أوصت دراسة حديثة بإخضاع الأمهات حديثات الولادة، اللواتي تعرّضن لحالات شديدة من تسمم الحمل، لمتابعة مستمرة لمستوى ضغط الدم لديهن لمدة عام بعد الولادة، وذلك لأنّ ارتفاع ضغط الدم قد يظلّ كامنا لفترة طويلة.
وخلصت الدراسة إلى أنّ ارتفاع ضغط الدم غالبا لا يُلحظ لأنّ نتيجة قياس ضغط الدم قد تكون طبيعية في عيادة الطبيب.
وتوصلت الدراسة الهولندية إلى أن 17.5 في المئة من 200 امرأة أخضعن للبحث كن يعانين من ارتفاع في ضغط الدم لم يُرصد.
وبحسب الدراسة، إذا اعتمد الأطباء فقط على قياس ضغط الدم داخل العيادات، فإنهم كانوا سيخفقون في اكتشاف ارتفاع ضغط الدم لدى 56 في المئة من النساء.
كما توصلت الدراسة إلى أنّ نحو 46 في المئة من النساء تمر بانخفاض غير كاف في ضغط الدم من النهار إلى المساء، وهو أمر غير صحي.
وعانت نسبة 42.5 في المئة من المشاركات في الدراسة من ارتفاع ضغط الدم أثناء الليل، وهو الأمر الذي يزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، والموت.
وقالت رئيسة فريق البحث والباحثة في طب التوليد وأمراض النساء بمركز إراسومس الطبي لورا بينشوب، إنّها ترجح بأن النساء اللواتي يعانين من ارتفاع في ضغط الدم أثناء الحمل ينبغي أن يتابعن باستمرار مستويات ضغط الدم بعد الولادة، ولا ينبغي فقط متابعة مستويات ضغط الدم لدى الطبيب، بل عليهنّ أيضا قياسه مرات عديدة يوميا في المنزل.
وأضافت: “أوضحنا أيضا أنّ ضغط الدم المرتفع يأتي في صور مختلفة بعد الولادة. لذلك، فالنساء اللواتي يعرفن مستويات الضغط لديهن يكن أكثر قدرة على اتخاذ الخطوات اللازمة لخفضه وتجنب التبعات الخطرة التي قد يحدثها في مراحل لاحقة من العمر”.
ورات كاثرين جينر، من جمعية ضغط الدم الخيرية في بريطانيا، أنّ الدراسة كانت “صادمة” لأن من المعروف أن النساء اللواتي يعانين من تسمم الحمل غالبا ما يكن أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بعد الولادة، مؤكدة أنّ الحقيقة المتمثلة في أن أكثر من نصف الحالات لا يتمّ رصدها بعد عام فقط من الولادة يعد صادما، خصوصا مع متابعة الأطباء للأمر.
وأضافت: “نتائج هذه الدراسة الصغيرة يجب أن تشجع جميع النساء اللواتي تعرضن لتسمم الحمل على مساعدة الأطباء من خلال استخدام أجهزة قياس منزلية ومحاولة توفير قياس يعكس حقيقة مستوى ضغط الدم”.
من جهته، يرى الاستشاري بالكلية الملكية للنساء والوليد في بريطانيا، باسكي تيلاغانثان، أنه لا بدّ من التوسع في المزيد من عينات الدراسة، وأن يكون من بينهن نساء لم يعانين من ارتفاع ضغط الدم الحاد قبل الحمل، حتى يتسنى التأكد من نتائج الدراسة.