305
القديسة سيرافينا (1238 – 1253) العذراء، وُلدت باسم فينا دي سياردي
Fina dei Ciardi عام 1238 في سان جيمينيانو، توسكانا، في إيطاليا وتوفيت في 12 آذار 1253، عن عمر يناهز 15 عامًا. تُعرف أيضًا باسم فينا، سيرافينا. يتم الاحتفال بالقديسة سيرافينا في سان جيمينيانو في 12 آذار، ذكرى وفاتها والأحد الأول من شهر آب.
ابنة كامبيو سياردي وإمبيرا، عاشت كل حياتها في منزل متواضع يقع في المركز التاريخي لـ “مدينة الأبراج الجميلة” الشهيرة (اليوم الطريق الصغير الذي يقع عليه منزلها يحمل اسمها).
لا يوجد سوى القليل من السجلات عن السنوات العشر الأولى من حياتها، والمعلومات تأتي من الأساطير التي رويت بعد وفاتها. أشار بعض الروايات إلى إخلاص سيرافينا القوي لمريم العذراء وأنها كانت تخرج فقط إلى القداس. كما قيل أيضًا إنها كانت لطيفة للغاية.
في عام 1248، تغيرت حياة سيرافينا بسبب مرض خطر، بدأ يصيبها بالشلل تدريجيًا. ولكن، إيمانها العميق خفف آلامها.
أثناء فترة مرضها الطويلة، رفضت القديسة السرير واختارت بدلاً منه الاستلقاء على لوح خشبي، لدرجة أصبح فيه جسدها ملتصقًا بالخشب، لتتغذى الديدان والفئران على لحمها المتعفن. أثناء مرضها، فقدت والدها ثم توفيت والدتها بعد سقوطها. وعلى الرغم من كل المآسي وفقرها، إلا أنها كانت تشكر الله معربة عن رغبتها في أن تنفصل روحها عن جسدها لتلتقي بيسوع المسيح.
كانت تصلي القديسة سيرافينا لشفيعها القديس غريغوريوس الكبير، وتستمد القوة من الآلام التي كان عليه أن يتحملها، كي ينال لها الصبر الذي تحتاجه لتحمل آلامها.
كان تفاني سيرافينا الهائل مثالاً لجميع مواطني سان جيمينيانو، الذين كانوا يزورونها بشكل متكرر. في 4 آذار 1253، بعد خمس سنوات من المرض والألم، كانت ممرضتها بيلديا وبونافنتورا تنتظران وفاتها. وفجأة ظهر القديس غريغوريوس الكبير في غرفة سيرافينا وتنبأ لها أنها ستموت في 12 آذار. وتوفيت سيرافينا في ذلك التاريخ عن عمر يناهز 15 عامًا.
تم شفاء العديد من المرضى الذين زاروا قبرها خلال السنوات التالية وأصبح بعضهم من أكثر المصلين حماسة لسيرافينا.
وقد انتشرت الكثير من الأساطير عن المعجزات التي حققتها القديسة بعد وفاتها، ومنها ذكرت إحدى الأساطير بأنّ فتاة صغيرة، تدعى سميرالدا، كانت تبكي أثناء تنزهها مع صديقتيها لأنها قد كسرت إبريقًا كان يتوجب عليها أن تملأه بماء البئر. ولكن، بعض الأطفال خلال لعبهم دحرجوه وكسروه. فظهرت عليها سيرافينا وطلبت منها أن ترتب القطع وتضعها تحت الماء ليصبح الإبريق كاملاً ومملوءًا بالماء.
حكاية أخرى عن معجزات سيرافينا تناولت كامبيو دي روستيكو، جار عائلة سياردي. حيث إنه في إحدى الذكرى السنوية لوفاة سيرافينا، عندما كان سكان المدينة يقضون عطلة لتذكارها، ذهب كامبيو لقطع الأخشاب وأصاب ساقه. بعد معاناة، طلب المغفرة من القديسة سيرافينا وكان آسفًا لعدم احترام تذكارها؛ فاختفى جرحه بأعجوبة.
تجدر الإشارة إلى أنه يتم الاحتفال بالقديسة فينا في سان جيميجنانو في يومين منفصلين. عيدها الأول هو يوم 12 آذار أي في ذكرى وفاتها والذي أصبح عطلة رسمية في المدينة منذ عام 1481. والعيد الثاني، في يوم الأحد الأول من آب، إحياء لذكرى المعجزة عند إيقاف حادثتين من حالات الطاعون، الذي دمر المدينة في عامي 1479 و1631
وفي كلا التاريحين، تُحمل رفاتها في موكب لمباركة المدينة. لقد تناقل شعب سان جيمينيانو مثالها في التفاني من خلال تبجيلها، على الرغم من عدم إعلان الكنيسة قداستها رسميًا. وكُتبت في بعض اللوحات المخصصة لها، “فينا المباركة”. في الواقع، ما زال القديس جيمينيانو هو الشفيع الرسمي لبلدتها.
من أهم نصب تذكاري تم إنتاجه تخليدًا لذكرى القديسة فينا هو المستشفى الذي يحمل اسمها وتم بناؤه عام 1255 بفضل التبرعات المقدمة عند قبرها. وقدم المستشفى الضيافة لكبار السن والفقراء والحجاج. وقد أصبحت فيما بعد واحدة من أفضل الفنادق في توسكانا. في كنيسة المستشفى، تم الحفاظ على الطاولة الأصلية المصنوعة من خشب البلوط والتي كانت القديسة سيرافينا ترقد فيها لمدة خمس سنوات.
أما بالنسبة إلى الضريح المخصص للقديسة سيرافينا فهو عبارة عن كنيسة صغيرة صممها جوليانو دا مايانو عام 1468 وتم تكريسها عام 1488. تقع داخل كنيسة سان جيميجنانو حيث يتم حفظ عظامها داخل المذبح الذي بناه الأخ بينيديتو دا مايانو. توجد على الجدران اليمنى واليسرى للكنيسة لوحتان رسمهما دومينيكو غيرلاندايو – إحداهما تظهر رؤية القديس غريغوريوس؛ وتُظهر الأخرى الجنازة حيث نبتت أزهار البنفسج على الأبراج. ونرى أيضًا ملاكًا يقرع الأجراس، ويد بيلديا المعالجة، والصورة الذاتية للرسام وصهره ميناردي، الذي رسم سقف الكنيسة. يوجد أيضًا على المذبح تمثالا نصفيًا بداخله ذخائر القديسة سيرافينا.
يوجد داخل المتحف المدني في سان جيميجنانو خيمة خشبية (بواسطة لورنزو دي نيكولو 1402) تصور القديسة سيرافينا والبلدة على حجرها، وأيقونة القديس غريغوريوس وبعض حكاياتها. توجد صورة أخرى لفينا في كنيسة سانت أغوستينو القريبة، والتي رسمها بينوزو جوزولي. ومن بين الفنانين الآخرين الذين صوروا حياة القديس بييرو ديل بولايولو وبيير فرانشيسكو فيورنتينو. وفي كنائس صغيرة أخرى في الريف، توجد لوحات أخرى للقديسة.