بأنفه الطويل الأسود وعينيه اللتين تكاد ان تسعا كبسة إبهام وسبابة، يطل علينا “المسدس” هذا العام أيضًا بطلًا جبارًا عبر المسلسلات المعروضة والمتماهية باقتباسها للمشاهد من الأفلام والمسلسلات الغربية المعروفة بال action !
هذه المرة أيضًا يجتاح الساحة بقوة وصرامة بعد أن تم التمهيد له في الأعوام السابقة للدخول إلى معترك “الساحة التمثيلية” مطلقًا بذلك الرصاص على كل ما أوتيت أمامه من مشاهد لمسلسلات تفرض نفسها بالقوة بأي ثمن إن كان لناحية التمثيل أو الإخراج وصولاً حتى إلى محاولة التماهي بالأفلام والمسلسلات الغربية والأجنبية… وهو غير دار كم أصبح ثقيل الظل وملوث للسمع، خصوصًا وسط اشتياق المشاهد إلى أفلام تضحكه…
نعم، اشتقنا للأفلام الكوميدية… اشتقنا للضحك على مشاهد ممثلين مبدعين… وكأننا ينقصنا بعد فوق كل المصائب التي مررنا بها أفلامًا بوليسية وقتل وضرب وعنف وتكسير ومافيات! شبعنا تكرار الاقتباسات من قصص لأفلام أجنبية بمشاهد “صينية”! سئمنا من تقليد الغرب بمشاهده كي نظهر “شطارتنا”… “الشطارة” تحتاج أيضًا إلى مشاهد لقصص ساخرة تضحكنا وتؤنس ليالينا… وإن كانت المسلسلات درامية فلا بأس من أن يكون لها نفحة من الكوميديا ترطيبًا لجلسات السمر… مللنا من مشاهدة المماطلة في عرض مشاهد ربما لو أردنا عرضها بالنسخة الغربية الأصلية، لما استغرقت ربع ثانية من مشاهد بكاء ونواح وعويل ونكد، استغرقت حلقة كاملة من حلقات مسلسل يكرر ويعيد الفكرة نفسها كالحلزونة التي تدور وتدور وتدور في الحلقة نفسها…
هذا من جهة… أما من جهة أخرى، بين “مسدس” متعطش لإثبات نفسه في المسلسلات الرمضانية وبين “صليب يسوع المسيح الناصري”، يختار بيلاطس البنطي إطلاق سراح “المسدس” مستكملا عروضه البطولية في أفلام اصبحت مألوفة ومعلبة، تاركًا الأفلام الدينية للمسيحيين منفية، منسية ومهملة، ليشعر المشاهد بالعطش إلى مسلسلات وافلام كانت تعرض في السابق عبر شاشات التلفزة، تشعره بجو العيد والفصح المجيد، كل ذلك من أجل تأمين مصلحة الجيب والمال واستقطاب المشاهدات العالية، لتصبح بذلك تلك المحطات يهوذا الإسخريوطي بحلة القرن الحالي، والذي خان يسوع وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة…