أثارت ما كشفته تحقيقات محققين مصريين عن “قاتل متسلسل” يُعرف بإسم “سفاح الجيزة” صدمة لدى الرأي العام، بعدما انكشفت وقائع صادمة عن عمليات قتل ارتكبها ونجح في الإفلات من العقوبات لسنوات.
فقد نشرت وسائل إعلام مصرية نتائج ما توصلت إليه التحقيقات عن الرجل الذي يدعى القذافي فرج، والذي إعترف بقتله لأربعة أشخاص. وقد بدأ عمليات القتل في عام 2015، حين كان على علاقة بسيدة، لكنه في النهاية قرر أن يتزوج شقيقتها التي كانت تعمل لديه، إلا أنّ السيدة هددته بفضح أمره عندما إقترب موعد الزفاف، وحينها قرر فرج أن يقتلها.
وبحسب التحقيقات، فإنّ المُتهم إستدرج السيدة التي شعرت بأنها تعرضت للخيانة إلى شقة، وفيها قام بخنقها ودفنها بملابسها بإحدى الغرف، ثم أوهم أسرتها بأنها سافرت إلى الخارج للعمل مع شخص في مجال التمثيل والإعلانات، ولذلك لم يحرروا محضرًا بغيابها، وفقاً لما ذكره موقع “اليوم السابع”.
كذلك، كشفت التحقيقات عن جريمة قتل إرتكبها المُتهم بحق صديق طفولته، ووفقًا لما ذكره موقع “مصر العربية”، فإنّ التحريات توصلت إلى فك لغز إختفاء رضا عبداللطيف، صديق فرج منذ سنوات. وقد كان عبداللطيف، وهو خريج كلية الهندسة، متزوجًا ويعمل في السعودية حيثُ إستطاع تكوين ثروة مالية، ولثقته في صديقه فرج كان يرسل له الأموال مع توكيل رسمي للتصرف فيها. فأنشأ المتهم فرج سلسلة مكتبات في الجيزة، ثم إستولى على أموال صديقه عبداللطيف، وعندما عاد الأخير من السفر طالبه بالأموال، فرفض فرج. حينها إكتشف عبداللطيف أنه وقع ضحية نصب صديقه له، وذهب إلى منزل فرج لمعاتبته، لكن المتهم قدّم له مشروبًا فيه سم قاتل، وشربه عبداللطيف ثم توفي، ودفنه فرج في شقته بمنطقة بولاق الدكرور. منذ ذلك الحين وعائلة المهندس كانت تبحث عنه وتقدم البلاغات عن إختفائه من دون أن يتمكن أحد من التوصل إلى تفسير لسرّ إختفائه، ولكن إكتشفوا لاحقًا أنّ فرج إنتحل شخصيته بعدما قتله، وأكمل حياته على أنه المهندس عبداللطيف.
وبدأت قضية القتل الثالثة التي يُتهم فيها فرج، عندما نشب خلاف بينه وبين سيدة تبلغ من العمر 33 عامًا، وبحسب ما ذكره موقع “الأهرام” فإنّ السيدة كانت مقيمة في الإسكندرية. وقد إعترف المتهم بسابقة وعده للسيدة بالزواج منها، وتحصله منها على مبلغ 45 ألف جنيه، قيمة بيع شقة كانت ملكها، وعندما ألحت السيدة على إستعادة المبلغ، أو إتمام الزواج بها كما وعدها المتهم، في ذلك الحين، إستدرج فرج السيدة إلى مخزن في منطقة العصافرة بالإسكندرية، بزعم إعطائها بضاعة بقيمة المبلغ، لكنه خنقها ودفنها بملابسها داخل المخزن، وذكرت وسائل إعلام مصرية أنّ السلطات إستخرجت الجثة.
وأضاف المُتهم ضحية أخرى إلى قائمة قتلاه، لكن هذه المرة كانت زوجته التي ذكرت وسائل إعلام مصرية، بينها موقع “مصراوي” أنّ اسمها فاطمة. ونقلت وسائل الإعلام أقوال المتهم عن هذه الجريمة خلال التحقيقات، مشيرة فيها إلى أنه قتل زوجته عن طريق دس السم لها، ثمّ دفن جثتها في شقته في بولاق الدكرور إلى جوار صديقه المهندس.
وقد قال المُتهم عن هذه الواقعة أنه أمسك زوجته وضربها وكسر دماغها، وبعدها وضع جثتها في الثلاجة كي لا يفوح من الجثة رائحة، مشيرًا إلى أنه بعد ما قتل صاحبه ودفنه منذ شهرين، فوجئ بزوجته تسرق مني 330 ألف جنيه، رافضة الإفصاح عن مكان وجود المال ولذلك وخلال تناولها الغداء أمسك برأسها وخبطها في الحيط.
كما أكد المُتهم أنه ترك زوجته فاطمة تنزف لمدة ساعتين، حتى تأكد من أنها ماتت بالفعل، وأضاف أنه قطّع يديها ورماها للكلاب عقابًا لها على السرقة، ليقوم بعدها بوضع الجثة في الثلاجة، معتبرًا أنها “تستحق هذا العقاب”.
وقد أشارت التحقيقات إلى أنّ المتهم تزوج بسيدات عديدات، على الرغم من تمكن المتهم من إرتكاب الجرائم والإفلات من العقاب لسنوات، إلا أن زواجه من صيدلانية كانت آخر ضحاياه رسمت بداية لنهاية عمليات القتل المُتهم بها.
في ذلك الحين، كان فرج قد سافر إلى الإسكندرية، منتحلاً شخصية المهندس عبداللطيف بعدما إستطاع تزوير وثائق، وتزوّج من الصيدلانية، وبعد سنوات إكتشفت الأخيرة زواجه من سيدة أخرى بإسم مزيف آخر فنشبت بينهما الخلافات.
لذلك، قرر المتهم الإنتقام منها وحاول قتلها، ولكنه فشل، فتخفى في ملابس نسائية مرتديًا “النقاب” وصعد إلى شقة والدها وإستولى على مبلغ مليون جنيه ومصوغات ذهبية وفرّ هاربًا.
بعد ذلك، أبلغ حما المتهم عن الجريمة فقامت الأجهزة الأمنية حينها بمراجعة كاميرات المراقبة وأجرت التحريات ووزعت نشرة بمواصفات المسروقات حتى ألقي القبض عليه أثناء بيع المصوغات، وتمّ حبسه في أحد سجون الإسكندرية.
بعدما قتل فرج صديقه عبداللطيف، أرسل رسالة عبر الهاتف إلى أحد إخوة الضحية من رقم مجهول، مدعيًا أن المجني عليه جرى القبض عليه بالخطأ، ولا يعلم إلى أين يتم إصطحابه، ثم خدع العائلة بأنه يساعدها في البحث عن الضحية.
وقد قالت أسرة المهندس الضحية إنّ اللحظة الفارقة جاءت بعد مرور أكثر من 3 سنوات على إختفاء الضحية، عندما إكتشفت الأسرة عن طريق الصدفة بيع أحد ممتلكاتها بغير علمها، وتبيّن أنّ المتهم فرج زوّر مستندات وباع معظم أملاك الأسرة وبالأخص ممتلكات الضحية.
بعد ذلك، بدأت الأسرة تكتشف المزيد من عمليات التزوير في المستندات، حيث باع فرج أكثر من عقار للعائلة، وبعدما أوهم السلطات بأنه هو المالك.
بعد تقديم بلاغ تمّ إيداع فرج في السجن، ليقضي سنة في الحبس، جراء الإتهامات الموجهة له، وعند إنهاء إجراءات الخروج من السجن، تبيّن أنه ورد إسمه في قضية إختفاء زوجته، ومن هنا تمّ ضبطه وإعترف بدفنها منذ خمس سنوات، ليعترف ببقية الجرائم الأخرى.