إرتفع عدد الأطفال المصابين بفيروس “كورونا” بشكل ملحوظ في الموجة الثانية مقارنة بالموجة الأولى، بحسب مستشارين علميين، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وأصبح الأطفال أكثر عرضة من البالغين لأن يكونوا هم الأشخاص الذين ينقلون عدوى “كورونا” إلى الأسرة. ولكن، العائلات التي لديها أطفال ليست أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطرة من الفيروس.
وقال الإتحاد الوطني للتعليم إنه منزعج من عدد الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، ولطالما كان الدور الدقيق الذي يلعبه الأطفال في نقل “كورونا” سؤالا مفتوحًا.
ومن الواضح أنّ الشباب كمجموعة معرضون لخطر ضئيل للغاية للإصابة بأعراض خطرة من الفيروس. وهناك أيضًا بعض الأدلة التي أشارت إلى أنّ الأطفال الأصغر سنًا أقل عرضة للإصابة به في المقام الأول. ولكن، عندما يتعلق الأمر بالأطفال الأكبر سنًا، فإنّ دورهم في نقل الفيروس كان أقل وضوحًا. وأوضحت مراجعة نشرت في 13 تشرين الثاني الأدلة المتزايدة على أنّ الأطفال الأكبر سنًا يمكنهم إلتقاط ونقل “كورونا” بمعدلات مماثلة للبالغين.
ومنذ الوقت الذي أعيد فيه فتح المدارس في أيلول، أظهر عدد متزايد من الأطفال إصابتهم بالفيروس. ولكن، قالت الدراسة إنّ مدى إنتقال العدوى في المدارس غير مثبت ويصعب إثباته. كما أظهرت دراستان رئيسيتان أجراهما مكتب الإحصاء الوطني وإمبريال كوليدج لندن أن الإصابات بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا كانت تتزايد في أيلول. وبحلول شهر تشرين الأول، يمكن رؤية الزيادات في جميع الفئات العمرية من 2 إلى 24 عامًا. ومع ذلك، كانت هناك علامات على إرتفاع العدوى بين السكان بشكل أوسع قبل عودة الأطفال للمدارس.
وقالت المجموعة الإستشارية العلمية لحالات الطوارئ التابعة للحكومة البريطانية في وقت سابق إنّ إعادة فتح المدارس من المرجح أن تزيد من إنتقال الفيروس. كما إعترف كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا في كريس ويتي بذلك، لكنه قال إنه يجب إجراء مقايضات للسماح للمدارس بالبقاء مفتوحة أثناء السيطرة على الفيروس.
ولفت البحث إلى أنّ هناك أضرارًا تعليمية وتنموية وصحية عقلية كبيرة بالمدارس التي يتم إغلاقها. وشهد تلاميذ المدارس والشباب إرتفاعًا أسرع في الإصابات مقارنة بالفئات العمرية الأخرى في الموجة الثانية.
وقال البروفسور مارك وولهاوس من جامعة إدنبرة إنّ هذا لم يكن مفاجئًا نظرًا لأنّ المدارس تعمل بشكل أقرب إلى الحياة الطبيعية من معظم أجزاء المجتمع الأخرى.
مع ذلك، لم يكن من المرجح أن يصاب المعلمون بـ”كورونا” أكثر من غيرهم من العمال، وفقًا للبيانات.
وقالت عالمة الأوبئة في جامعة بريستول سارة لويس إنّ هذه النتائج مطمئنة، مقترحة أن الإجراءات المتبعة للحد من إنتقال العدوى في المدارس تعمل بشكل جيد.
وكان الأشخاص الذين يعيشون مع أطفال يرتادون المدارس الثانوية أكثر عرضة للإصابة بالفيروس بنسبة 8 في المئة. ولكن، البحث الذي أجرته كلية لندن للصحة والطب الإستوائي وجامعة أكسفورد وجد أن الأشخاص الذين يعيشون مع أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا لا يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بمرض خطر من “كورونا”.