2.3K
كلير عامر، موهبة اكتشفت منذ نعومة أظافرها، تشربّتها من عائلتها وتحديدا من جدتها والدة أبيها اليونانية الأصل التي كانت ملكة جمال وتغني الأوبرا بصوت ملائكي، ووالدها الذي يتقن عزف البيانو.
كانت كلير تتمنى أن تكون مثل جدتها التي هي مثالها الأعلى، إذ ولدت تعشق الموسيقى. في البدء، تعلّمت كلير البيانو لمدة 15 عاما من دون أن تتعلم “الفوكاليز”. كانت تغني على سبيل التسلية والترفيه مع أختها في المنزل.
وقد شاهدت مرّة فيلما وهو The sound of music الذي تمّ تصويره في الـ1965 عندما كانت في التاسعة من العمر، فتأثرت به كثيرا. ويتناول الفيلم قصة حقيقية عن عائلة تعيش في “ستاسبورغ” قبل الحرب العالمية الثانية Von trap family وتتألف من 7 أولاد إضافة إلى الأم والأب… وكلهم يغنون.
هذا ما قالته عامر لـ Feminine Spirit في منزلها بالرابية، مضيفة: “تأثرت كثيرا بتلك القصة المبنية على قصة حقيقية، فبعد وفاة الأم في الفيلم طلب الزوج الأرمل من دير رهبنة أن يؤمنوا له فتاة تهتمّ بأولاده اليتامى، ومن حسن الحظ أن راهبة تكفلت في الإهتمام بالعائلة التي أصبحت يتيمة الأم، وكانت هي بدورها ترتل وتغني… فأدخلت البهجة إلى قلب زوج محطم ومكسور ليحب الموسيقى من جديد وأعطته أملا بالحياة والحب والموسيقى والإيمان بالله. وقد انتهت القصة بزواجها منه وتركها للرهبنة… وقد تناولت مشاهد الفيلم لقطات غنائية معبّرة مليئة بالمشاعر والأحاسيس…”
قصة من هنا وقصة من هناك، كلّها تتناول الموسيقى وتحديدا الغناء الذي هو شغف كلير منذ نعومة أظافرها… الفنّ الحقيقي ما زال موجودا مهما هبّت رياح الفنّ المبتذل، فعند الفنّ الراقي يركع كل ما هو مبتذل ورخيص…
بين الدردشة والحوار المشوّق، هذا ما قالته كلير عن الفنّ اليوم، وما تسعى إليه في المستقبل.
أخبرينا عن بداياتك؟ كيف تمّ اكتشافك؟
تربيت في جو موسيقي في المنزل. تعلمت البيانو والباليه، كذلك الرسم. كنت أحب كل ما يتعلق بالفنون.
كان والدي صاحب فندق “العامرية” في بكفيا الذي كان من أفضل المنتجعات السياحية في لبنان، وكان دائما فيه جو موسيقي وحفلات وفنانين وأعراس. جو فني بامتياز.
كذلك، في المدرسة، سنويا، كانت تقام حفلات موسيقية Concerts خلال أعياد الميلاد، وكان دائما يتمّ اختياري للغناء منفردة Solo وقد غنيت مرة مع زملائي في المدرسة لدى قصر “اليونيسكو” UNESCO في بيروت وقد توج الحفل بنجاح باهر.
وذات مرة، كان الفنان غسان الرحباني يبحث عن فنانة وعندما شاهد “فيديو” لحفلة عيد الميلاد أعجبه صوتي واتصل بي هو ووالده الفنان الياس الرحباني. واليوم أندم لأنني رفضت عرضه بعد أن رفض والدي أن أمتهن الغناء وما زلت صغيرة، فهو أرادني التركيز على علمي بدلا من الفن. ولكن، أحيانا تمنعنا ظروفنا عن المضي قدما في الحياة، إذ بعد أن أنهيت دراستي في المدرسة وأصبحت قادرة على امتهان الغناء، جاء مرض والدي، فانهمكت في الأمور العائلية وأهملت الغناء.
ولكن، فيما بعد في العام 2005 و 2006 عادت من جديد حفلات عيد الميلاد وبدأت العروض تنهال، فعرض الموسيقي الفنان غاس فرح عليّ مشروعا وأن يكون هو المنتج فيه. ومن ثم الموسيقار سامي كلارك طلب مني ومن أختي تمثيل لبنان في مسابقات عالمية في FIDOFالتي سبق أن ربح فيها كلارك منذ 40 عاما ما قبل الحرب. ولكن، كان هناك برنامج اسمه Pele mele وقد ربحت عن فئة الأغاني الفرنسية واختي عن فئة الأغاني الانكليزية عبر “تلفزيون لبنان”. التهينا في هذا البرنامج ولم نذهب فيما بعد إلى الخارج لتمثيل لبنان.
اشتركت أيضا في مباراة Karaoke competition of Lebanon وربحت المرتبة الثانية وكانت من أعضاء اللجنة الفنانة كارول صقر والفنان غاس فرح وشخص اجنبي مندوب من اوروبا. غنيت لداليدا Je suis malade و I will always love u -Whitney Huston، وكان هناك من بين الجمهور شخص فرنسي؛ وقد اتصل بي شخص من السفارة الفرنسية وطلب مني ان امثل لبنان في فرنسا بـStar academy.
وفي العام الـ1999، دعيت مع أختي للغناء في مهرجان المغتربين في ضهور الشوير، وقد قمنا سويا Duo بأداء أغنية “Tell Him” لسيلين ديون Celine Dion وباربرا سترايسان. Barbra Streisand كذلك، غنيت في مدرسة Jesus & Mary أغنية Your Song لـ Elton Johnوقد عزف على البيانو غي منوكيان.
وأخيرا، فاجأني أحد الأصدقاء بأنه سجل اسمي في برنامج “غني مع غسان” على الـ OTV ، وقد تمّ الإتصال بي كي اشترك مباشرة، ووصلت إلى النهائيات في البرنامج عن فئة الإنية الأجنبية، وكان في اللجنة الفنان والملحّن زياد الرحباني والفنان نقولا الاسطا وقد كانت تجربة رائعة، إذ عندما سمع صوتي الفنان زياد الرحباني، قال: “كلير لديها موهبة وتغني من دون أن تفكر… جدا عفوية”. وقد كان اشتراكي في ذلك البرنامج هو آخر ما اشتركت به كمباراة…
من هو الفنان/ة المفضلة إليكِ؟
أحب كثيرا الفنانة ماجدة الرومي وأغنية اعتزلت الغرام من أجمل ما سمعت.
هل تفكرين في إحتراف الفنّ والدخول إلى عالمه من جديد؟
اليوم قررت أن أدخل من جديد إلى عالم الفن. قمت باتصال مع الفنان غاس فرح وقررت أن أباشر معه تسجيل ألبومه Echoes الذي حاز على شهرة واسعة في الـ 1980 ولكن بنسخة جديدة. سأسجل اسطوانة CD بأغاني النسخة الجديدة، إضافة إلى أغاني تعود ملكيتها الفكرية إلى فرح الذي يريدني أن أغنيها. وقد يتضمّن الـCD أغنية أوبرا Opera وأغنية أخرى في اليونانية.
كيف سيتمّ التسويق للـCD الجديد؟
سيتم تسويق الأغاني عبر الراديو. وهنا، أشدد على أهمية الراديو في التركيز على الموهبة الصوتية، إذ أعتبره أهمّ من الفيديو كليب الذي يعتمد على الصورة وليس فقط على الصوت. الموسيقى ليست في حاجة إلى صورة مبتذلة ورخص وتعرٍ، وإنما يجب التركيز على الموهبة بدلا من تسويق المفاتن والانحطاط الذي نراه بكثرة في أيامنا. سأفكر فيما بعد إن كنت سأصوّر فيديو كليبا… لست هنا لأسوق جسمي… أنا مثقفة موسيقيا وأبرع في هذا المجال، اسمع كل انواع الموسيقى الراقية والجميلة من Blues و jazzو Opera . أعشق السفر لمشاهدة أهمّ الحفلات الموسيقية العالمية( Musicals – concerts) وقد مكثت فترة في نيويورك في “برودوي” broadway لمدة 3 أشهر كي اتثقف موسيقيا، وأشعر بالقرف والاشمئزاز من مناظر التعري والانحطاط في الفيديو كليبات. في المدن حيث الشعب المثقف كثيرات في الخمسين والستين من عمرهن يدخلن الفنّ، لأنّ مقومات الفنّ الحقيقي هو الصوت وليس التعري والإبتذال والإنحطاط، إذ على سبيل المثال اشتهرت Susan Boyle بثقافتها الموسيقية عندما اشتركت في برنامج Britain Got talent ، وبعد سماع صوتها الرائع اعتذر منها أعضاء لجنة الحكم الذين عندما رأوا امرأة خمسينية آتية من إحدى الضيع لتشترك ضحكوا عليها، ولكنهم سرعان ما شعروا بالندم والحياء عند سماعهم أسطورة في الغناء…
ما هو الحلّ برأيك لإبراز الفنّ الراقي في المجتمع بعد أن أصبح الفن “المبتذل والرخيص” منتشرا بشدّة؟
الحل يكمن في تثقيف المجتمع بدءا من مقاعد الدراسة في المدرسة… الموسيقى هي ثقافة بحد ذاتها ويجب أخذها على محمل الجدّ وليس على سبيل التسلية والترفيه.
لقد انتشر لكِ عبر You Tube أغنية مع فنان برازيلي مشهور عن اللاجئين السوريين. أخبرينا عن تلك التجربة.
تلقيت في الفترة الأخيرة عرضا من مغنّ برازيلي اسمه برو Bru عمره 64 عاما وقد تم توكيله من قبل منظمة ألمانية عالمية كي يؤلف أغان للاجئين السوريين. وكان يبحث عن فتاة لتغني معه. وبالصدفة، سمعت له أعنية، فعلّقت عليه وأبديت إعجابي الشديد بالأداء. وقد عرض عليّ أن أغني معه للاجئين. وهذا ما حصل…. وقد انتشرت الأغنية Refugees حول العالم لدعم السلام العالمي، ولكن التركيز أولا كان على المجازر التي تحصل في سوريا. كذلك، هناك عمل ثنائي آخر لا علاقة له بموضوع المجازر في سوريا واسمه New full moon.
لقد غنيت للمجازر في سوريا دعما للسلام. هل تتابعين السياسة؟
والدتي من عائلة الجميل، ولكن أفضل ألا أدخل في هذا عالم السياسة، لأنه أينما وجدت السياسة أو الدين وجدت المشاكل.
هل تفكرين في العمل خارج لبنان؟
سأكون موجودة أين الرياح تأخني… فرنسا أو بريطانيا أو اليونان. أحبّ الغناء، وليست أسبابي تتعلّق بالشهرة والمال، فأنا أريد ممارسة موهبتي فقط.