في حال استطاع الزوجان إكمال رحلتهما مع بعضهما البعض لمدة عقد من الزمان، ولم ينفصلا قبل ذلك، فإن خبراء يحذرون من أنه من الطبيعي أن تظهر سلسلة من المشكلات المتشابهة بين الأزواج، لافتين إلى وجود حلول بسيطة لها.
الحياة الزوجية ليست وردية، كما يعتقد البعض، ففيها مشكلات كثيرة، لكن الأمر الأهم فيها هو تعامل الزوجين معها، فإما أن يعبرانها بسلام أو ينفصلان، في خيار قد يحمل نتائج مدمرة، خصوصا عندما يكون هناك أطفال.
وطلبت صحيفة “هفينغتون بوست ” الأميركية من معالجين نفسيين ذكر أبرز المشكلات التي يلاحظونها في الأزواج بعد مرور 10 سنوات على ارتباطهم، وكانت المشكلات على النحو التالي:
– تحوّل الشعور: يصبح شعور الزوج تجاه زوجته مختلفا تماما، فبعد أن كان رومنسيا في البداية، تصبح النظرة له على أنه مجرد شريك في المسكن. ويتطلب الحفاظ على الصلة العاطفية متقدة بين الزوجين بعض الجهود، لكن التخلي عنها سينتهي بالشريكين في منطقة “زميل غرفة فقط”. ويقول المعالج النفسي، كيرت سميث، إن التحول في علاقة الزوجين يمثل خطرًا كبيرا، إذ يفقد كلاهما الاهتمام بالآخر، ويصب جهوده نحو قضايا يومية ومعيشية.
– الشعور بالضجر مع الشريك: في الزواج، من غير المتوقع أن تكون الأيام كلها جميلة وساحرة. لكن هذا لا يعني أن نستسلم للحياة المليئة بالكآبة. وعادة ما يكون الملل أو الضجر في الزواج، علامة على أن العلاقة بين الشريكين تبدأ في الانهيار، وفق ما تقول المعالجة النفسية تينا تيسينا. ويتطلب الأمر، وفق تيسينا، إحداث انقلاب في العادات اليومية التي درج عليها الزوجان، لينجحا في الخروج من حالة الملل.
– تلاشي الحياة الجنسية: قد تتراجع الحياة الجنسية للزوجين مع مرور الأعوام لأسباب عديدة، مثل إنجاب الأطفال وتدهور الحالة الصحية والآثار الجانبية لبعض الأدوية. ولكن، يقول الأطباء إنه إن لم يحافظ الأزواج على حياتهم الجنسية متقدة، فقد يؤدي ذلك إلى فتور بين الاثنين، مما يجعل أحدهما أو كليهما يشعران بالرفض تجاه الآخر.
– الشعور بأن الزواج “عقبة” أمام أهداف الحياة: بعدما تتزوج تتغير أولوياتك كثيرا، إذ يصبح لديك زوجة وأطفال الذين يحتاجون إلى عناية، ما يعني الدفع بأهداف أخرى إلى مرتبة أقل. ولذلك، قد يمتنع الزوج عن تغيير عمله أو تحقيق أهداف أخرى في الحياة مثل السفر أو البدء في مشروع جديد. وتقول المعالجة كاري كارول إن الأزواج يضحون من أجل العائلة واستقرارها، لكن بعد 10 سنوات، يدركون أن الأمور تتطلب تغييرا وإجراء حديث مع الشريك من أجل تحقيق أهداف الذات.
– التسامح مع الزوج أصبح من الماضي: مع مرور الأعوام، يصبح الشخص أقل صبرًا تجاه شريكه، وتتحول الأمور التي كانت في البداية طرفة تثير الضحك إلى أمر يثير استياء شديدًا. ويقول سميث: “في وقت مبكر من الزواج، يكون هناك قدر كبير من الرقة والحنان بين الزوجين، ما يعوض عن كل أوجه القصور أو الفشل. وللأسف، مع نضج الزواج، يمكن أن يتلاشى الصبر”.
– التوقف عن الاحتفالات: في بداية العلاقة الزوجية، يحاول الشريكان إيجاد أي مبرر للإحتفال بالأشياء الصغيرة، مثل مناسبة ذكرى زواجهما، لكن مع مرور الزمن تصبح وتيرة هذه الاحتفالات أقل فأقل. وقالت المعالجة النفسية تيسينا إن الاحتفالات بين الزوجين تظهر حب الزوجين وتقديرهما لبعضهما البعض، ناصحة بأن يتمّ المواظبة على هذه الاحتفالات حتى وإن كانت قليلة العدد سنويا، ولا يتطلب أمر إنفاق مال، فقد تكون بحضور حفلة موسيقية أو رحلة تنزه.
– التخلي عن المرح: يقع البعض في فخّ وضع كل الأمور على محمل الجد، ويفقدون الإحساس الطفولي بالفكاهة والدهشة. ولمواجهة هذا الأمر، على الأزواج أن يختاروا أي لعبة لممارستها وجعلها نشاطا منتظما في الحياة الزوجية، لتساعد على التخفيف من الجدية.
– الضغوط تسيطر على المنزل: بعد 10 سنوات، وإثر استقرار الأوضاع المالية، يصبح الشغل الشاغل لدى بعض الأزواج شراء منزل أو شقة، وهذا يعني فتح الباب أمام ورشة عمل كبيرة تضع مزيدًا من الضغوط على الزوج. وبذلك، فقد تتحول عطل نهاية الأسبوع إلى أعمال يومية تكون على حساب العلاقة بين الزوجين، ما يتطلب أن يجد الزوجان طريقة للموازنة بين الأمرين المهمين.