أعلنت حكومة اليابان عن المرحلة الثانية من التمويل لبرنامج “التعليم للجميع” والذي تنفذّه مجموعة من منظّمات الأمم المتحدة في سوريا، ليصل بذلك إجمالي الدعم للبرنامج إلى 25.5 مليون دولار أميركي.
وسَيُسهِم البرنامج انطلاقاً من مبادرة “لا لضياع جيل” في ضمان وصول الأطفال والشباب إلى التعليم عالي الجودة، وبناء المهارات والمشاركة الفعّالة، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها والمناطق المحاصرة. وقد بدأ تنفيذ البرنامج في أوائل عام 2017 ليُختَتَم بحلول نهاية العام الحالي.
“التعليم للجميع” هو البرنامج المشترك الأول للأمم المتحدة في سوريا يجمع سبع منظّمات هي: منظمة الأمم المتحدة للطفولة وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للسكان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين.
ويستجيب البرنامج لاحتياجات متنوعة منها الغذائية والتعليمية والصحية وتلك المتعلقة بالحماية وذلك من خلال المدارس ومساحات التعلّم غير الرسمي. ويستفيد البرنامج من خبرة كل من منظّمات الأمم المتحدة المشاركة لخدمة الأطفال ضمن المناطق الجغرافية ذاتها. ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﯽ ذﻟك، ﺳﺗﮐون هذه اﻟﻣدارس ﻣﻧﺻﺔ ﻟﺑﻧﺎء ﻘدرات اﻟﻣﻌﻟﻣﯾن وﺑواﺑﺔ تتيح ﻟﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣﺣﻟﯾﺔ الاستفادة من أﻧﺷطﺔ اﻟﺗوﻋﯾﺔ وﺧدﻣﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ الإﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﺿﻼً ﻋن ﻣﺳﺎﻋدة ﮐﺳب اﻟﻌﯾش.
وبمناسبة إطلاق المرحلة الثانية للبرنامج قال القائم بالأعمال في السفارة اليابانية في سوريا، فوتوشي ماتسوموتو، إنّ اليابان تولي أولوية عالية لتقديم المساعدة الإنسانية لدعم الأطفال والشباب والنساء من خلال التعليم بغض النظر عن مكان وجودهم في سوريا، آملا أن يساهم الدعم في تمكين الفئات الأكثر ضعفاً، لا سيما الأطفال السوريين، في التغلب على التحديات طويلة المدى من خلال التعليم.
وأضاف:”على الرغم من طول الأزمة، فإنّ مستقبل البلاد يعتمد على الأمل الذي يمكن أن يحلم به جميع الأطفال في سوريا”.
ومن أهمّ إنجازات المرحلة الأولى من البرنامج:
الوصول إلى أكثر من 25.000 من اليافعين والشباب بمجموعة من أنشطة بناء المهارات والتعلم بما في ذلك التدريب على مهارات الحياة والتدريب المهني وريادة الأعمال.
الوصول إلى 6.000 طفل بفرص التعليم غير النظامي ودروس التقوية في المراكز المجتمعية لمفوضية اللاجئين.
تزويد 20 عيادة صحية مدرسية بالمعدات والمستلزمات الصيدلانية والتي يستفيد منها أكثر من 88.000 من الطلاب والطالبات والكوادر التعليمية.
توزيع الوجبات المدرسية على 34.000 طفل في 30 مدرسة.
إعادة تأهيل خفيفة لـ 40 مدرسة لتوفر بيئة تعليمية أفضل لحوالى 48.500 طالب وطالبة، بما في ذلك تحسين الوصول للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
في حالات الطوارئ التي ينتج عنها تدمير المدارس يكون تعزيز الروابط المجتمعية من العوامل الرئيسية لإستعادة الحياة الطبيعية وإعادة بناء التعليم. هذه الروابط المجتمعية يمكن أن تساعد المجتمعات على خلق مساحات تعلم آمنة ومناسبة للأطفال أثناء حالات الطوارئ، وإنشاء مثل هذه المساحات يساعد المجتمعات على التعافي بسرعة من الأزمة.
وأشاد ممثل اليونيسف في سوريا، فران إيكيثا، بدعم حكومة اليابان للبرنامج المشترك قائلاً: “بإمكاننا من خلال هذا البرنامج المبتكر تعزيز أهمية المدارس ومساحات التعلم في المجتمعات المحلية لجمعهم معاَ وإعادة الحياة الطبيعية للأطفال. وبالنيابة عن جميع المنظمات الشقيقة، نتقدم بالشكر لشعب وحكومة اليابان على دعمهم السخي للأطفال الأكثر ضعفاً في سوريا”.
ومن جانبه، صرّح المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا جاكوب كيرن، أنّ أكثر من سبع سنوات من الأزمة قد أدّت إلى خروج النظام التعليمي عن مساره في سوريا، الأمر الذي نتج عنه ترك ما يقدر بـ 1.75 مليون طفل وشاب لمقاعدهم الدراسية.
وتابع:”إن برنامج الوجبات المدرسية التابع لبرنامج الأغذية العالمي يعد عنصراً حاسماً في مساعدة الأطفال في سوريا على العودة إلى المدارس وضمان حصول كل طفل على التعليم والصحة والتغذية.”
وقال مدير شؤون الأونروا في سوريا محمد عبدي أدار، إنّ هذا المشروع يدعم الأونروا في توفير خدمات تعليمية عادلة وعالية الجودة لـ 47.000 طالب لاجئ فلسطيني في سوريا، مؤكدا أنّ معاً يتمّ تحقيق أكثر وهذا هو الحال على وجه الخصوص عندما تتكاتف أسرة الأمم المتحدة معاً لتحسين المدارس ومستوى المعيشة، والأونروا ممتنة لدعم حكومة اليابان .
ورأى ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا، ماسيمو ديانا، أنه في مثل هذه الظروف المحفوفة بالمخاطر كان التمويل الياباني ضروريًا لإعطاء اليافعين والشباب الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً، لافتا إلى أنه قد تمّ تنفيذ مجموعة شاملة من البرامج التي تهدف إلى مساعدة الفتيات والفتيان على المحافظة على صحتهم الجنسية والإنجابية بالإضافة إلى تحصينهم ضد العنف القائم على نوع الجنس.
وأشار نائب ممثل مفوضية اللاجئين في سوريا، عبد الكريم غول، إلى أن حماية جيل كامل من الضياع مهمة نبيلة وأفضل سبيل للوصول لهذا الهدف هو من خلال مساعدة الأطفال الأكثر احتياجاَ في سوريا وإحياء أملهم واستعادة طفولتهم ودعمهم لتلقي التعليم واكتساب المهارات التي يحتاجونها لبناء مستقبل مشرق، لافنا إلى أن دعم المانحين السخي لجهود الأمم المتحدة المشتركة له تأثير أيجابي كبيرعلى الأطفال والمجتمعات المحلية الضعيفة في سوريا من خلال تعزيز اعتمادهم على الذات ودعم ثقتهم بأنفسهم.
وقال ممثل منظمة الأغذية والزراعة، الدكتور آدم ياو، إن تشجيع المنظمة للحدائق المدرسية في سوريا يشكل أساسًا متينًا للتغذية الصحية لتعزيز قدرة الأطفال على التعلم والنمو، ويشكل هذا النهج أيضاً نقطة دخول للوصول إلى أُسَرالأطفال ومجتمعاتهم لتعميم استهلاك الطعام الغني بالعناصر المغذية من أجل القضاء على الجوع وسوء التغذية.
وصرح ممثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بأن الدعم السخي والمبتكر الذي يقدمه شعب اليابان يُمَكّن الآلاف من الأطفال السوريين الذين يعيشون في مدن تأثرت بشدة بالأزمة من الوصول إلى مدارسهم واللعب في أحيائهم بأمان.
وأضاف:” من خلال هذا المشروع يمكننا العمل مع المجتمعات المحلية على تنظيف المناطق من الأنقاض والحطام في الشوارع والأرصفة التي يستخدمها الأطفال للوصول إلى مدارسهم وتوفير الإضاءة الشمسية وإصلاح الحدائق العامة والملاعب”.
وفي المرحلة الثانية من البرنامج سيتم توسيع نطاق العمل إلى مواقع جديدة فضلاً عن تعزيز التعاون بين المنظّمات كما سيتم التوسع في مجالات حماية الطفل وخصوصا فيما يتعلق بالأطفال الذين يعيشون في الشوارع وأولئك المنخرطون في عمالة الأطفال.
وتجدر الإشارة إلى أنّ إجمالي الدعم الذي تقدمه اليابان للأطفال والعائلات في سوريا والبلدان المجاورة منذ بداية الأزمة بلغ حوالى 2.2 مليار دولار أميركي، تم تخصيص ثلثها للمستفيدين داخل سوريا.