في حين يبدو مصير القلم والورق على وشك الاندثار، فإنّ الكتابة باليد تقدم مجموعة من الامتيازات التي تدعم أداء المخ، والتي لا ينبغي أن نفقدها لحساب التكنولوجيا، بحسب موقع “كير2”.
رغم أن العديد من المدارس بدأت في الاعتماد الكلي على التكنولوجيا، وإهمال الكتابة اليدوية، إلا أن العلماء يشددون على أن اللجوء إلى الكتابة اليدوية على الأوراق، يحقق العديد من الفوائد. ولنضع في اعتبارنا ما يلي:
تُحسن التعلم: توصلت دراسة نشرتها “جمعية علم النفس” إلى أنّ تدوين الملاحظات بخط اليد العادي، وليس الكمبيوتر المحمول، يُحسن الفهم، بل وأن الميل إلى “تدوين الملاحظات” خلال المحاضرات عبر الكمبيوتر المحمول يحوّلها إلى نسخ حرفي للمحاضرات، بدلاً من ميزة التعامل مع المعلومات وإعادة صياغتها بكلمات الطالب نفسه، ما يضر بعملية التعلم نفسها.
تُطور وظائف المخ: يصف تقرير في دورية “سايكيولوجي توداي” أهمية تعلم الكتابة بالخط المائل لتطوير المخ، حيث أنه من خلال تعلمه يتطور التخصص الوظيفي للمخ الذي يدمج كلا من الإحساس، والتحكم في الحركة، والتفكير. ولكتابة خط يد مقروء، هناك حاجة إلى التحكم في حركات الأصابع الدقيقة أيضاً. وتظهر نتائج دراسات تصوير المخ أن خط اليد يُنشط مناطق معينة في المخ، تلك المناطق التي لا تلعب أي دور أثناء الكتابة من خلال لوحة مفاتيح الكمبيوتر والهاتف الذكي.
تُساعد على صياغة أفضل: كشفت البحوث عن أنّ الطلاب الذين يكتبون بالقلم إنما يكتبون أكثر من أولئك الذين يستخدمون لوحة المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر. كما أنهم يكتبون بشكل أسرع، وفي جمل أكثر اكتمالاً، وبصياغة أفضل.
تُعالج صعوبة القراءة: إنّ الكتابة اليدوية تساعد الطلاب الذين يعانون من عسر القراءة “ديسليكسيا” Dyslexia. فالكتابة بالقلم من اليمين إلى اليسار أو العكس مفيد جداً للطلاب الذين يجدون صعوبة في قراءة الكلمات بشكل صحيح.
تُحافظ على عقول كبار السن: أشارت “وول ستريت جورنال” أخيرا إلى الأبحاث التي اكتشفت عن أنه من خلال إشراك المهارات الحركية الدقيقة، والذاكرة والكتابة اليدوية، يتم تحفيز أمخاخ كبار السن.
تُهدئ الأعصاب: يقول الدكتور مارك سيفر، وهو خبير في علم الغرافيك وخبير في الكتابة اليدوية، إن كتابة جملة مهدئة هي نوع من “العلاج”. فكتابة جملة مثل “سأكون على ما يرام” على الأقل 20 مرة في اليوم الواحد يمكّن في الواقع أن تجعل الانسان أكثر سلاماً وراحة، خصوصا بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية.
والخلاصة… فإنه يبدو أنّ بعض المهارات التقليدية تعتبر أهم وأثمن من أن نفقدها، خصوصاً عندما يكون لها الكثير من الفوائد، لاسيما على عقولنا.