تركز منظمة الصحة العالمية وعدد من المؤسسات الأخرى على مناهضة جريمة تشويه الأعضاء التناسلية “ختان الإناث”، من خلال التوعية والتذكير بخطورة الأمر، وقد تم تحديد اليوم السادس من شباط للحديث عن هذا الفعل الذي تناهضه كثير من الدول حاليا، ومنها مصر.
كما وتركز منظمة الصحة العالمية على دول إفريقية، لإنتشار هذه الجريمة فيها، مثل غينيا وكينيا والصومال؛ لدراسة فعالية حزمة الأنظمة الصحية للوقاية من تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والرعاية.
وفي إفريقيا، تنتشر قصص النساء المناهضات لهذه الأفعال التي تشوه الأعضاء التناسلية للفتيات الصغيرات، ومنها “نعومي”، وهي فتاة نشأت في قرية ريفية صغيرة شمال كينيا، حيث يؤمن مجتمعها في سامبورو، أن المرأة مكانها في المنزل والرعي البدوي أسلوب حياتهم، وترتبط قيمة الفتاة بالزواج والماشية التي تجلبها للأسرة، بحسب موقع مؤسسة “أسانتا أفريكا”.
يُذكر أن 86% من فتيات ونساء سامبورو تعرضن في كينيا لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وتتراوح أعمارهنّ بين 15 و49 عامًا، وتتذكر “نعومي” طفولتها عندما رأت العديد من الفتيات الصغيرات في قريتها تتعرضن للختان والزواج بالإجبار، ورغم هذه الصعوبات، تمكنت من إنهاء دراستها، وعملت معلمة في مدرسة كيتابور الإبتدائية على بعد 4 كيلومترات فقط من قريتها.
وتؤمن “نعومي” -على حد قولها- بأن التعليم هو السبيل الوحيد لمكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والزواج المبكر، بصفتها معلمة، وتعمل يوميًا على توعية طلابها وعائلاتهم بأضرار هذه الممارسات، وتشجعهم على إتباع مسار مختلف، وهي ملتزمة الآن بمساعدة الفتيات الأخريات على فعل الشيء نفسه.
وعبّرت “نعومي” عن أسفها للتأثير الذي أحدثه وباء “كورونا” على الفتيات في قريتها، موضحة أنه قد عرض الكثيرات للختان والزواج القسري. وفي الآونة الأخيرة، تمكنت “نعومي” – بمساعدة معلمة أخرى ورئيس المنطقة – من مساعدة فتاتين على الهروب من هذا المصير والتسجيل في المدرسة.
وتواجه “نعومي” كثيرًا من التحديات والصعوبات من كبار السن في قريتها لمخالفتها التقاليد، وتتعرض للسخرية والتهديد، لكنها تواصل الكفاح من أجل الفتيات وحقهن في العيش من دون عنف وتمييز، وتلك الممارسات التي تسبب لهنّ الأذى بغض النظر عن التقاليد، وتقول: “لا شيء يمكن أن يوقف شغفي بتعليم الفتيات الصغيرات من حولي وإنقاذهنّ”.