أصبحت القاضية الأميركية روث غينسبيرغ أيقونة أميركية، بعد أن تغلّبت على التمييز الجنسي الراسخ في مهنة المحاماة لتصعد إلى المحكمة العليا الأميركية، مدافعة عن المساواة بين الجنسين وغيرها من القضايا طيلة 27 عامًا.
غينسبيرغ، التي توفيت عن 87 عامًا من مضاعفات سرطان البنكرياس، من أشد المدافعين عن حقوق المرأة، فازت بقضايا التمييز بين الجنسين أمام المحكمة العليا، قبل أن يتم تعيينها في أعلى هيئة قضائية أميركية من قبل الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون في عام 1993.
نشأت غينسبيرغ في عائلة من الطبقة العاملة في حي بروكلين بمدينة نيويورك، وبدأت صراعها مع الفكر المعادي لحقوق النساء منذ دخولها كلية الحقوق التي كان يهيمن عليها الذكور. وبعد تخرجها، أصبحت ثاني امرأة على الإطلاق تعمل في المحكمة العليا المكونة من تسعة أعضاء.
وقبل انضمامها إلى السلطة القضائية، كانت غينسبيرغ محامية شرسة في نيويورك ونيوجيرسي، وقد تحملت وفاة والدتها قبل وقت قصير من تخرجها من المدرسة الثانوية وانتُخبت لمراجعة القانون في كليتي هارفارد وكولومبيا للقانون.
وفي السبعينيات، فازت في خمس من ست قضايا تمييز بين الجنسين رفعت أمام المحكمة العليا، كما برعت في مجالات متنوعة مثل مزايا الضمان العسكري والإجتماعي، وضريبة الملكية والقواعد التي تحكم واجب هيئة المحلفين.
أصبحت غينسبيرغ رمزًا في الولايات المتحدة، وقدمت بشأن حياتها وجهودها في مجال المساواة أعمال فنية عديدة، بداية بالفيلم الروائي الطويل عام 2018 “على أساس الجنس” (On the Basis of Sex) والفيلم الوثائقي بعنوان (RGB) والذي رشح لجائزة الأوسكار لعام 2018.
أطلق عليها المعجبون اسم “The Notorious R.B.G.” ، وهو لقب مستوحى من اسم الشهرة لمغني الراب الأميركي الراحل The Notorious B.I.G.
عملت بإستمرار من أجل المساواة بين الجنسين، ويحتفظ لها الأميركيون بأقوال راسخة مثل قولها في فلم وثائقي “أنا لا أطلب معروفًا على جنسي كامرأة كل ما أطلبه من إخواننا هو أن يرفعوا أقدامهم عن أعناقنا”. كذلك، كانت صوتًا مؤيدًا لصالح القضايا المتعلقة بالمرأة وما يدور من مواضيع حولها مثل الحق في الإجهاض، والمساواة، وكانت كذلك مؤيدة لحقوق المثليين. كما اشتهرت بدفاعها عن قانون الرعاية الصحية “أوباماكير”، وتعزيز حقوق الأقليات العرقية الفقراء والمحرومين.
وخلال السنوات الأخيرة، عانت غينسبيرغ من أمراض عديدة، أبرزها سرطان القولون الذي أصابها عام 1999. وفي 2018، تغلبت على سرطان الرئة، قبل أن تكتشف في تموز 2019، إصابتها بسرطان البنكرياس. ولكن، على الرغم من كل تلك المخاوف الصحية، ظلت ناشطة، فشوهدت في الفيلم الوثائقي المصوّر في 2018 وهي تمارس التمارين وترفع الأثقال مع مدرب شخصي بينما كانت ترتدي قميصًا أزرق اللون مزينًا بكلمات “SUPER DIVA””.
وتُجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس جيمي كارتر، جعل من غينسبيرغ قاضية استئناف فيدرالية في عام 1980 ورفعها كلينتون إلى المحكمة العليا بعد 13 عامًا. وخلال فترة عملها، تمّ تعيين امرأتين أخرتين في المحكمة العليا: سونيا سوتومايور وإيلينا كاجان.