كشف بحث جديد أن حلقة معدنية صغيرة يمكن أن تكون علاجا جذريا جديدا لتضخم البروستاتا.
وقد دفعت حلقة ClearRing التي تمّ إدخالها جراحيًا، تحت تأثير مخدر موضعي، إلى توسيع نسيج البروستاتا بعيدًا عن جدران مجرى البول، وهو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم.
وهذا ما يقلل الضغط على جدران مجرى البول، الذي يسبب الحاجة المتكررة للتبول، وأيضا صعوبة في التبول، والتي تعتبر أبرز أعراض تضخم البروستاتا.
ورأى الباحثون أن هذا الإجراء سيكون طفرة كبيرة في علاج تضخم البروستاتا الحميد (BPH)، وهو حالة تحدث في مراحل مختلفة من حياة الرجل.
والبروستاتا هي غدة تحيط بالإحليل الذي ينتج مكونات السائل المنوي، وعادة ما تكون العلامة الأولى للحالة هي صعوبة التبول أو الرغبة الملحة والمتكررة للتبول.
ويمكن لتضخم البروستاتا الحميد أن يسبب تلف الكلى أو حصوات المثانة، ويمكن أن يؤثر بشكل خطير على جودة الحياة، وغالبا ما يشمل العلاج استخدام الأدوية، التي قد تصاحبها آثار جانبية.
وقد يتطلب الأمر الخضوع إلى عمليات جراحية لتصحيح المشكلة لكن هذا الإجراء ينطوي على مخاطر العجز الجنسي وسلس التبول، حيث تستهدف الجراحة المناطق المليئة بالأعصاب المتحكمة في هذه الوظائف.
ويعتقد أن ClearRing يتعامل مع هذه المشكلة بآثار جانبية ضئيلة أو معدومة، حيث إنّ الأطباء يقومون، تحت تأثير التخدير الموضعي، بإجراء قسطرة بإدخال أنبوب بلاستيكي رقيق عبر مجرى البول، قبل إدخال سلك رفيع داخله، وفي نهاية السلك توجد كاميرا وبالون صغير مفرغ من الهواء.
ويوجد بالجزء الخارجي من البالونClearRing، وهي عبارة عن حلقة على شكل حرف C أي أنها مفتوحة جزئيًا، ومصنوعة من “النيتينول”، وهو معدن ناعم يمكن توسيعه بسهولة.
ويقوم الأطباء بتضخيم البالون بمجرد وصوله إلى الجزء الضيق من الإحليل، وعند انتفاخه، فإنه يزيد من قطر الإحليل من بضعة مليمترات إلى أكثر من سنتيمتر واحد، وتتوسع الحلقة المعدنية بالمقدار ذاته.
ثمّ يقوم الطبيب بإدخال جزء صغير على شكل حرف T على طول السلك الذي يتناسب مع الفجوة الموجودة في الحلقة على شكلC
ويستخدم الجزء على شكل Tلخرق جانب واحد من جدار مجرى البول ويخترق مليمترا أو نحو ذلك في نسيج البروستاتا.
ثم يتمّ “دفن” الحلقة داخل البروستاتا، حول مجرى البول، وهذا ما يسمح للبول بالتدفق بسهولة خارج المثانة.
واعتمادًا على مدى الانسداد، يمكن زرع ما يصل إلى ثلاث حلقات دفعة واحدة ولا يستغرق الأمر أكثر من 10 دقائق.
وبعد مرور عام على هذا الإجراء، انخفضت حدة أعراض تضخم المثانة لدى المرضى إلى النصف، وتحسنت مستويات جودة الحياة بأكثر من 50% من دون آثار جانبية دائمة.