إعتقد عالم آثار في جامعة ريدنغ بالمملكة المتحدة أنه اكتشف أنقاض منزل مريم ويوسف والدي المسيح تحت دير في مدينة الناصرة حيث يُفترض أن يسوع الناصري ولد ونشأ.
وأفادت شبكة “سي بي إس” الأميركية الإخبارية بأنّ الأستاذ في علم الآثار والتاريخ في جامعة ريدنغ، كين دارك، قد أمضى في السنوات الـ14 الماضية في محاولة استكشاف الآثار التي يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي في موقع تنقيب في الناصرة.
وإدعى دارك أنه قد حدد منزل عائلة يسوع الذي يقع تحت دير راهبات الناصرة بالقرب من كنيسة البشارة وهو المكان الذي تقول الرواية الإنجيلية في العهد الجديد أنّ ملاكًا أعلن فيه لمريم عن أنها حامل بيسوع.
وكان المسكن عبارة عن منزل به فناء وغرف معيشة وتخزين، بالإضافة إلى شرفة على السطح للأنشطة المنزلية الخارجية. إكتُشف المسكن عام 1880، وتمّ التنقيب فيه للمرة الأولى في ثلاثينيات القرن الماضي، وإدعى خبراء آخرون منذ ذلك الحين أن الموقع كان منزل طفولة يسوع، ولكن قبل أن يشرع البروفيسور دارك في مشروعه عام 2006 كان الموقع قد نسي تقريبًا.
وقال دارك إنّ الدليل يعود جزئيًا إلى جودة البناء، حيث تمّ نحته بمهارة في جانب من التل. ووفقاً له، فإنّ الشخص الذي قام ببنائه كان لديه معرفة جيدة جدًا بالأعمال والأشغال الحجرية. ومع ذلك، يصف الإنجيل يوسف بأنه حرفي ماهر جدًا في البناء على الرغم من أنه ربما لم يكن البناء الماهر الوحيد في المنطقة.
تمّ بناء المنزل أيضًا بالحجر الجيري، مما يوحي بأن ساكنيه كانوا يهودًا، كما كان حال كل من مريم ويوسف. في ذلك الوقت، اعتقد العديد من اليهود أن الحجر الجيري يحمي من التلوّث والنجاسات. كما قام عالم الآثار بفحص كنيستين واحدة على شكل كهف والثانية بيزنطية بالقرب من الموقع.
تمّ بناء إحداهما بجوار المنزل في القرن الثالث الميلادي والأخرى تغطي المنزل بالكامل. وتمّ تزيينها بفسيفساء فخمة، بالتأكيد لإحياء ذكرى حدث مهم للمسيحيين يمكن أن يكون مثلاً مكانًا له صلة بالمسيح، ولذلك فمن المحتمل أن تكون قد بنيت للحفاظ على الموقع. ومع ذلك، أقرّ دارك بأنه على الرغم من وجود أدلة قوية تدعم فرضيته، إلا أنها ليست دليلاً قاطعًا بأي حال من الأحوال.