لأحد بتقييمك: لا تسمح الشخصية القوية للآخرين بأن يحددوا لها طبيعة الشخصية أو ما تجيد فعله، وتدرك جيدًا أن هناك نوعية من الناس يحتاجون إلى ذلك من الآخرين حتى يتحسن شعورهم تجاه أنفسهم، كما أنها تدرك أن بعض الناس في حاجة إلى سماع مثل هذا الكلام حتى يشعروا بكينونتهم. وحتى إذا كانت الشخصية القوية لم تصل بعد إلى معرفة إمكانياتها فهي تعرف جيدًا أنها ليست في حاجة إلى أي أحد سواء كان شريك الحياة أو صديق أو أحد أفراد الأسرة ليحدد لها ما الذي تجيده، بل تتوصل إلى هذا بمفردها.
– تكرهين كل ما هو تافه: الكلام التافه مروع، وإذا كانت شخصيتك قوية فهذا يعني أن لديك الكثير من الأفكار، أنت لا تريدين تضييع وقتك في الحديث عن الناس بينما يمكنك تغيير العالم. ربما تشعرين أنك لا تجيدين الكلام التافه لكن هذا ليس صحيحًا، لأنّ أي شخص قادر على الكلام التافه، لكن ما تشعرين به هو أنك لا ترتاحين لهذا الكلام التافه لأنه يضيع الوقت ويضيع خلايا المخ.
– لا تتحملين الغباء والجهل واللامبالاة: الشخصية المسيطرة تكون نتيجة الافتقار إلى القوة أو العلم، بينما الشخصية القوية تكون نتيجة التفكير العميق والعلم الراسخ؛ هناك فارق كبير جدًا بين الشخصيتين. الشخصية القوية استثمرت وقتًا وجهدًا في استخدام العقل، ليس من أجل استغلال المعلومات في سبيل السيطرة على الناس بل لأنها تستخدمها لتشجيع الناس على التفكير حقًا فيما يقولون قبل أن ينطقوا.
– تجدين فن الإصغاء: أصحاب الشخصيات القوية يجيدون فن الإصغاء. ربما تعتقدين أن الناس سيقدرون هذا لكن في واقع الأمر فإن الإصغاء والتشجيع يخيفان من لم يعتادوا على مثل هذه الأشياء.
– لا تحتاحين إلى لفت الأنظار: شخصيتك القوية تعني أنك لا تحتاجين إلى لفت الأنظار. قد يعتقد البعض أن لفت الأنظار هدف أصحاب الشخصية القوية ولكن هذا الأمر غير صحيح. فالحقيقة هي أن شخصيتك تجذب الناس إليك، وحياتك الاجتماعية المليئة لا ترجع إلى أنك تريدين ذلك، بل لأن الناس ينجذبون إلى أمثالك ويتمنون أن يكونوا مكانك في شخصيتك وقد لا يستطيعون.
– لا تخشين شيئًا: ربما قد يكون هناك شيء تخافين منه، لكن الفرق بينك وبين الآخرين هو أنك لا تسمحين لهذا الخوف بأن يملي عليك الطريقة التي تعيشين بها حياتك.
– تعتبرين الافتقار للأمان فرصة: الافتقار للأمان يمثل لك فرصة قوية لتحسين الأداء؛ فأنت تعرفين أنك لست مثالية، لكن إذا لم تحاولي تطوير نفسك من خلال العلم والمعرفة وتجارب الحياة، فستشعرين بأنك “موجودة” في هذه الحياة لمجرد الوجود!
لا شك في أن بعض الناس قد يعتقدون أن أصحاب الشخصيات القوية يصعب مصاحبتهم، لكن الصعوبة في مصاحبتك ترجع إلى أنك تريدين أن يكون الناس نسخة أفضل عن أنفسهم. وعلى الرغم من أن الشخصية القوية تنعكس على صاحبها من خلال الآثار والفوائد التي تتركها؛ إلا أنها تبقى مرعبة بالنسبة إلى النفوس الضعيفة والمهزوزة التي قد تستلم أي فرصة من أجل إزعاج الشخصيات الضعيفة وتحويل حياتها إلى معاناة، وأحيانًا إلى جحيم … فهم الآخرين الخاطئ لها أو بكل بساطة شعورهم بالحسد وعدم تقييمهم الإيجابي لأنفسهم قد يجعل من العلاقات والتواصل مع أصحاب الشخصيات القوية المتصالحة مع نفسها، داخل حلبة صراع غير منتهية…