2.7K
إنّ تربية الحيوانات وخصوصا الأليفة منها، دليل واضح على الأهمية الكبرى لإحترام مخلوقات الله، وإنعكاس لحسن تربية وحسّ مرهف بالحياة وما تقدّمه من أرواح، وإثبات قاطع لسموّ إنسانيّتنا. فما أهميّة وصفنا بـ”إنسان” إن كانت إنسانيّتنا معدومة تجاه البشر والحويانات على حدّ سواء؟
إنّ قتل الكلاب بالطريقة الوحشيّة،المعدومة من أي رحمة، دليل على إجرام، وعمل شيطاني، وتصرّف منحط، وإنعدام ثقافة وتربية. إنّ إزهاق روح حيوانات أليفة بلا رحمة، ومن دون صرخة ضمير، ما هو إلا إنحطاط في التفكير وبعدٌ كليٌّ عن الرقيّ والتطوّر… “الوحوش” الذين قتلوا حيوانات أليفة، لن يرتقوا إلى لقب “إنسان” مهما فعلوا… ولن يصلوا إلى الرقيّ الذي توصّلت إليه المجتمعات حول العالم، حيث نرى تربية الكلاب أساس، لا بل على قدر من الأهمية لما تقدّمه من رفقة حلوة للأطفال والعجزة وللذين يشعرون بالوحدة…
لقد أصبحت مجزرة الغبيري دوليّة، ووسائل الإعلام العالمية مثل Daily Mail تناولت هذا الموضوع من خلال تقارير تشير إلى كيفية معاملة الحيوانات الأليفة، رغم أنّ قانون حماية الحيوانات عمره أقل من شهرين.
https://www.facebook.com/rida.hachem/videos/10213375963887199/
كما نشر سياسيون لبنانيون عبر الانترنت صورا لهم مع كلابهم، احتجاجا على حملة يبدو أن الكلاب الضالة تتعرض لها في العاصمة بيروت على يد عمال البلدية.
وظهر الرئيس ميشال عون، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في صور مع كلبيهما، ونددا بقتل الكلاب في بيروت.
وقد أثارت صور “فيديو”، بثت عبر الانترنت، يظهر فيها عمال البلدية وهم يسممون الكلاب، سخطا شعبيا في البلاد. ويظهر في الصور، التي التقطت في بلدية الغبيري في الضاحية الجنوبية، كلبا وهو ملقى على الأرض ويرتعش ويخرج الزبد من فمه، ثم يرفع عامل البلدية الكلاب الميتة ويلقي بها في شاحنة صغيرة.
وقالت جمعية الرفق بالحيوان اللبنانية، التي نشرت “الفيديو”، إنها تنتظر تحرك الحكومة في هذا الموضوع.
وعلقت على الصور بالقول: “إنها صدمت من هذا المستوى من التعسف والتعذيب والألم والاحتقار للحياة والقانون”.
وأضافت: “نحن على اتصال مع وزير الداخلية، نهاد المشنوق، للتنديد بمثل هذه الأعمال وتنبيه جميع البلديات بأن هذا عمل غير قانوني وغير مقبول”.
فيما قالت بلدية غبيري إنها أوقفت عددا من عمالها وفتحت تحقيقا في الحادث، ولكنها نفت مسؤوليتها، مضيفة أن عمل مشين قام به أفراد من قسم الصحة بمبادرة شخصية.
ولكن وزير الداخلية قال إنه أمر بفتح تحقيق لتحديد دور البلدية.
ونشر الرئيس عون صورة له مع كلبه، مذكرا بأن القانون الجديد الذي وقعه في آب ينص على فرضة غرامة قيمتها 13 دولارا لكل من يتسبب في معاناة الحيوانات.
وقال: ” قد تشكل الكلاب الضالة خطرا على الناس ولكن هناك طرق عديدة لمعالجة هذا المشكل، ليس من بينها الطريقة التي شاهدناها على التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا بعد إقرار قانون حماية الحيوانات الجديد”.
ونشر جنبلاط، صورة له أيضا مع كلبه أوسكار، واصفا قتل الحيوانات الضالة بأنها “جريمة”.
وقال: “إذا كان هناك مخلوق واحد يذكرنا بإنسانيتنا ويعلمنا الوفاء والحب والحنان فهو الكلب”.
وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها الإساءة إلى الحيوانات سخطا في لبنان هذا العام. ففي كانون الثاني، انتقد ناشطون إعدام المئات من طيور النورس لأنها اعتبرت تهديدا للطيران قرب مطار بيروت.
اذا كان من كائن ليذكرنا بإنسانيتنا ويعلمنا الاخلاص والمحبة والوفاء والحنان فهو الكلب .ان تسميم الكلاب في الغبيري وبالسابق في الشويفات مرورا بغيرها من المناطق هو اجرام ودليل تخلف وجهل مطلق في الترببة العامة .كم من درس علينا ان نتعلم للحفاظ على الطبيعة والبيئة للوصول الى المواطنة pic.twitter.com/4xdcx3ACks
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) December 29, 2017