إنتقد الكثير من الصينيين مشهدًا دراميًا مصورًا ترعاه السلطات الصينية وذلك بعد تداوله على نطاق كبير، إذ إنه قلّل من أهمية مساهمة النساء خلال أزمة “كورونا”، في حين أنه أشاد بالرجال المتطوعين.
ويُظهر المشهد الذي حمل عنوان “Heroes in Harm s Way”، قيام رئيس شركة حافلات في مدينة ووهان التي بدأ تفشي “كورونا” منها، بتوجيه سؤال لمتطوعين يستعدون لحالات الطوارئ أثناء إغلاق المدينة. غير أنّ ما بدا واضحًا في المشهد هو أنه كان خاليًا من أي وجود أو ذِكْرٍ للنساء، وذلك وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
وإزاء ذلك، برزت الإنتقادات للمقطع المصور، وإعتبره البعض مثالا على التحيز الجنسي في المجتمع الصيني، وذلك من خلال إلغاء مساهمات النساء في مكافحة “كورونا”.
وكان المقطع تمّ بثه للمرّة الأولى على قناة “CCTV-1” في 17 أيلول الجاري، وحظي على أكثر من 140 مليون مشاهدة بحلول يوم الأحد، إلا أنه جرى سحبه عن الإنترنت وتحديداً عن موقع “Douban”.
ومن أكثر المشاهد إثارة للجدل أيضًا هو إظهار سائقة مطلقة يثنيها أقرانها عن التسجيل لنقل الإمدادات إلى خطوط المواجهة، لأن عائلتها تنتظر قضاء العام الصيني الجديد معها.
وشعر ناشطون بأن ما حصل كان تصويرًا مهينًا للنساء اللواتي شكّلن غالبية العاملين في الخطوط الأمامية خلال الأزمة في الصين. وفي نيسان الماضي، قالت صحيفة “تشاينا ديلي” الرسمية إنّ الإحصاءات أظهرت أنّ حوالي 50% من الأطباء الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية كانوا من الإناث.
وأشارت التقديرات إلى أن النساء شكلن ثلثي القطاع الطبي الذي يقدر بـ40 ألف شخص كانوا يعملون في ووهان ومقاطعة هوبي، فيما كانت وكالة شينخوا الرسمية قد لفتت إلى أنّ 90% من قطاع التمريض في البلاد من النساء، وأكثر من نصف الأطباء المنتشرين في ووهان من شنغهاي من النساء أيضًا.
كذلك، أشارت صحيفة “جلوبال تايمز” إلى أنّ النساء لعبن دورًا رئيسيًا في بناء مستشفيي هوشنشان وليشينشان، واللذين تمّ تشييدهما في غضون أيام في ووهان مطلع العام الجاري.