وجدت دراسة دولية أن النساء اللواتي أرضعن أطفالهنّ بشكل طبيعي أقل عرضة بنسبة الثلثين للمعاناة من مشاكل الصحة العقلية، وكلما زاد عدد الأطفال كان التأثير أكبر.
ونظرت الدراسة الأميركية والكورية الجنوبية المشتركة إلى الأمهات اللواتي بلغن سن الخمسين من العمر أو ما يزيد عن ذلك، واللواتي مررن بمرحلة سن اليأس.
وقال المعد الرئيس من جامعة براون في أميركا الدكتور سانغشين باتك إنّ النتائج تشيإلى أن الرضاعة الطبيعية مفيدة، ليس فقط لصحة الرضع على المدى القصير وطويل الأجل، ولكن أيضًا للصحة النفسية للأمهات.
وبحثت الدراسة التي شملت أكثر من 1200 من الأمهات اللواتي تجاوزن سن 50 عاما، في التاريخ العائلي للمشاركات، وعدد الأطفال ومدة الرضاعة الطبيعية، وأيضا حالة الصحة العقلية لكل منهن.
ووجد الباحثون أن خطر الاكتئاب انخفض بنسبة 29 في المئة لكل طفل إضافي يحصل على رضاعة طبيعية، و9.3 في المئة لكل سنة إضافية من الرضاعة الطبيعية.
واشارت الدراسة إلى أنّ النساء اللواتي يرضعن لمدة لا تقل عن 47 شهرًا قد انخفض لديهن خطر الاكتئاب بنسبة 67 في المئة مقارنة مع أقل من 24 شهرا من الرضاعة الطبيعية.
ولفتت النتائج إلى أنّ الرضاعة الطبيعية لها فوائد وقائية للأطفال، لكن مزاياها على الصحة العقلية للأمهات لم تكن معروفة من قبل.
ومن المعروف أن النساء الحوامل يخزن بشكل طبيعي المزيد من الدهون في الجسم، لإطعام الجنين، وتقوم الرضاعة الطبيعية بـ”حرق” الكثير من هذه الدهون، التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم.
وتطوير هذه الأمراض الأيضية قد يسهم في حدوث الكآبة.
ويعتقد أن الهرمونات التي تطلق أثناء الرضاعة الطبيعية تلعب دورا وقائيا في السيطرة على الوزن.
وقال فريق البحث إنّ نتائج هذه الدراسة يمكن اعتمادها كحجة لدفع التركيز نحو مزيد من الاهتمام بدعم الأمهات، من أجل اعتماد الرضاعة الطبيعية والتي ستحقق نتائج إيجابية تساهم في تحسين صحة الطفل والأم على المدى القصير والبعيد.