اكتشف العلماء الذين يدرسون المحيط الهادئ بكتيريا تمتص ثاني أكسيد الكربون (CO2) ويمكن أن تحوّل نفسها إلى مصدر للغذاء لمخلوقات بحرية أخرى.
وعثر على البكتيريا في واحدة من أعمق أجزاء المحيط الهادئ، في منطقة صدع كلاريون – كليبرتون (CCFZ)، وهو خندق يمتد لمسافة 2.5 ميل تحت سطح المحيط، أي نحو 4 كيلومترات.
كان العلماء يستكشفون المنطقة بحثا عن إمكانيات التعدين فيها، ومن المقرر إجراء تجارب، وفي حال نجحت، فقد يعني ذلك أنه سيتم تحويل 200 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون إلى كتلة حيوية كل عام.
ويعتقد المقاولون من كوريا وألمانيا والمملكة المتحدة أن الموقع هو مصدر واعد للمعادن التي تتضمن النيكل والنحاس والكوبالت.
وأجرى العلماء من جامعة “هيريوت وات” في إدنبره بالمملكة المتحدة، سلسلة من التجارب على الرواسب الموجودة في صدع كلاريون- كليبرتون، واكتشفوا هذه البكتيريا التي تستهلك كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون.
وقال أندرو سويتمان، الذي كان جزءا من فريق البحث: اكتشفنا أن البكتيريا القاعية تستهلك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وتمتصها في كتلتها الحيوية من خلال عملية غير معروفة.
وأضاف: “من المحتمل أن تصبح هذه الكتلة الحيوية مصدرا غذائيا للحيوانات الأخرى في أعماق البحار، لذا فإن ما اكتشفه العلماء هو مصدر غذاء بديل محتمل في أعمق أجزاء المحيط، حيث كنا نظن أنه لم يكن هناك شيء”.
وقبل بدء الدراسة، اعتقد فريق البحث أن أكبر مصدر للكتلة الحيوية في قاع المحيط كان مادة عضوية، مثل الأسماك الميتة والعوالق التي طفت على السطح.
وأشار سويتمان إلى أن هذا يعادل ما يقارب 10% من كمية ثاني أكسيد الكربون التي تزيلها المحيطات كل عام، ولذا، ربما يكون هذا جزءا مهما من دورة الكربون في أعماق البحار.
ويقود سويتمان الآن مشروعا لفهم تأثير هذا النظام البيئي على المناخ بشكل أوسع، عن طريق إجراء المزيد من العمليات الاستكشافية في المنطقة.