لا يعرف الإسم الحقيقي لجوزفين بخيتة ولا حتى تاريخ ميلادها، ولكن هناك تخمينات بأنها ولدت في دارفور في قرية صغيرة تدعى أولجوسا عام 1869. وهي ذات خلفية النوبيون نوبية عاشت جزء من طفولتها في أولجوسا مع والديها وثلاثة إخوة وأربع أخوات واحدة منهما كانت أختها التوأم.
عندما كانت بخيتة طفلة صغيرة هاجم تجار العبيد قريتها وتمكنوا من خطف أختها البكر، فقد كان السودان حينها سوقًا نشطًا لعمليات خطف السود وتحويلهم لعبيد. بدورها، تعرضت بخيتة لذات مصير شقيقتها عام 1876 أو 1877، وهي تقريبًا بعمر التاسعة حيث خطفت هي الأخرى وسيقت للعبودية، وقد دوّنت في مذكراتها بأن خاطفيها كانوا من النخاسين العرب الذين قاموا ببيعها مرات عديدة في أسواق الأبيض وفي أسواق الخرطوم. وتعزو بخيتة نسيانها لإسمها الحقيقي لما تعرضت له من عذاب وترهيب. وكان إسم بخيتة قد أطلقه عليها مالكوها.
في النهاية، كانت بخيتة عبدة لجنرال العثمانيين وكان هذا الأخير قد قرر بيع جميع عبيده قبل مغادرته السودان، فإشتريت بخيتة من قبل كاليستو ليجاني الذي كان يشغل آنذاك منصب القنصل الإيطالي في الخرطوم. كان القنصل وعائلته يعاملون بخيتة معاملة حسنة بالمقارنة مع ما عاشته سابقًا، فكتبت عن تلك المرحلة بأن سيدها الجديد كان رجل طيبًا فلم يكن يعرضها للضرب أو الإغتصاب أو الشتائم. بشكل عام خلفت فترة العبودية في جسد بخيتة 144 ندبة رافقتها حتى مماتها.
عام 1885 إندلعت ثورة المهدي في السودان، فإضطر القنصل الإيطالي ليجاني لمغادرة البلاد، فعاد بحرًا مع أسرته وعائلة الميشيلي الصديقة وبخيتة إلى إيطاليا. ومع وصولهم لمدينة جنوة طلبت السيدة ميشيلي من القنصل الإحتفاظ ببخيتة، فتوجهت بخيتة مع أسرة الميشيلي إلى زياجينو إحدى ضواحي ميراتو فينيتو في ولاية فينيسيا. هناك، عهد إلى بخيتة مهمة الإعتناء بطفلة العائلة ميمينا فأصبحت مربيتها وصديقتها المقربة.
بعد ذلك، إمتلك السيد أوغوست ميشيلي فندقًا كبيرًا في ميناء سواكن على البحر الأحمر، فرغبت السيدة ميشيلي الإنضمام لزوجها لمساعدته في إدارة الفندق. وقبلت راهبات من فينيسيا طلب آل ميشيلي بإستقبال بخيتة وميمينا في بيتهنّ لفترة من الزمن. هناك آمنت بخيتة بالمسيحية، وعندما طلبت إليها سيدتها العودة إلى السودان مع ميمينا رفضت ذلك وقررت البقاء مع الراهبات، حيث لم يكن أحد يستطيع إرغامها على العودة بما أنها كانت تقيم في إيطاليا وبالتالي لم تكن تعتبر عبدة بحسب القانون الإيطالي الذي لا يعترف بالعبودية أصلاً.
بعد أشهر عديدة، تلقت بخيتة معمودية سر العماد المسيحي لتصبح مسيحية بشكل رسمي وكان ذلك في تاريخ 9 كانون الأول عام 1890، وأعطي لها إسم جديد وهو جوزفين. وكرست بخيتة حياتها بالكامل للخدمة الكنسية في تاريخ 8 كانون الأول عام 1896، وذلك في مؤسسة القديسة المجدلية في كانوسا “بنات الرحمة والإحسان”. وفي عام 1902 إنتقلت جوزفين بخيتة إلى شيو حيث قضت هناك أكثر من خمسين سنة من الخدمة في بيت الراهبات، وكانت بخيتة محبوبة في تلك المنطقة فكان الجميع يناديها بالأم السوداء الصغيرة. في شيخوختها، أصيبت بخيتة بالمرض، ورقدت في الرب يوم 8 شباط 1947. في تاريخ 17 أيار 1992 أعلن البابا يوحنا بولس الثاني جوزفين بخيتة كطوباوية، وأ قديسة في الأول من تشرين الأوّل 2000 .