أظهرت دراسة جينية كبيرة أن القامة الطويلة يجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بتوسع الأوردة أو ما يسمى بالدوالي.
والدوالي عبارة عن أوردة منتفخة وملتوية يمكن رؤيتها أسفل الجلد مباشرة، وتكون عادة في الساقين، ويعاني أكثر من 30 مليون شخص في الولايات المتحدة من الدوالي.
وبالرغم من أنّ هذه الحالة توصف كثيرا بأنها مزعجة فقط من الناحية التجميلية، إلا أنها يمكن أن تسبب ألمًا متوسطا كما تمّ ربطها بعرض جانبي أخطر هو تخثر الأوردة العميقة، والتي تكون جلطات دموية في عروق عميقة بالجسم.
وحلل الباحثون في هذه الدراسة بيانات قرابة 500 ألف شخص شاركوا في الدراسة طويلة الأمد التي أجراها البنك الحيوي البريطاني (بيوبنك)، بحثا عن سمات ترتبط بخطر الإصابة بدوالي الأوردة، ما قادهم إلى طول القامة كعامل خطر قوي.
وأجرى الباحثون بعد ذلك مسحا جينيا واسعا شمل مئات الآلاف من الأشخاص، وحددوا 30 جينا كثير منها يسهم في نمو الهيكل العظمي والأوعية الدموية ما يشير إلى أن الطول قد يكون سببًا مباشرًا للدوالي.
وقال كبير الباحثين في الدراسة نيكولاس ليبر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا إنه لا علم بعد السبب في أن الطول يعتبر عامل خطر قويا هكذا للإصابة بالدوالي.
وأضاف:”قد يكون أمرًا بسيطا يتعلق بتدفق الدم والجاذبية، إذ يعاني صاحب القامة الطويلة ضغطا أعلى في أوردتهم ما يؤدي لتضخمها واتساعها”.
وأشار إلى أنّ الدراسات الجينية القوية التي تمّ إجراءها أظهرت أنّ الطول ليس مرتبطا فحسب بالمرض وإنما هو يسببه وهذا أمر فيه اختلاف كبير، لأن الجينات التي تتحكم في طول الإنسان قد تلعب دورًا في بنية وسلامة الأوردة.
وأكدت الدراسة أنّ إجراء جراحة بالساقين والتاريخ المرضي للأسرة، وقلّة الحركة والتدخين والعلاج الهرموني كلّها عوامل خطر قد تؤدي أيضا للإصابة بالدوالي.