دعت كنيسة قبرص إلى سحب المشاركة الرسمية للبلاد في مسابقة الأغنية الأوروبية، بحجة أنها تروج لعبادة الشيطان.
ومن المقرر أن تمثل المغنية اليونانية إيلينا تساغرينو الدولة الجزرية في روتردام في أيار بأغنية البوب الراقصة “إل ديابلو”. ولمع نجم تساغرينو في 2009، حيث وصلت إلى الدور قبل النهائي في “Greece’s Got Talent”، وهي في الرابعة عشرة من عمرها فقط.
وفقًا للموقع الرسمي للمسابقة، فإنّ الأغنية “تدور حول الوقوع في حب شخص سيء مثل “إل ديابلو” (أي الشيطان باللغة الإسبانية).
ويتضمن الإدخال المثير للجدل سطورًا، مثل “الليلة سنحترق في حفلة، إنها الجنة معك في الجحيم ولقد أعطيت قلبي لإل ديابلو…لأنه أخبرني أنني ملاكه”.
وأصدر المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية في قبرص بيانًا شديد اللهجة يوم فيه عن خلافه الشديد وإحباطه من موقف هيئة الإذاعة الوطنية القبرصية (CyBC) بشأن إختيار الأغنية.
وقالت الكنيسة الأرثوذكسية إنّ الأغنية فضلت السخرية العالمية من خلال الدعوة إلى استسلامنا للشيطان والترويج لعبادته، مُشيدة بالخضوع الجبري للبشر لسلطة الشيطان.
وفي بيان صادر عن علامتها التجارية Panik Records، قالت تساغرينو لشبكة CNN إنه من الواضح أن أغنية El Diablo هي أغنية مجازية، لافتة إلى أنها قصة مرأة تمكنت من الخروج من علاقة سامة وترسل رسالة قوة إلى الجمهور، فالموسيقى توحد الجميع ولا تفرق!
وقال رئيس هيئة الإذاعة الوطنية القبرصية، أندرياس فرانجوس إن الهيئة ليس لديها خطط لسحب “الديابلو” من المنافسة.
وأضافت الهيئة لشبكة CNN: “الأغنية تحكي قصة فتاة تجد نفسها محاصرة في علاقة استغلالية مع رجل سيء، ومن هنا تسميه” الديابلو”، إنها الصراع الأبدي بين الشر والخير. هذه العلاقة الإشكالية في متلازمة ستوكهولم وعلى الرغم من جنون العظمة الذي تعاني منه، فإن الحقيقة في النهاية تتألق دائمًا، وتسعى للمساعدة في قطع العلاقات على طريق الحرية”.
وأضافت الهيئة أنّ أي تفسير آخر لا علاقة له بمعنى الأغنية، والتي لا ينبغي في الوقت الحاضر بشكل خاص الإشادة بها فحسب، بل أيضًا أن تكون مصدر إلهام ليس فقط للنساء ولكن لأي شخص يعاني من مواقف مماثلة”.
ورفضت الكنيسة التفسير المجازي لهيئة الإذاعة القبرصية، ووصفت الكلمات بأنها استفزازية وغير مقبولة وتتعارض تمامًا مع قيم مجتمعها.
وقالت إنّ آلاف المواطنين اتصلوا بها للتعبير عن إستيائهم من إختيار الأغنية، داعية الحكومة التي تعين مجلس إدارة الإذاعة الوطنية القبرصية إلى إلغاء اختيار هذه الأغنية واستبدالها بأخرى أخرى تعبر عن تاريخهم وثقافتهم وتقاليدهم ومطالباتهم.
تأتي المكالمة بعد أيام من استدعاء الشرطة إلى مكاتب الإذاعة بعد ورود تقارير تفيد بأنّ رجلاً يبلغ من العمر 48 عامًا قد دخل بشكل غير قانوني إلى المبنى للإحتجاج على الأغنية.
وقال متحدث بإسم وزارة الداخلية القبرصية لشبكة CNN إن الرجل اتُهم بالتعدي على ممتلكات الغير وإزعاج مكان عام والإهانة والتهديد، لافتة إلى أنّ القضية وصلت حتى إلى أعلى مستويات السياسة القبرصية.
وأعرب مدير المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية، فيكتوراس بابادوبولوس عن إحترام آراء المجمع المقدس أو آراء أولئك الذين يختلفون مع عنوان الأغنية التي ستمثل قبرص في مسابقة يوروفيجن هذا العام.
وتابع:”مع ذلك، في الوقت نفسه، تحترم الحكومة تمامًا الحرية الفكرية والفنية الإبداعية التي لا يمكن إساءة تفسيرها أو تقييدها بسبب عنوان الأغنية، ولا ينبغي إسناد الأبعاد غير الضرورية”.
وتعد مسابقة يوروفيجن للأغاني، التي تجري منذ 1956، أقدم مسابقة موسيقية تلفزيونية حول العالم، وفقًا لموسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.