معروف منذ الأزل بأنه مثير للرغبة الجنسية ويُنصح به اليوم لتسهيل الهضم…
كان الزنجبيل وحتى القرن الثامن عشر يُستخدم بدلا من البهار في أرياف الهند والصين. بعدئذ، رأى القرويون الفقراء أنّ استخدام البهارات بدلا من الزنجبيل دليل ترف، فعمدوا إلى استخدامها مقلدين بذلك الأغنياء. وهكذا بدأ استخدام الزنجبيل يتراجع…
جذور غريبة
إنّ مصدر الزنجبيل هو الهند والصين وهو يزرع في مناخ مداري ورطب. إنها نبتة معمّرة ذات جذور غير متناسقة تننتهي بأغصان كبيرة خضراء كثيرة الورق. لا يعطي الزنجبيل ثمارًا ما يعني ما يعني أنّ ما من بذور وبالتالي فإنه يتكاثر عن طريق الإكثار الخضري. ويُقطف الجذور بعد الإزهار فيُقتلع ويُغسل ثمّ يُترك حتى ييبس.
نجد الزنجبيل الطازج على شكل جذور كبير ذي قشور، يتراوح لونه بين الأصفر والبني ويشبه رجلا صغيرًا إلى حدّ غريب. يذكرنا طعمه بالبهار وبالحامض في الوقت عينه.
يدفئ ويُهضّم
يُستهلك الزنجبيل عادة كتابل. تساعد زيوته العطرية على الهضم وتهدئة المغص. تساهم عناصره الفاعلة في إعادة التوازن إلى إفرازات الصفراء وفي التخلّص من انتفاخ البطن كما تسكن الغثيان الذي يعاني منه البعض بعد الخضوع للجراحة أو الذي تعاني منه النساء الحوامل. ويقي الزنجبيل منن الدوران الناجم عن استخدام وسائل النقل البرية والبحرية والجوية. ويحمي جهاز القلب والشرايين وهو أكثر فاعلية من الثوم والبصل بحسب بعض الكتاب. يخفف الزنجبيل آلام الروماتيزم عبر كبح بعض المواد التي ينتجها الجسم وتسبب الإلتهابات. إنّ مستخلص الزنجبيل منشط جيّد للتخلّص من إفرازات الشُعب الرئوية. لكن، وعلى غرار كافة التوابل، ينبغي عدم المبالغة في استخدامه إذ من شأنه أن يُهيّج المعدة ويتسبّب باضطرابات في البول.
تابل، مطيّب ومنكّه
بفضل الولع بالمطابخ الأجنبية، أصبحنا نجد الزنجبيل في الأسواق وفي المحال التجارية. وهو متوافر على مدار السنة. اختاريه أملس وغير ذابل. يُفضل أن تشتريه بكميات قليلة لأنه يجفّ بسرعة كبيرة. احفظيه في مكان بارد إنما ليس في الثلاجة، كما يُمكن حفظه فيي الماء المملح. ويُباع أيضًا الزنجبيل على شكل مسحوق بودرة، وزيت عطري وصبغة.
تابل حارق
أتذكر حين تذوّقتُ الزنجبيل المحفوظ في السكر للمرّة الأولى، خيّل إليّ أني أكلتُ حبّة سكاكر بالبهارات كتلك التي تُستخدم في الخدع. إذا لم تعتادي على تناول الزنجبيل، فأنصحك بتناوله مطبوخًا لتعتادي على الطعم. فطعم الزنجبيل المحفوظ في السكر كالصابون بالنسبة إلى الذين لم يعتادوا على هذا الطعم!
إذا كان الزنجبيل نيئًا فيمكنك تقطيعه إلى قطع رفيعة لتزيين السلطات المعدّة من صدر الدجاج والبرتقال والفستق المفروم. ويُمكنك استخدام الزنجبيل المبشور لتنكيه التحليات والمشروبات الساخنة أو الباردة. وهو يتماشى جيدًا مع البطيخ الأصفر (الشمام)، والدراق (الخوخ)، والموز، والاجاص (الكمثري)، والشاي أو الشوكولا الساخن.
ويُنكّه الزنجبيل المطبوخ الصلصات والسمك والدواجن والخضار المقلّبة على النار في المقلاة. وتُعطّر به أيضًا المربيات والحلويات كالكعك بالبهارات. يشيع استخدامه في إعداد السكاكر أو الفواكه المجففة، فالطعم الحلو يخفف من نار التابل. يظهر عطره وتبرز نكهته أكثر عندما يُجفف ويُطحن.
مثير للرغبة الجنسية
يُعتبر الزنجبيل ترياقًا، وهو معروف منذ عقود بقدرته على تحسين الأداء الجنسي. فعلى غرار التوابل كافة، يعمل الزنجبيل عند تناوله بكميات صغيرة على تدفّق الدمّ إلى الأعضاء ما يترافق مع هبات حرارة تؤدي إلى زيادة الرغبة الجنسية. في السنغال، تضع النساء حزامًا من جذور الزنجبيل لتنشيط قدرات أزواحهنّ الجنسية. واسمه في الصين مرادف للرجولة.
فطيرة الخضار
قطعي كميّة كبيرة من الخضار قطعًا مستطيلة الشكل (كوسا، جزر، لفت، خيار، كراث،إلخ…) ثمّ ضعيها على النار في وعاء مغطى مع القليل من زيت الزيتون وشرائح الزنجبيل الرقيقة والبهار وبعض حبوب الهال ورشة من بهار الكاري. صفّي الخضار ثمّ اطهيها في صينيّة التارت بعد أن تضعي في قعرها بعض أوراق الملفوف.
الزنجبيل المحفوظ
المقادير لستة أشخاص: 250 غ من الزنجبيل، 300 غ من السكر، 400 ملل من الماء. قشري الزنجبيل وقطعيه ثمّ ضعيه ثمّ ضعيه لبضع دقائق في المياه المغلية. بعدئذ، صفيه واتركيه يبرد. ضعي الماء على النار مع السكر حتى يغلي ثم ارفعي الشراب عن النار وغطسي الزنجبيل فيه. في اليوم التالي، اخرجي قطع الزنجبيل. ضعي الشراب على النار ودعيه يغلي من 3 إلى 4 دقائق. أضيفي الزنجبيل مجددًا حتى يُصبح الشراب سميكًا ولزجًا. يُعتبر الزنجبيل محفوظًا في السكر عندما يُصبح نصف شفاف.