دعت الممثلة وسفيرة المفوضية للنوايا الحسنة كريستين ديفيس في ذكرى اليوم العالمي للطفل الذي حددته الأمم المتحدة في 20 تشرين الأول 2017، إلى تعزيز الاهتمام العالمي وتوفير التمويل لتقديم المزيد من المساعدات المنقذة للحياة للأطفال اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش.
وقالت ديفيس للمفوضية إنّ الجزء الأفظع من أزمة اللاجئين الروهينغا هو عدد الأطفال الذين اضطروا للفرار من منازلهم حيث أن أكثر من نصف اللاجئين في المخيم هم من الأطفال، خسر البعض منهم أحد والديهم أو الاثنين معاً وهم الآن بمفردهم، ولقد واجه هؤلاء الأطفال فظائع لا يمكن تصورها وأعمال عنف فوضوية ومن ثم اضطروا للقيام برحلة مروعة للوصول إلى برّ الأمان، مشددة أنّ هناك حاجة إلى كل شيء بما في ذلك اللوازم الأساسية في مجال المأوى والمياه والغذاء.
وأضافت:”لا يمكنني أن أتخيل نفسي أن أواجه الظروف التي مرّ بها هؤلاء الأطفال وعائلاتهم، فأنا لا أملك القوة والقدرة على الصمود والشجاعة التي يتمتع بها هؤلاء الأطفال”.
وأكدت أنّ أزمة اللاجئين الأسرع نمواً في العالم حالياً ورؤية تأثير حالة الطوارئ هذه على الأطفال أمر صعب جداً، منوّهة بأن كلاً من المفوضية وشركائها والحكومة البنغلاديشية يعملون على مدار الساعة لضمان أمن اللاجئين وإيوائهم وحمايتهم، وترسل المفوضية أيضاً المساعدات والخدمات المنقذة للحياة بما في ذلك المياه النظيفة والمأوى والبطانيات ولوازم الطهي والأقمشة المشمعة إلى مواقع بعيدة، ولكن ما زال هناك الكثير للقيام به وثمة حاجة ملحة للحصول على دعم دولي.
وأضافت:”إن تقديم المزيد من الدعم والهبات من شأنه إنقاذ الحياة. ويتعين علينا وعلى الحكومات والقطاع العام والخاص والشركات القيام بكل ما في وسعهم للمساعدة والتبرع الآن لدعم اللاجئين الروهينغا”.
الروهينغا هم أقلية عديمة الجنسية في ميانمار. ومنذ اندلاع أعمال العنف في 25 آب 2017 في ولاية راخين الشمالية في ميانمار، فرَ أكثر من 600,000 شخص إلى بنغلاديش. يشكّل الأطفال 54% من مجموع السكان وتشكل النساء 52%. وهناك أيضاً عدد كبير من اللاجئين المسنين الذين هم بحاجة إلى حماية خاصة.
وفي دراسة حديثة لتعداد العائلات لأكثر من 170.000 عائلة (ما يزيد عن 740.000 شخص)، وجدت فرق المفوضية حتى الآن:أن 5.677 (3.3%) من الأسر كان يرأسها أطفال، وأكثر من 4.800 أسرة (2.8%) تشمل أطفالاً غير مصحوبين ومفصولين عن ذويهم، وثلث العائلات اللاجئة من الفئات الضعيفة جداً، و14% من العائلات تتشكل من أمهات عازبات يحافظن على تماسك أسرهن مع وجود دعم قليل في ظروف قاسية في المخيمات.
وقد نشرت المفوضية أكثر من 100 موظف متخصص في هذه الأزمة ونقلت عن طريق الجو حوالي 1.500 طن متري من المساعدات إلى بنغلاديش منذ 25 آب ، بما في ذلك الخيام والأغطية البلاستيكية والبطانيات ولوازم المطبخ والدلاء. ويتم نقل المزيد من المساعدات عن طريق البحر.
وقالت كبيرة منسقي الطوارئ في المفوضية في كوكس بازار في بنغلاديش لويز أوبين، إنّ المفوضية تهدف بشكل أساسي إلى دعم حكومة بنغلاديش في استقبال مئات آلاف اللاجئين الروهينغا وحمايتهم وتوفير المساعدة المنقذة للحياة لهم، إذ قد تشتتت عائلاتهم ومجتمعاتهم وهم في حاجة ماسة إلى الخدمات الأساسية مثل المساعدة الطبية والغذاء والمأوى.
وتابعت:”نحن هنا لمساعدة اللاجئين في إعادة بناء حياتهم ولذلك نحن في حاجة إلى الدعم الدولي والتمويل للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الهائلة هنا”.
وختمت:”تحتاج المفوضية إلى 83.7 مليون دولار أميركي للاستجابة للاحتياجات الإنسانية في بنغلاديش حتى نهاية شباط 2018 من أجل تلبية الاحتياجات الملحة للأطفال والنساء والرجال الذين يفرون من الصراع. ولم يتم الحصول حتى الآن إلا على نصف التمويل المطلوب لاستجابة المفوضية”.