أظهرت دراسة حديثة للجامعة الوطنية الأسترالية أنّ عدد النساء اللواتي يتم ترقيتهنّ في العمل أقل بكثير من عدد الرجال، ولا ينلن ذلك إلا إذا طالبن بحقهن على أساس الأقدمية، ما يعد علامة على التحيّز المؤسسي بين الجنسين.
شملت الدراسة ألفي متخصص في مجال الأعمال شهدوا بأنّ 76% من الرجال تلقوا عروضًا بالترقية على الأقل مرة واحدة “من دون أن يطلبوها”، أما النساء لا تتم مكافأتهنّ إلا إذا طلبوا ذلك محتكمات للأقدمية والكفاءة.
لماذا عليك طلب ترقيتك؟
قبل الإحتكام لنتيجة تلك الدراسة يجب معرفة أن أستراليا من بين البلدان، التي يمكن القول إنها حققت بعض التقدم في سد الفجوة بين الجنسين؛ حيث أظهر تقرير في عامنا الجاري 2020 أن أستراليا تتقدم على بريطانيا وأميركا والهند من حيث نسبة البرلمانيات وعضوات مجالس الإدارة في أكبر 100 شركة.
ومع ذلك، أظهرت نتائج الإستطلاع الأخير وجود فجوات مستمرة، بما في ذلك حقيقة أن المدراء الذكور في المتوسط يكسبون أكثر من ضعف نظرائهم من الإناث، وأن الإناث أكثر عرضة للفصل من وظائفهنّ في أعقاب وباء “كورونا”.
وفيما يلي بعض النصائح من خمس مديرات تنفيذيات مررن بتجارب شعرن فيها بالتمييز ضدهنّ، وقاومن حتى حصولهنّ على مناصب تكافئ قيمتهنّ، وبعض أفضل النصائح لأي مرأة أخرى في رحلتها إلى القيادة، فلا تترددي في طلب حقك مثلهنّ.
– كوني فعالة: إخلقي لنفسك دورًا هامًا وقيمة مهنية ليبذل رئيسك في العمل كل ما يلزم لإبقائك جزءا من المشاريع المهمة، من خلال إنهاء العمل بسرعة وفعالية، وإنجاز المهام الشاقة، وتحديد المشكلات وطرح حلول لها، وتحسين الخدمة التي تقدمها الشركة، أو طرح منتج جديد ودراسة جدواه.
– تنمية مهاراتك: كل مهارة جديدة ملموسة تدفعك خطوة نحو الأمام؛ كتعلم لغة جديدة، أو مهارة تقنية؛ وكل علاقة مهنية جيدة بينك وبين صاحب القرار في الشركة تجعله يدرك مدى أهميتك، وكل دفعة منك لصحة عقلك وجسدك ونفسيتك ستجعلك تستمرين فيما خططت له.
– مهارات التواصل: حسني من مهاراتك الشخصية في التواصل حتى تتمكني من إثبات قيمتك المهنية، وتصبحين شخصًا يرغب الآخرون في التواصل معه للإستفادة وتبادل الخبرات والمشورة بخصوص المشاريع المستقبلية؛ فربما ما يحجبنا عن الأنظار هو فشل في التواصل، وانكباب على العمل، ما يبدو أنه غير كاف.
– تحدثي عن إنجازاتك: أحد الإختلافات الرئيسة بين الرجال والنساء هو أن الرجال يميلون إلى التحدث عن أهدافهم المهنية، أما النساء فيعتقدن أنّ أداءهنّ سيتحدث عن نفسه، وجميعنا يعرف نتيجة ذلك؛ فالشخص الذي يحصل عادة على الترقية هو من يريدها بشدة ويطلبها؛ لذا عليك سؤال رئيسك عما يجب القيام به للتأهل لوظيفة أحلامك، ثم ضعي اقتراحاته موضع التنفيذ، أما إذا كنت قد أديت بكفاءة بالفعل في تلك الاقتراحات سابقا، ولمست رضا رئيسك عنها، ففكري في طلب ترقيتك مباشرة.
– كوني مميزة: إستمري في السعي نحو الريادة، ودخول مجال لا يفهمه غيرك. يمكنك فعل ذلك بإتباع الفرص وإغتنامها والمرونة عند التفكير في خطوتك التالية داخل أو خارج شركتك. إذا كان لديك فكرة عن دور تودّين القيام به داخل شركتك، قومي بالبحث جديًا عنه، واكتبي مقترحًا، وقدميه لرئيسك في العمل، حتى يلاحظ إستعدادك لأخذ زمام المبادرة، ويتذكرك في حركة الترقيات القادمة.
– ابتسمي: قد تتعجبين من تلك النصيحة؛ لكن التمتع بروح الدعابة وتخفيف حدة الجدية جزء مهم من النجاح في بيئة العمل؛ فالضحك يجذب الناس للعمل معك، وسيجعل من دواعي سرور مديرك العمل معك، وسيطمئن لإدارتك للفريق.
– تفاوضي: التفاوض في شأن حقك وكفاءتك هو مجرد طريقة أخرى للنجاح في بيئة العمل، لا تخجلي من كثرة التفاوض فلو كنت رجلا لما خجلت من ذلك؛ لذا عليك فهم المقاييس الموضوعية لقيمتك المهنية، وكوني قادرة على التفاوض مباشرة في شأن المعروض عليك.
– تماسكي: لا أحد يحب المناقشات المليئة بالعاطفة، وهذا هو السبب في أن التحدث عما قمت به -وليس ما تريدين- يعد أسلوبًا رائعًا للطلب؛ فتبدو عبارة “أريد إجراء محادثة عن ترقيتي” مختلفة تمامًا عن عبارة “أنا هنا منذ عام، وأستحق ترقية”.
– اشعري بالرضا: وهنا يعني إيجاد التوازن بين حياتك الشخصية والعمل قدر الإمكان؛ لن يساعدك الإنهماك في الحصول على ترقية على الحصول عليها بالفعل، في الواقع، قد يضر ذلك بفرصك في المضي قدمًا بخطى ثابتة؛ فإبحثي بداخلك عن الشغف والإستمتاع بعملك كحافز كبير للإستمرار.
– قدمي أفكارا جديدة، وتولي إدارة مشاريع، وزيدي مسؤولياتك. عاجلا أم آجلا، سيؤدي هذا النوع من التفاني إلى ترقية، أو زيادة فرصتك للحصول عليها في المستقبل.