أطلقت وزارة الصحة العامة، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ الحصبة وشلل الأطفال
أعلنت وزارة الصحّة العامة، بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، بدء المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتلقيح ضدّ الحصبة وشلل الأطفال. تستمرّ الحملة حتى الخامس والعشرين من تشرين الأول، في قضائي كسروان وحاصبيا، على أن تتبعها بقية الأقضية والمحافظات ( بيروت، جبل لبنان، البقاع، الجنوب والنبطية) بدءًا من الثاني من تشرين الثاني حتى نهاية السنة.
منذ أن تفشى “كورونا”، تراجعت معدلات التلقيح، الأمر الذي أنذر بردة فعل مضادة وسلبية، تجاه كلّ ما تم إحرازه سابقا في إيصال اللقاحات الأساسية الى الأطفال و جعل الأطفال أكثر عرضة للأمراض التي يمكن الوقاية منها من خلال اللقاح. بالاضافة الى أن تراجع التحصين ضدّ الحصبة عالميًا و في لبنان قد أدى الى تفشي هذا المرض، منذ العام 2018.
بعد أن تمّ تنفيذ المرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة وشلل الأطفال خلال كانون الأول عام 2019 في عكار والشمال وبعلبك والهرمل، ستنطلق المرحلة الثانية من حملة التلقيح ضد الحصبة، الحصبة الألمانية، ابوكعب، وشلل الأطفال في المحافظات الخمس: بيروت، جبل لبنان، البقاع، الجنوب والنبطية. وتستهدف هذه الحملة الأطفال بين عمر الستة أشهر وحتى إتمام العشر سنوات. وسيُصار الى إعتماد مراكز الرعاية الصحيّة الأولية والمستوصفات ومراكز التلقيح الموقتة كأماكن لتنفيذ هذه الحملة .
أكد وزير الصحة العامة حمد حسن أنّ المرحلة الثانية من حملة التلقيح تنطلق وفق الإجراءات الإحترازية الضرورية المعتمدة في مواجهة “كورونا”، حيث جرى تدريب كل الفرق المشاركة في التلقيح على إجراءات الوقاية من العدوى ومكافحتها والسيطرة عليها وتمّ تجهيزهم بمعدات الحماية الشخصية المناسبة . اختيرت مراكز التلقيح الموقتة في الأماكن المفتوحة، حيث سيُصار الى تطهير الأمكنة بعناية شديدة لجعلِ التلقيح آمنًا من أي تلوث محتمل. وسيتم التأكد من خلو الأطفال، ومقدمي الرعاية من أي إصابات بـ”كورونا” وأي حالات مشتبه بها سيتم إحالتها مباشرة لفحوصات طبية إضافية. هذا وتنفذ إجراءات الوقاية من العدوى والسيطرة عليها في جميع نقاط التلقيح من أجل الحدّ من إنتقال “كورونا”.
تحدثت سمر حمود، بالنيابة عن ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان إيمان الشنقيطي عن وجوب عدم خسارة المكاسب التي تحققت في تغطية عملية تحصين الأطفال في لبنان طوال العقد الماضي، وأضافت: “منظمة الصحة العالمية تدعم حملة التلقيح ضدّ الحصبة للحؤول دون إصابة الأطفال بهذا المرض الخطر الذي يمكن تجنبه والوقاية منه باللقاح”.
وشددت على أنّه لا ينبغي مطلقًا إهمال تلقيح أي طفل، أو جعل حق الطفل في التلقيح ملفًا ثانويًا، فالحماية الصحية والوقاية من الأمراض حق من حقوق الإنسان.
وقد قالت ممثلة اليونيسف في لبنان يوكي موكو، إنه في سياق ما نعيشه اليوم، حيث تؤثر “كورونا” على نشاط جميع السكان، من المهم حماية الأطفال وجعلهم في أفضل حالاتهم، وتعزيز مناعتهم ضد الأمراض المعروفة كالحصبة أو شلل الأطفال والتي لها لقاحات لها، مؤكدة أنها على الرغم من مواجهتها لتحديات جديدة وإخفاقات في مكافحة الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بسبب “كورونا”، هناك محاولة مستمرة للحفاظ على خدمات التلقيح، لأن الإلتزام في الوصول إلى كل طفل تجعل حملات التلقيح في مسارها الصحيح.
بدورها، أكدت رئيس دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة رنده حماده، عن أهمية الحملة، قائلة إنّ العالم يخسر سنويًا أكثر من 1.5 مليون طفل بسبب أمراض يمكن الوقاية منها باللقاح هذا إضافة إلى ما تسببت به “كورونا” من تراجع في معدلات تحصين الأطفال ووصل هذا التراجع الى 47 في المئة في لبنان.
وأضافت: “إنّ التحديات كبيرة كي نعيد مؤشرات التلقيح إلى ما كانت عليه (فوق 96 في المئة) قبل “كورونا”، وهذا يمكن تحقيقه فقط بجهود مشتركة بين برنامج التلقيح في دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة العامة ومنظمتي الصحة العالمية واليونيسف وشركائنا في القطاع الصحي الأهلي. إنّ المرحلة هي مرحلة تضامن وعمل، فلنعمل سويًا للوصول إلى كافة الأطفال بغض النظر عن جنسياتهم وإنتماءاتهم. هذا حقهم وهذه مسؤوليتنا جميعًا!”
يتم تمويل الحملة الوطنية للتلقيح من خلال الدعم السخي ” للصندوق الكويتي للتنمية”، وتستهدف الحملة 364.130 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و حتى إتمام الـ10 سنوات. سيتلقى جميع الأطفال جرعة من لقاح الحصبة والحصبة الألمانية وأبو كعب (MMR) ولقاح شلل الأطفال الفموي، وقد تمّ الوصول في كانون الأول الماضي في بعلبك – الهرمل ،الشمال وعكار الى 231.200 طفل. ونحن نواصل العمل اليوم في بيروت، جبل لبنان ، الجنوب ، النبطيه والبقاع، وسيتم الوصول إلى الأطفال عبر مراكز الرعاية الصحية الأولية، والمستوصفات، ومراكز التلقيح الموقتة.