في الأسابيع القليلة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية بداية أيلول عام 1939، عاشت بريطانيا على وقع حالة هستيرية عمد خلالها البريطانيون إلى قتل حيواناتهم الأليفة كالقطط والكلاب.
جرت وقائع هذه الكارثة، التي لقّبت لاحقا بمحرقة الحيوانات، عقب تحذيرات غريبة أطلقتها بعض المنظمات الحكومية البريطانية كمنظمة الوقاية من الغارات الجوية.
صورة لبعض الطائرات الألمانية أثناء تحليقها فوق العاصمة لندن
وفي التفاصيل، مع حلول منتصف عام 1939، أصبحت الحرب شبه مؤكدة على الساحة الأوروبية فضلاً عن ذلك توقع جميع الخبراء مشاركة بريطانيا في هذا النزاع، الذي قد يمتدّ لسنوات عديدة بشكل مشابه للحرب العالمية الأولى. وبالتزامن مع تواصل السياسات العدائية لأدولف هتلر وتوتر العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وإيطاليا من جهة وفرنسا وبريطانيا من جهة ثانية، اتجهت الحكومة البريطانية لإصدار برنامج نصائح لمواطنيها استعدادا لحرب محتملة.
صورة لطبيب بيطري بريطاني وهو بصدد علاج كلب مريض أواخر الحرب العالمية الثانية
ومن ضمن الإجراءات المتخذة، أوصت السلطات البريطانية المواطنين بتخزين الغذاء استعدادا للأسوأ، كما اتجهت لتهيئة الملاجئ وتركيز صفارات الإنذار بكل المدن خوفا من القنابل الألمانية.
فضلا عن ذلك، طلبت بعض المنظمات البريطانية كمنظمة الوقاية من الغارات الجوية من المواطنين اصطحاب حيواناتهم الأليفة معهم نحو أماكن آمنة أو قتلها اعتمادا على ما يعرف بالقتل الرحيم في حال عدم قدرتهم على ذلك.
ذعر هستيري
خلال تلك الفترة، عاشت المدن البريطانية على وقع حالة من الذعر حيث عمدت العديد من العائلات البريطانية إلى اصطحاب حيواناتها الأليفة نحو العيادات البيطرية والمراكز الصحية المخصصة للحيوانات للتخلص منها تنفيذا لنصائح المسؤولين.
ومع بداية الحرب العالمية الثانية، عاشت بريطانيا بأسرها خلال شهر أيلول عام 1939 على وقع حالة هستيرية حيث اتجهت أغلب العائلات إلى التخلص من حيواناتها الأليفة لتشهد المراكز الصحية المخصصة للحيوانات حالة اكتظاظ غير مسبوقة.
صورة لإمرأة وهي بصدد وضع كلبها داخل إحدى العلب خوفا من هجوم كيميائي ألماني
إلى ذلك، لم يتردد بعض البريطانيين في قتل حيواناتهم بأنفسهم عن طريق ذبحها أو تسميمها أو باستخدام مسدسات Captive bolt pistol اليدوية والتي كانت مخصصة أساسا لشل حركة الأبقار عن طريق تحطيم جمجمة رأسها قبل ذبحها.
بالتزامن مع ذلك، تخوف البريطانيون خلال الأشهر الأولى للحرب من أزمة غذائية قد تحل ببلادهم حيث كانت بريطانيا جزيرة اعتمدت بالأساس على التجارة البحرية مع مستعمراتها للحصول على ما يعادل 75 في المئة من غذائها.
صورة لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل وهو يربت على رأس أحد القطط
وأمام خطر محاصرتهم من قبل البحرية الألمانية ومصادرة السلطات البريطانية لبعض السلع الغذائية، تزايد عدد البريطانيين الذين أقبلوا على التخلص من حيواناتهم حيث آمن هؤلاء بفكرة قتلها بشكل لائق ورحيم بدل تركها تموت جوعا.
قتل رحيم وحقنات قاتلة
وإثر القصف الجوي الأول الذي تعرضت له لندن خلال شهر أيلول عام 1940، بلغت هستيريا إبادة الحيوانات الأليفة أوجها بالعاصمة البريطانية لتسجل المراكز الصحية المخصصة للحيوانات ارتفاعا مذهلا في عمليات القتل الرحيم والتي اعتمدت خلالها الحقنات القاتلة.
وبناء على العديد من المصادر، تسببت تلك الحالة الهستيرية التي عاشت على وقعها بريطانيا في مقتل ما لا يقل عن 750 ألف حيوان أليف، كانت غالبيتهم من القطط والكلاب خلال الأسبوع الأول من الحرب.
جانب من القصف الذي تعرضت له لندن خلال شهر أيلول سنة 1940
وعقب نهاية النزاع العالمي حمّل البريطانيون سلطات بلادهم مسؤولية ما حدث بسبب نشرها لتعليمات سببت من خلالها حالة خوف وهستيريا.
خلال فترة الحرب العالمية الثانية، نجحت منظمة Battersea Dogs & Cats Home البريطانية والتي اعتمدت كملجأ للحيوانات في إنقاذ حوالى 145 ألفا من القطط والكلاب عن طريق توفير المأوى والغذاء لهم.
صورة لإحدى الإشعارات التي تطالب بإعدام الحيوانات الأليفة ببريطانيا قبل بداية الحرب