كنت أعتقد أنها ستكون ليلة ككل الليالي… جلست في فراشي كي أستعد للنوم ولكن كانت انقباضات خفيفة تمنعني…. اعتقدت أنه ليس بالأمر المهم خصوصًا بعد زيارتي لقسم الولادة في المستشفى والتأكيد أنه لا ولادة قريبة… إلا أن هذه الانقباضات سرعان ما تفاقمت وأصبحت غير محتملة… أسرعت وزوجي إلى المستشفى حيث تأكد فجأة موعد الولادة… كنت متحمسة على الرغم من الألم المبرح… وبعد بضع ساعات أطلت ابنتي إلى العالم… كنت لآخر لحظة لا أعلم ما هو الشعور الذي سينتابني، إلى أن حملتها بين يدي وتبادلنا النظرات… حدقت بعيني وكأنها تعرفني من قبل وتنتظر موعد اللقاء… عيناها اندمجتا بعيني وهي تحدق بهما إلى أن حضنت روحها وروحي بعضهما البعض… ما عدنا نرى ولا نسمع ما يجري من حولنا في غرفة الولادة…. كنا ننظر إلى بعضنا البعض بعشق، نعم إنه أسمى أنواع العشق على الإطلاق… لا أدري إن كنا قد تقابلنا في الحياة السابقة… ولكن ما هو مؤكد أن القدر شاء أن نلتقي في هذه الحياة كي تناديني ماما و أناديها ابنتي… شاء الله أن أصبح أمًا لها وهي ابنة لي، حبيبة لقلبي وقرة عيني… من اليوم الذي أبصرت النور فيه ووقعت عيناي على ملامحها الملائكية، تلونت حياتي وازهرت أيامي وأصبح لكل شيء معنى أجمل وأعمق… من اللحظة التي حضنتها بين يدي أدركت أن حياتي ما عادت ملكًا لي بل لها… وسعادتي ما عادت مقتصرة على طموحاتي وخططي المستقبلية بل أصبح مستقبلي كله بين يديها… أصبحت سعادتي هي فقط، وضحكتي التي تزين وجهي… بفضلها اليوم أصبحت ماما، أسعد ماما بوجودها… ماما تلك الكلمة التي أصبحت مدركة لثقل قيمتها وأنوثتها وجمالية أنغامها… شكرا لله لأجمل رزق في حياتي… بفضلك يا ابنتي أصبحت أسعد ماما