تتسع يومًا بعد يوم دائرة العلماء وكبار الأطباء المشككين باللقاح الخاص بفيروس “كورونا”، ويومًا بعد يوم ينضم إلى فريق المشككين كبار العلماء والمتخصصين بالأمراض الوبائية في إيطاليا. منهم من يقول إنه ليس أكثر من خرافة لا يصدقها الأطفال، وهو ما أكدته مديرة علم الأحياء الدقيقة وعلم الفيروسات في مستشفى ساكو الشهير في ميلانو ماريا ريتا جيسموندو (65 عامًا)، خلال لقاء مع تلفزيون TVFLOT.
وأشارت جيسموندو بشأن وصول وشيك للقاحات، إلى أنها حكايات خيالية من الأفضل التركيز على العلاج والوقاية، مؤكدة أنّ قصة اللقاح وعود ثم وعود.
وأضافت:”إنها حكاية خرافية لا يصدقها الأطفال. ما عليكم سوى إجراء بحث على Google للتحقق من وجود وعود كل شهرين. قيل لنا في تشرين الثاني، ثم في كانون الأول والآن يعدون بأنه سيصل في الربيع، لكنّ الحقيقة هي أن صنع لقاح جدي، ليس فعالا فحسب، بل وخال من الآثار الجانبية، ويستغرق سنوات”.
وتابعت قائلة: “في وقت قصير يمكننا التركيز تمامًا على ما هو فعال بالفعل، حتى لو لم تكن بنسبة 100 في المئة، وأقصد هنا تطوير العلاجات. لقد تعلمنا ما طبيعة هذا الوباء وعوارضه الجانبية ومراحل تطوّره، وبفضل ذلك ننجح بمعالجة معظم المصابين”.
وفي مقابلة أجرتها معها وكالة ADNKRONOS ، إنتقدت جيسموندو الإجراءات الحكومية الصارمة مثل إغلاق دور السينما والنوادي الرياضية، معتبرة أنها الأماكن التي تتخذ فيها إجراءات الوقاية أكثر من أي مكان آخر.
كما دعت إلى الإعتماد على قدرة المواطنين بالوقاية بالعودة إلى حياتهم الطبيعية، بعد أن أصبحت هذه الحياة غير طبيعية، مشيرة إلى أنه بين شهري أيار وأيلول إنخفضت الإصابات وكانت لتزول بفضل الوقاية من قبل السكان والعلاجات المتطوّرة.
في الإطار نفسه، قال كبير أطباء القلب والشرايين في روما فرنشيسكو بوتسار لـ”الوكالة الوطنية للإعلام” في روما إنه لا يشكك في القدرات الكبيرة لجيسموندو وفي عدد كبير جدًا من الخبراء الذي يلتقي مع موقفها السلبي من اللقاح، داعيًا إلى النظر إلى بلد مثل السويد حيث بدأ يتغلب على الوباء بفضل الوقاية والعلاج.
بدوره، قال مدير قسم علم الأحياء الدقيقة والفيروسات بجامعة بادوفا (مقاطعة فينيتو ـ شمال) أندريا كريزانتي، في تصريحات لنشرة أخبار “سكاي 24″، بخصوص لقاح فيروس “كورونا” إنه لا يشك في أن كل شيء سيتم بحسن نية وصرامة، لكن الخلل يكمن في الإجراءات المستعجلة، ولن يُغيّر موقفه السلبي من هذه الناحية.
الشكوك لا تشمل فقط العلماء بل تمتد وتتسع يومًا بعد يوم في صفوف المواطنين. إذ قد أفادت نتائج بحث قام به مركز EngageMinds HUB التابع للجامعة الكاثوليكية، وهو مركز أبحاث شهير يتعامل مع سيكولوجية الإستهلاك في الصحة والتغذية، بأنّ ما يقارب من واحد من كل مواطنين إثنين لديه شكوك بهذا الصدد، وهو بحث أجراه المركز على ألف مواطن من مختلف سكان إيطاليا، مقارنة بشهر أيار الماضي الذي يبيّن الإستطلاع أنّ نسبة المتشائمين إرتفعت 7.5 في المئة.
وأكثر من 70 في المئة من الذين شملهم الإستطلاع من الرافضين للقاح يعبّرون عن مخاوفهم تجاه سلامتهم التي قد يؤثر عليها اللقاح بسبب الأساليب السريعة لتطويره وإختباره.
أخيرا، رأى 43 في المئة منهم أن اللقاحات عمومًا غير فعالة، لدرجة أنّ 28 في المئة منهم إعتقدوا أنّ البيانات المتعلقة بفعالية اللقاحات مزوّرة من قبل شركات الأدوية.
من جانب آخر، وصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس “كورونا” المستجد في إيطاليا إلى أكثر من مليون ونصف المليون حالة (22930) ووصل عدد الوفيات جراء الإصابة بالـ”فيروس” إلى 50 ألف شخص (630)، في حين بلغ عدد المتعافين من مرض “كورونا” مئة ألف (ألفين).
وخلال لقاء مع الصحافيين الأجانب، شاركت فيه “الوكالة الوطنية للإعلام” في روما، قال رئيس قسم طب الشيخوخة في جامعة Campus Biomedia كلوديو بيدوني إنّ عدد الوفيات يشمل بشكل خاص المسنين الذين يصابون ويعانون أمراضًا مزمنة ومنهم مرضى السرطان. إلا أنّ ذلك لا يعني عدم إرتفاع الإصابات بشكل ملحوظ. إذ أجريت على الأراضي الإيطالية، 50 ألف مسحة بينهم 15.4 في المئة من المصابين.