متى تحديدًا يمكنك ممارسة الرياضة للحصول على الشكل الأمثل؟ أي الأوقات تحديدًا؟ صباحًا أم مساءً أم في منتصف اليوم، قبل الأكل أم بعده؟
– هل تمارسين الرياضة قبل تناول الطعام أم بعده؟
جميع المدربين الرياضيين دومًا ما يجاوبون على ذلك السؤال بطريقتين، طريقة لإنقاص الوزن وطريقة للباحثين عن زيادة الوزن والكتلة العضليّة.
بالنسبة لإنقاص الوزن، ينصح المتخصصون دومًا بآداء التمارين قبل الوجبات الكبيرة، وذلك لأن آداء الرياضة قبل تناول الطعام يقلل شهية الطعام والإحساس بالجوع ويزيد الإحساس بالشبع.
أمّا بالنسبة للراغبين في زيادة الوزن فيجب أن يفصل بين وجبتهم وبين بداية التمرين ساعة على أقل تقدير بعد الوجبة، وذلك حتى تكون قد تسنى لها أن تُهضَم بالشكل الأمثل والأنسب، ويتم تمهيد الجسم للرياضة عن طريق بعض التمارين الخفيفة.
– ما هو أفضل وقتٍ لممارسة الرياضة؟
إذا مُورست الرياضة بشكلها ووقتها الصحيحين فإنّها ستكون الشكل والطريق المِثالي لحَرق الدهون في الجسم والوصول إلى الجسم المطلوب، كما أنّ الرياضة تمنح الجِسم القُدرة على الاستمرارية في حرق الدهون حتّى بعد الانتهاء من التمرن وممارسة الرياضة؛ ولقد أثبتت دراسات عديدة والتي أُقيمت على هذا المجال بضرورة وأهميّة البدء بممارسة الرياضة في أوقاتٍ مُعيّنة ومدروسة والانتظام فيها والالتزام بها؛ وذلك لتحقيق أكبر فائدةٍ منها في مجال خسارة الوزن وحرق الدهون على حدٍ سواء مع زيادة الكتلة العضليّة وألّا يصيب الجسد وهن ومظهر غير جذاب، ولكن 50% من ممارسي الرياضة يجهلون أهميّة اختيار الوقت الصحيح للتمرن، والذي يجعلهم عاجزين عن حرق تلك الدهون والوصول بالوزن لما يحلمون به، وذلك على الرغم من اتّباع شكل سريعٍ ومُستمر من التمارين الرياضيّة.
– ما قيمة ممارسة الرياضة في الصباح الباكر؟
أفضل الأوقات للبدء بممارسة التمارين الرياضيّة يكون فور الاستيقاظ من النوم وقبل الفطور؛ وهذا حسبما جاء في الدراسة والورقة البحثيّة التي نُشرت بواسطة جامعة نورثمبريا عن مجال الرياضة والصحة بأنَّ الأفراد الذين يبدؤون بممارسة الرياضة في الصباح فور الاستيقاظ وقبل الإفطار تُحرَق دهونهم بنسبة أعلى بـ 20% من هؤلاء الذين يُمارسون الرياضة بعد تناول الفطور، كما أنّ أجسامهم لم تطلب كمياتٍ زائدةً من الطعام؛ لتعويض النشاط الصباحيّ الذي خضعوا له كما كان الحال لدى الفئة الأخرى التي تناولت الفطور قبل ممارسة الرياضة. كما أكّدت الدراسة على ضرورة شرب المياه أو العصائر الطازجة أثناء ممارسة الرياضة؛ وذلك لتجنّب التعرّض لحالات الإغماء أو الإرهاق، مع ضرورة أخذ الحالة الصحيّة في عين الاعتبار، خصوصا لمن يعانون من مرض السكر؛ إذ عليهم استشارة الطبيب المختصّ فيما يتعلّق بممارستها.
وأضافت بأن الراغبين في زيادة وزنهم بإمكانهم الفطور ولكن بكمياتٍ صغيرة، كالإفطار ببيضة وكوب عصير من البرتقال أو ثمرة موز وذلك حتى لا يتم إرهاق العضلات الموجودة والتي تحتاج لبعضٍ من تلك الدهون المفيدة في الجسم.
– هل ذلك يعني بأن ممارسة الرياضة مساءً ليست ذات قيمة؟
كثيرون يفضلون ممارسة الرياضة ليلًا وذلك حتى يكون الإرهاق الجسدي في نهاية اليوم فيعقبه النوم مباشرةً، ولكن هنالك أيضًا أسباب علميّة وراء أفضليّة ممارسة الرياضة ليلًا؛ حيث تكون العضلات في أفضل حالة مرونةٍ لديها، كما تكون الرئتان نشيطتين بشكلٍ أكبر مما يضبط عمليّة التنفس ويعطي العضلات كمية أكبر من “الأكسجين” تساعد على تنفيذ التمارين بشكل أفضل، والذي يساهم أيضًا في رفع مستوى الأيض والتمثيل الغذائيّ للفرد، ويؤدّي ذلك إلى زيادة نشاط الجسم واستهلاكه للطّاقة وحرق الدهون.
ولكن يجب ملاحظة نقطة هامّة وهي تجنّب الخلود للنوم بعد الانتهاء من ممارسة الرياضة مباشرةً؛ حيث يحتاج الجِسم إلى فترةٍ من الراحة بعد التمارين؛ وذلك تجنّباً للتعرض لحالات الأرق أو صعوبة النوم التي تحدث نتيجة ارتفاع مُعدَّل هرمون التوتّر أثناء ممارسة الرياضة، والذي يُشكِّل بدوره عاملاً مهمّاً في عمليّة الأيض وحرق الدهون، ولذلك ينصح المدربون أن تكون التمارين الليلية في مراكز مخصصة لذلك تكون تبعد عن المنزل بوقتٍ كافي يسمح للجسم بالهدوء آثناء طريق العودة.
في نهاية الأمر ننصح باختيار الوقت المناسب ولكن مع الالتزام به والمواظبة على التمرين في ذات الوقت يوميًّا مع تخصيص يوم للراحة أسبوعيًّا.