2.9K
موهبة فريدة من نوعها… استثنائية… تمزج بين عالم القصص والروايات…وعالم الخيال…وعالم السحر… و”الغليتر”… منحت المرح للأطفال فأخذتهم إلى عالم “ديزني” بريشتها الأنيقة بفنّها الراقي… أدخلت البهجة إلى جمهور الإستعراضات والأعراس… فرسمت البهجة على وجوه الراقصات وشخصيات السيرك المرحة…
إنها المبدعة في عالم الماكياج المسرحي ربى الغول التي شقّت طريقًا مميزًا في عالم مليء بالإبتكار والإبداع والروح المرهفة والإحساس العالي … فتحوّلت من مجرّد هاوية إلى محترفة لها بصمتها وطابعها الخاص…
موهبة غير منتشرة بكثرة في لبنان، ولكنها موجودة في نفس طموحة، تروي لنا قصتها بدءا من الرسم بقلم بسيط وصولا إلى قدرتها على اختراق عالم الإبداع… فجاء الحديث المشوّق معها بتفاصيله لموقع Feminine Spirit
-
أخبرينا عن بداياتكِ في عالم الماكياج خصوصا وان ما تقومين به لا يتوافر بكثرة في لبنان؟
قصتي مع الماكياج غريبة جدا …. قصة كفاح … لا يعرفها أحد … إنها قصة 6000 ليرة لبنانية … بدأت منذ أكثر من سبعة أعوام…. ذات يوم قمت بشراء أقلام تلوين بكلفة 6000 ليرة لبنانية و توجهت إلى منطقة القليعات حيث كان يقام مهرجان سنوي يتخلله ألعاب للصغار … أحضرت كرسيًا و طاولة وورقة كتب عليها “رسم على الوجه 3000 ” … و بدأت أرسم للصغار …. بالطبع في البداية لم أجمع مالا كافيا حتى لدفع بنزين كلفة الصعود إلى القليعات …. ولكنني اعدت الكرة و توجهت إلى مهرجانات عديدة لأرسم بأقلام 6000 …. حتى استطعت توفير المبلغ الكافي لشراء مواد أخرى للرسم وشراء فرشاة … وتوالت المهرجانات … عملت لفترة قصيرة مع شركة في جل الديب وكنت اتقاضى مبلغا زهيدا عبارة عن 10 $ لقاء الرسم للصغار في كل مناسبة …. حتى أمنت كلفة طباعة منشور ملوّن يحوي صورا للوجوه التي قمت برسمها …. ومن هذا المنشور انطلقت مع شركة ARTS AND MELON في انطلياس … بدأت ارسم في اعياد الصغار اتقاضى 60$/ 80$ … حتى آمنت بي نيكول عقيقي وجعلتني أقوم بمكياج الراقصين والموسيقيين … مرت الأعوام واكتسبت الخبرة … و تطوّرت مهاراتي … وتلك الحقيبة التي كانت تحوي أقلام 6000 ليرة باتت تحوي اليوم موادًا باهظة الثمن لكثير من الأعمال الفنية ….
في البداية، لم يكن الإقبال على فن الماكياج المسرحي كثيفًا مثل اليوم، وذلك نتيجة التطور الذي طاول حياتنا اليومية وسبل التواصل الإجتماعي إضافة إلى حبّ اللبناني للسهر وللبذخ على الأعراس والحفلات الترفيهية والإستعراضات، فالمنافسة أصبحت كبيرة في الساحة الفنية وتساع الجميع ….
من إيجابيات عملي هو تعاملي مع شركات الـترفيه ENTERTAINMENT كافة، لكن من سلبياته أنني دائما أعمل كالجندي المجهول … أشعر بالفخر عند رؤية وجوه رسمت عليها وحولتها إلى كائنات غريبة سحرية ولكن الجمهور لا يعلم أن أناملي التي قامت بهذا العمل …لأن خلاصة العمل ينجلي تحت اسم الشركة التي أتعامل معها.
-
هل تمارسين هذا العمل كهواية أم على سبيل الإحتراف؟
في البداية، مارستُ هذا العمل للتسلية ولكن سرعان ما تحوّل إلى وسيلة لكسب الرزق ومن ثم إلى الإحتراف… لم اتلقّ دروسًا في أي معهد فني … هوايتي وقدراتي ومهاراتي ومتابعتي لكل جديد في عالم الماكياج والموضة هو سبب نجاحي ومثابرتي.
-
ما هي الصعوبات التي تواجهينها عند وضعكِ لماكياج الجسم؟
بالنسبة إلى الصعوبات التي تواجهني في عملي بصورة عامة، فإنها تبدأ عند التخطيط لإيجاد ماكياج ملائم لكل شخصية أو لكل زيّ قبل الوصول عند نقطة وضع الماكياج على الوجه او الجسم…
أعمل مع شركات عديدة ولكن يشهد القطاع حاليا منافسة في سوق التسلية والترفيه والمسرح… أفتخر كثيرا بما آل اليه هذا القطاع الذي بات عنصرا اساسيا في تفعيل السياحة في لبنان… أختار تصاميمي بحذر ولا أكرر الماكياج ذاته مع أي شركة لعدم الوقوع في دوامة التشابه حتى ولو تشابهت الثياب إلى حد ما … وهذا الأمر يضعني دائما في حيرة وأحيانا أرفض الكثير من الأعمال نظرا لتطابق الثياب والماكياج مع أكثر من شركة.
إضافة إلى ما تقدّم، لا أتحمل التأخير وعدم الإلتزام بالموعد المتفق عليه، لأنني أصبح في سباق مع الزمن لإنهاء الماكياج والبدء بالإستعراض. أحيانا، أضع الماكياج لأكثر من ستة أشخاص خلال ساعة…
كذلك، اضطر أحيانا للعمل في ظروف سيئة ومنها: العمل في الشارع ، على الرصيف أو من دون إضاءة أو من دون وجود مكيف أو في مطبخ ملهى ليلي أو في أماكن ضيقة…
كما أنني أحب استعمال مادّة “الغليتر” وهذا الأمر تكرهه معظم الفتيات نظرًا لصعوبة تنظيفه… كما أنّ الأمر لن يعجب عامل التنظيفات في المكان الذي أعمل به…
أما بالنسبة إلى وضع الماكياج، فإن ما يزعجني عند وضعه يمكن اختصاره بالآتي:
– العيون الحساسة التي تذرف الدموع جراء الكحل في العين
– الرشح يزيل الماكياج عن الانف
– مضغ “العلكة” خلال وضع الماكياج يوتّرني
-
ما هي المواد التي تستخدمينها على الجسم؟ هل هي مناسبة للبشرة أم أنها قد تؤدي إلى أي مشكلة صحية؟
المواد التي أستعملها هي a base de l’eau أي أنها في الأساس تحتوي الماء…. أي سهلة الاغتسال نظرا لتعاملي مع الصغار وبالتالي يجب أن أختار المواد بدقة، ومواد الـ Snazaroo و diamond fx ينصح بها الجميع لسهولة تركيبتها وغسلها فيما بعد.
أما مستحضرات التجميل فـ Nyx, Makeup for Ever, Mac w Kryolan أثبتت التجارب أنها مستحضرات ذلت نوعيّة ممتازة، والمفضلة بالنسبة إليّ هي Nyx لأنّها تضفي سحرًا وتألّقا على عملي . وبما أن أخي طبيبًا، فيمدّني دائما بمعلوماتٍ طبية، كما أتوخي الحذر دائما لعدم نقل الأمراض كالـ herpes الذي هو مرض جلدي قد ينتقل بالعدوى من خلال فرشاة الرسم، من خلال تنظيف وتعقيم كل الفراشي خلال وضع الماكياج من وجه لآخر وبعد الإنتهاء من العمل.
أستمتع بالرسم على وجوه الصغار، وأشعر بالأسف عندما ترفض والدة لطفل أن أرسم على وجه ابنها أو تطلب مني الرسم على يده فقط … وأقول لكل أمَ:”سيدتي أنتِ تقتلين المرح و تمنعين ابنك من الشعور بالفرح …فكم من ولد تمنى ان يكون نمرا أو اسدا أو batman aw ninja turtles…. فلم تسلبينه حقه بالإستمتاع في النظر إلى المرآة والتعبير عن فرحه؟”
إضافة الى الصغار،أرسم على وجوه وأجسام العارضات والعارضين اناثا و ذكورا… وأشير هنا إلى أنّ الرسم على الأجساد العارية هو فنّ … فخبير الماكياج ينظر الى الجسد كقطعة “كونفاس” وما يهمه فقط هو الوصول إلى قطعته الفنية…فدهشة وبسمة الحضور عند رؤية عمله الفني هي مكافأته…
أما بالنسبة إلى الوجوه التي أرسم عليها، فلا أختارها لأنها عادة مختارة من قبل الشركة التي أتعامل معها، وقد أرسم على وجه الراقصات أوالبهلوان أوالموسيقي أوالتمثال الحي living statue … كل واحد منهم يعمل في مجال يبرع فيه، وما أقوم به يجب أن يتناسق مع الثياب لإظهاره بأحلى صورة.
-
هل العرض الذي تقدمينه يضمّ فقط عارضات إناث أم أنّ جنس الفرد وعمره غير مهمّ؟
الجنس والعمر غير مهمين ما دام الشخص يتقن فقرته الفنية التي ينوي القيام بها. وما الماكياج سوى وسيلة لإظهار فنه بأجمل صورة.
-
ما هو أجمل عرض قدّمته خلال مزاولتكِ لهذه المهنة؟
لكل عرض ميزته و جماله … وفي كل عرض نكتسب المزيد من الخبرات نستعملها في العمل أو العرض اللاحق … أحب كل العروض التي قمت بها منذ بداياتي حتى اليوم لأنها تظهر تقدمي والخبرات والمهرات التي اكتسبتها مع الوقت. فتح لي هذا المجال السفر إلى دول عربية عديدة: دبي ، أبو ظبي، اربيل ، الاردن، القاهرة … وشاركتُ في أفخم أعراس الأثرياء. كما تعاملت مع شركات عديدة وأهمها:
Arts And Melon
Lollipop
Artists and More
Crazy Events
I Celebrate Events
Jean Badaoui
Jamais Vu
Fift15N
A la Pierre
L’Oreal Levant
Events couture Lb
C2C
لكل عمل قصة وشخصيات جديدة … حبي لعالم “ديزني” يجعلني أعشق كل عمل أقوم به لانني أعشق عالم القصص والروايات…عالم الخيال…عالم السحر…عالم “الغليتر”…
العمل المحبب إلى قلبي هو تعاملي مع شركة لوريال / نيكس …. كانت المرة الأولى التي أقوم بها بوضع الماكياج على وجه عارضة أمام حوالى 300 شخص في مجمع “الوحدة مول” ابو ظبي عند افتتاح المتجر الأول لـ Nyx في دول الخليج …
-
لديكِ أيضا خبرة في مجال الأزياء… أخبرينا عن تلك التجربة؟
الأزياء والماكياج في عالم العروض أو عالم entertainment جزء لا يتجزأ … فالماكياج لا يكتمل من دون ملابس … والعكس صحيح….
عند عملي في ARTS AND MELON كنت أقوم بخياطة وتنفيذ الملابس…منذ صغري كنت أخيط ثيابا للدمى لديّ…. بات الأمر سهلا… الفنان المتعدد المواهب هو بمثابة “جوكر” … “وين ما حطيتو بيجي واقف” …. الخياطة سهلت الكثير من الأمور… مع ARTS AND MELON كنت أضع بصمتي على ملابس عديدة من خلال شك الخرز والاكسسوارات.
وأهمّ عمل قمت به هو تصميم و تطبيق ملابس الوحش WHITE WALKER لصالح شركة Caustik . وقد وضع لأخي ميشال الغول الماكياج السينمائي الرائع لهذا الوحش خلال سبع ساعات فقط.
-
ما هي النصيحة التي تعطينها لكل شخص يهمّه الدخول إلى مجال وضع الماكياج على الجسم؟
النصيحة هي التواضع وعدم التكبر… توخي النظافة عند العمل والحفاظ دائما على نظافة علبة المكياج …. الاستفادة من خبرات الآخرين … التقليد مفيد أحيانا ولكن يجب ان نضع فيه شيئا من ذاتنا…
-
ما هي خططك للمستقبل؟
أعمل على انشاء BLOG خاص بي والتركيز أكثر على نشر “فيديوهات” لأعمالي وعدم البقاء تحت غطاء الشركات التي أتعامل معها.
-
كلمة أخيرة…
شكرا FEMININE SPIRIT لأنكم تسلطون الضوء على موضوع أجده جد حساس لأنه يتأرجح ما بين الماكياج وعالم الموضة وبين الجنون، فهو مزيج بين عالم الواقع وعالم الخيال…