اسألي أي طفل عن فيلمه المفضل، وهناك احتمال كبير أن يسمي أحد أفلام ديزني، مثل Beauty and the Beast (الجميلة والوحش) أو Aladdin (علاء الدين).
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن هذه الأفلام تعطيهم فكرة خاطئة عن شكل العلاقة الصحية.
في فيلم “علاء الدين”، يخرج البطل الأميرة ياسمين بعيدا عن حياة القصر المقيدة، بينما تتضمن “سندريلا” و”سنو وايت” و”الجميلة النائمة” فتاة صغيرة ينقذها “أمير وسيم”.
وأجرى الباحثون في جامعة إكستر استبيانا على الشباب فوجدوا أن لديهم الرغبة في تعلم مهارات تساعدهم على تطوير علاقاتهم في المدرسة.
وقال معد الدراسة سيمون بنهام – كلارك إنّ أبرز أولئك الذين استطلعت آراؤهم أهمية مهارات التدريس مثل الاتصال والتواصل والتعاطف والاحترام وحل النزاعات وإصلاح وإنهاء العلاقات بلطف وأمان.
وأضاف: “يُظهر بحثنا أن المدارس في حاجة إلى دعم مُحسّن لتشغيل تعليم بناء العلاقات، بما في ذلك الخبرة والموارد المتخصصة، وتوجيه التلاميذ إلى مصادر المساعدة الخارجية. ويجب وضع نماذج لسلوكيات العلاقات الإيجابية وتكاملها والبناء عليها في المناهج الدراسية كلها على المستوى الوطني وعكسها في روح المدرسة”.
بالنسبة إلى الدراسة، التي نُشرت في مجلة BMC Public Health، أجرى الباحثون مجموعات تركيز مع 24 شابًا تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا.
وتضمن ذلك طرح أسئلة عليهم لتوليد نقاش عن العلاقات وتعليم العلاقات.
كما أجروا مقابلات مع 10 متخصصين في العلاقات، وسألوهم عن آرائهم عن ماهية العلاقة القوية وأفضل طريقة لتعليم الأطفال الأكبر سنًا عنها.
وتم تسجيل كل التفاعلات ثم حدد الباحثون موضوعات مشتركة ظهرت مع الشباب والمهنيين، وقارنوا بين الاثنين.
وعلق الكثير منهم على تأثير القصص الخيالية في كيفية رؤيتهم للعلاقات، وخصوصًا “ديزني”.
ورأت إحدى المشاركات أنه في الواقع يخلق صورة سامة إلى حد ما، أن الأنثى ضعيفة، ويجب أن ينقذها الذكر، وهذا نوع من خلق للذكورية السامة.
وقال الجميع إن تعليم العلاقة الجيدة سيساعدهم، لا سيما الدروس المتعلقة بكيفية إدارة المراحل المختلفة من العلاقة وإنهائها والتعامل مع تداعياتها. وكانوا مهتمين بشكل خاص بتعلم كيفية التواصل، وحل النزاعات. وأدرك كل من الشباب والمهنيين أن المدارس يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في هذا.
وقال المعد المشارك الدكتور جان إيوينغ إنه بينما كان يُنظر إلى أسر الشباب على أنها المصدر الأساس للتعلم عن العلاقات الصحية، كان هناك دعم واضح لدور المدارس في زيادة هذا الأمر، حيث لا تظهر جميع العائلات علاقات صحية.
وأشار المراهقون إلى أنهم سيكونون سعداء لبدء هذا النوع من التعليم في سن المدرسة الابتدائية، بدءًا من النظر إلى الصداقات قبل الانتقال إلى العلاقات الرومانسية.
وكان يُعتقد أن هذا مهم بشكل خاص للأطفال الذين يتشاجرون مع الوالدين، أو الذين يظهرون سلوكًا غير صحي آخر.
ومع ذلك، فقد أدركوا أيضًا أنه لا يمكن تعلم كل شيء في الفصل الدراسي، حيث قال المراهقون إن التعلم من الأسرة يجب أن يأتي أولا.
كما أنهم كانوا حذرين من أن وضع دروس عن العلاقات الرومانسية قد يضع بعض الشباب تحت ضغط ملاحقتهم قبل أن يكونوا مستعدين لذلك.
ووفقا للباحثين، ارتبط كونك في علاقة “متوترة” بإساءة استخدام الكحول والسمنة وفقر الأطفال وضعف الصحة العقلية. ومؤشرات العلاقة المتوترة هي الشعور بعدم الرضا عنها والندم والجدال المنتظم والتفكير في الانفصال أو الطلاق.
ونتيجة لذلك، خلصوا إلى أن تعليم الأطفال منذ الصغر كيفية عمل العلاقات قد يقلل من هذه الحالات.
وسيساعدهم هذا أيضا على رفض فكرة أن علاقة الزوجين “Disneyfied” هي نموذج علاقة طبيعي أو مثالي.