يعود غياب التفاهم بين الزوجين والوصول إلى طريق مسدود في حلّ الخلافات العادية واليومية والشعور بالملل الزوجي، إلى إنعدام الحوار وكبت التساؤلات والمشاعر السلبية التي قد يحملها الشريك تجاه الآخر.
فالصمت الزوجي يؤجج لهيب إشتعال نار الخلافات التي قد تكون تافهة وإنّما التخمينات والتشكيك بتصرفات الآخر الغريبة تكون في معظم الأحيان هي الدافع الأساس لقطع الحوار نهائيًا. فالحوار هو مفتاح التفاهم والإنسجام، ومن خلاله فقط يُمكن معرفة الحقيقة مهما كانت لأنه يدفعنا إلى حلّ أكثر المشاكل تعقيدًا بوعي وإدراك ونضوج. كما أنّ الأسباب التي تؤدي إلى إنقطاع التواصل بين الزوجين لا يمكن حلّها أو تجاوزها من دون حوار، كي لا تتفاقم هذه المشاكل وتتحوّل إلى أزمات مزمنة.
والحوار بين الزوجين يعني أن تتوقف النزاعات المفاجئة والإنقلابات الثورية، حتى المشاعر السلبية ستبدو أوضح وأقل تأثيرًا لأن الشريكين يتبادلان الحديث عنها في وقتها. وكلّما كان الحوار الزوجي أعمق كلّما أصبح الزواج صلبًا أكثر، وإدارة الشؤون الأسرية المختلفة أسهل… ولذلك، على الزوجين مهما مرّت سنوات الزواج، أن يُفعّلا الحوار الشخصي بشكل يومي بغض النظر إن كان يتناول الشؤون العمليّة والمشاعر والتجارب الشخصية.
كذلك، من المهمّ إتخاذ القرارات المشتركة، لأنّ التفرّد بها لدى شريك من دون الآخر، يُعتبر من الإجراءات التعسفية بحقه، حتى ولو كان الآخر لا يمتلك الحكمة اللازمة للمشاركة بالقرار أو التخطيط، فمجرّد تجاهله إهانة وقلّة إحترام وتقدير. وهذا الأمر يسري أيضًا على تربية الأولاد والتخطيط لمستقبلهم من خلال إختيار المدرسة وتأمين الرعاية الطبية ومواجهة معًا كزوجين المراحل العمرية الحساسة التي يمر بها أطفالهم من سلوكيات غريبة أو حتى منحرفة.
إنّ كلّ العقبات والحواجز لا يمكن القفز فوقها من دون حوار فعال وودي وحقيقي، ولذلك، نرى أنه من المفيد إختيار التوقيت المناسب الذي يُشعر الزوجين بالراحة لتفعيل الحوار من خلال إعطاء فرصة لبعضهما بالحديث وإحترام كل منهما حديث الآخر، والإصغاء إليه بلطف والتفاعل معه بشكل إيجابي، وإنفتاح ومرونة للتخلص من أي مشاعر سلبية وإشعال نار الحب أكثر من أي وقت مضى.