لم يكتسب خل التفاح شهرته عن غير حق؛ فهو فعال جدًا لصحتنا. يُستخدك خل التفاح للحالات التالية: وزن زائد، روماتيزم، زكام حاد، رشح ، مشاكل في الهضم.

كشفت مدام دو سوفيني، في بلاط لويس الرابع عشر، عن سرّ رشاقتها وصحتها: “كوب من الماء مع الخل قبل كل وجبة أمر ضروري لنسمح لأنفسنا بتناول الشوكولا…”. في الخمسينات صنّف طبيب أميركي وهو الدكتور جارفيس العلاجات الشعبية في إحدى مناطق الولايات المتحدة حيث يُعمّر السكان مع الحفاظ على صحة جيدة. بعدئذ، جرّب هذه الوصفات على آلاف الأشخاص. احتل خل التفاح (مع العسل) قمة لائحة أفضل المنتجات الطبيعية. وأدى نشر هذه النتائج ونجاح كتاب الدكتور جارفيس إلى مضاعفة بيع خل التفاح. ومنذ ذلك الحين، أظهرت دراسات أخرى منافع هذا الدواء، أي هذا الغذاء البسيط والبخس الثمن!

كيف نتناول خل التفاح

يمكن أن نتناوله طبعًا في الصلصة المعدّة من الخل وزيت الزيتون، ولكن بعض الأشخاص لا يتحملون حموضة الخل. الحل الأبسط لا سيما حين لا نتناول السلطة بانتظام، هو أن نتناول ملعقة كبيرة في كوب من المياه الباردة أو الفاترة. اشربي هذا المزيح ثلاث مرات في اليوم، وليكن الكوب الأول في الصباح قبل تناول أي طعام، والكوبين الآخرين قبل الوجبات أو أثناءها. إذا كنت حساسة على حموضة الخل، فملعقة صغيرة في كوب من الماء تكفي.

من الألف إلى الياء

يحتوي الخل على العديد من المعادن والفيتامينات Cو  B1و  B2 و B6و  B12) فضلا عن حمض الخليك acetic acid

الخل مفيد لكل من إلتهاب اللوزتين، الإسهال، عسر الهضم، الفواق، داء الشقيقة، مشاكل الجلد، روماتيزم، رشح، زيادة الوزن… ويدعي البعض أن الخل مفيد حتى في العقم! إنّ استعمالات خل التفاح لا تعدّ ولا تحصى واللائحة لا تنفك تطول. تجدر الإشارة إلى أنه لا يعيد التوازن إلى الجسم وحسب بل يُعقّم ويكافح البكتيريا بفعالية كبرى.

من ناحية أخرى، يحاول الباحثون أن يحددوا ما إذا كان خل التفاح مثيرًا للإهتمام في مكافحة ترقق العظام والكولسترول.

النحافة

يعمل خل التفاح كقاطع للشهية ومنظم، فيما يعيد إلى الجسم التوازن على مستوى العناصر الغذائية.

يفكك الخل الكولاين الذي يحبس الدهون في الأنسجة، بمعنى آخر، يزيل الحواجر التي تحول دون التخلّص من الدهون.  عندما تطلق الدهون، تتعرّض لتأثير الخل المطهّر. فينشط أنزيم الفوسفوليباز A الذي يهضم الدهون المركبة. من بين المعادن التي نجدها في خل التفاح، البوتاسيوم المعروف بخصائصه المدرة للبول وبتأثيره الذي يطلق السوائل من الأنسجة المحتقنة. إذا يعمل الخل كمحطم للدهون ولاحتباس المياه على حد سواء.

قاطع طبيعي للشهية

نجد في خل التفاح أيضا الدباغ والبكتين، بكتين التفاح الشهير، وهو قاطع طبيعي للشهية. في الواقع، تؤثر هذه المواد في الأغشية المخاطية الهضمية العليا (الفم، البلعوم، المعدة) التي ترسل إلى الدماغ رسالة شبع. بالتالي، لا يدوم الإحساس بالجوع طويلا كما نأكل أقل طبعًا.

التهاب اللوزتين وألم الحنجرة

للتخلص من آلام الحنجرة، يكفي أن تمزجي ملعقة صغيرة من خل التفاح في كوب من الماء. يتغرغر المريض مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم قبل ابتلاع المزيج. فوجئ الدكتور جارفيس بنتائج هذه الطريقة السهلى للغاية: “تفاجأت حين علمت أنّ هذا العلاج قادر على أن يخلّص المريض من ألم الحنجرة والبكتيريا المسببة له في غصون 24 ساعة”. أكدت الفحوصات المخبرية هذا الاستنتاج.

اعتلال مفصلي وروماتيزم

لتخفيف تيبّس المفاصل وآلامها، يظهر العلاج نفسه، أي خل التفاح في كوب من الماء، فاعلية كبرى. بيد أن خل التفاح يلعب هنا أيضًا دورًا منظمًا للتوازن الحمضي القلوي في الجسم: إذا تجاوزت قلوية السائل خارج الخلايا المستوى العادي، يترسب الكالسيوم في الأنسجة. يحول خل التفاح، بفضل حموضته وبنسبة البوتاسيوم فيه، من دون تكدّس الكالسيوم على جدران الأوعية الدموية في الأنسجة الأخرى.

داء الشقيقة (الصداع النصفي)

لاحظ الدكتور جارفيس أن ثمة علاقة بين داء الشقيقة والتوازن الحمضي – القلوي في البول. وقد كتب:”شفاء الشخص الذي يعاني من داء الشقيقة يرتبط بالسيطرة  على الأسباب المختلفة التي تثير ردّ الفعل القلوي. لا بدّ من زيادة الجرعة اليومية الضرورية من الحموضة عبر علاج بخل التفاح، وهو علاج سهل وفعال في آن”. أما الوسيلة الأخرى للإستفادة من منافع الخل لا سيما في علاج داء الشقيقة فهي العلاج بالبخار. يُنصح بتسخين كمية من المياه مع الخل في قدر ومن ثمّ تننشق البخار 75 مرة في اليوم.

تعب فكري وجسدي

تشير دراسة أميركية إلى أن الأشخاص المسنين الذين يعانون من ضعف في الذاكرة أو من ضعف عام، لم يستعيدوا قدراتهم الذهنية وحسب بل شهيتهم وحبهم للحياة أيضًا. ينصح بعض الأطباء بهذا العلاج للنساء الحوامل، مع احترام الجرعة المعتادة أي ملعقة كبيرة في كوب من الماء، ويؤكدون أنّ هذا العلاج يجعل أمهات المستقبل أكثر قوة وأقل عرضة للغثيان فيما يولد الطفل أكثر قوة ويكون حليب الأم أكثر غزارة.

حل مثالي مع العسل

يقترح الدكتور جارفيس الذي أجرى دراسات عديدة على الخل والعسل هذه الوصفة البسيطة جدًا: امزجي كمية متساوية من العسل والخل. يبدو أن كل واحد من هذين الغذائيين “الدواء” يقوي مفعول الآخر.

علاج هانسن: ثمة دراسة تركت صدى واسعًا: إنه العلاج المنحف الذي وضعه م. هانسون وفي ما يلي مبادئه الثلاثة:

– تناولي 40 مل من خل التفاح قبل كل وجبة (أي ملعقة كبيرة مع كل وجبة)

– اتباع نظام غذائي بسيط: الإستغناء عن الأطعمة المكررة (خبز أبيض، كورن فليكس، بطاطا، عصير فواكه جاهزة، إلخ…)،

– خفضي نسبة الأطعمة المحلاة وكميّة الملح.

– النتيجة: بعد 10 أيام من العلاج، ستنطلق عملية خسارة الوزن ببطء، لتصل تدريجيًا  إلى كيلوغرام واحد في الشهر على مدى 6 إلى 9 أشهر. مفعول هذا “الريجيم” يدوم.

لا تفرطي في تناول الخل

يهاجم الخل ميناء الأسنان ويمكن أن يتسبب بحموضة في المعدة. لكن، هذه المشاكل تصبح نادرة مع الجرعة المنصوح بها ومع تذويب الخل في الماء، خصوصًا إذا كنت تغسلين أسنانك بعد تنناول الطعام وتشربين الخل مع الماء قبل الوجبة أو أثناءها. أما إذا كانت معدتك حساسة أو تعانين من نخر وتسوّس في الأسنان فاختاري علاجات أخرى طبيعية تناسب ومشاكلك. وثمة الكثير منها!