يحتوي الإجاص على نسبة جيدة من الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية لسلامة الجسم كالفيتامين E الضروري لسلامة القلب والدورة الدموية، ففي الحصة الواحدة منه أي ما يوازي حبة متوسطة الحجم من الإجاص 0.9 ملغ من الفيتامين E، كما يحتوي على نسب لا بأس بها من الفيتامين A بصورة بيتاكاروتين والفتامين C ومجموعة الفيتامينات B، اما من الأملاح المعدنية فهو يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم (225 ملغ في الحصة) والحديد والفوسفور والكالسيوم والزنك.
كما يحتوي على الألياف بنسبة كبيرة (3.7 ملغ من الحصة) وأهمها البكتين وألياف الليجين lignine وهذه الأخيرة هي التي تميّز الإجاص وتضاعف من قدراته على التخلص من الكولسترول.
ومن العناصر المهمة التي يحتوي عليها الإجاصعنصر البورون Boron الذي تشير إليه الدراسات ودوره الفعال في حفظ سلامة العظام والمفاصل وأيضًا الدماغ!
الإجاص أنواعه كثيرة، متفاوتة في الطعم واللون والشكل، فمنه الأصفر والأحمر والأسود ومنه الكبير والصغير.
وحين نذكر الإجاص سريعًا ما يتبادر إلى ذهننا الأخ الشقيق له أي التفاح إذ إنّ هذا الأخير يشبهه إلى حدّ بعيد في الشكل والفائدة إلا أنّ الإجاص أغني منه في محتواه من الفيتامينات والمعادن.
الإجاص المحارب للكولسترول
قد يظن الكثيرون أن الإجاص أشبه بالتفاح مما هو بكوب من حبوب الفاصولياء…ما الرابط بين هذا وذاك؟
إنّ الإجاص كما الفاصولياء يحتوي على نوع خاص من الألياف ذات الفعالية الكبيرة في التخلص من الكولسترول وخفض مستواه في الدم. فالإجاص يحتوي على الليجين lignin، وهي نوع من الألياف غير قابلة للذوبان insoluble fiber تساعد بشكل خاص على دفع الكولسترول خارج الجسم، فهي تلتقط جزئيات الكولسترول في الأمعاء الدقيقة قبل أن يتمّ جذبها إلى مجرى الدم، ولأنها أي ألياف الليجنين، لا تخترق جدار الأمعاء، فإنها تذهب مباشرة إلى الخارج آخذة معها الكولسترول الضار، وهي بذلك تقلّد فعل أشهر الأدوية المنخفضة للكولسترول أم أن الصحيح أنه هو الذي يقلدها!
تقول د. كامير البروفسور المسؤول في قسم التغذية في جامعة ماين Maine في أورونو Orono إنه بسبب الليجينين يعتبر تناول الإجاص على نحو منتظم عاملا هامًا في تخفيض مستوى الكولسترول وإنه بحسب قول الدكتورة كامير ليس هناك الكثير من الفواكه التي تماثل الإجاص في محتواه من اللجينين.
كما يحتوي الإجاص أيضا على نوع آخر من الألياف يدعى البكتين Pectin هو من الألياف القابلة للذوبان تذوب في الأمعاء مكوّنة مادة لزجة gel – like وهذه المادة هي التي تضاف عادة للعصائر والمربيات كي تساعدها على أن تجمد وتصبح هلامًا. Jelly
ويتحول البكتين في الأمعاء إلى مادة تشبة الهلام بعد امتصاصه لمقادير كبيرة من الماء، ما يمنع بالتالي من عبور الكولسترول والأملاح الصفراوية من داخل الأمعاء إلى مجرى الدم.
الإجاص والتنحيف
إذا جمعنا الألياف الموجودة في إجاصة واحدة نحصل على 4 غرامات من الألياف، وهذا يوازي تقريبًا ما نحصل عليه من تناول وجبة صباحية من الحبوب الكاملة مثل رقائق الشوفان أو مافن معدّ من نخالة القمح، من هنا فإنّ تناول إجاصتين فقط يؤمّن 32% من الحاجة اليومية للألياف.
والألياف ضرورية لا بل أكثر من ضرورية في أي نظام غذائي منحف، لأنها أولا فقيرة بالسعرات الحرارية، وثانيًا تمنح الإحساس بالشبع، وثالثًا تساعد على التخلّص من الكولسترول ورابعا تساعد على الهضم.
الإجاص وإضطرابات الجهاز الهضمي
يوصف الإجاص في معالجة إضطرابات الجهاز الهضمي ككل، فهو حاوٍ للبكتين Pectin وهي ألياف قابلة للذوبان، تدخل في تركيب العديد من أدوية معالجة الإسهال لدى الصغار والكبار.
أما في حالات الأشخاص المصابين بالإمساك فإن غنى الإجاص أيضًا بالألياف غير قابلة للذوبان، يساعد على امتصاص كميات كبيرة من الماء وتسهيل عبور الفضلات وبالتالي التخلّص من مشكلة الإمساك المستعصية وكل ما ينتج عنها من مشاكل كالبواسير والتشقق وغيرها…
كما يؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة الإصابة بسرطان القولون، نتيجة تسريع عبور الفضلات وبالتالي منع تماس المواد المسرطنة والمهيّجة للغشاء الداخلي للمعدة والامعاء لمدة طويلة من الزمن.
الإجاص مقوّ للعظام!
في العادة لا نفكر بالإجاص كمقوّ للعظام إلا أنه يحتوي على عنصر البورون Boron الذي بينت الدراسات الحديثة أنه من العناصر الأساسية لسلامة جسم الإنسان، وأن له دورًا مهمًا في حفظ العظام والمفاصل سليمة وقوية. وهذا له الأثر الأكبر وخصوصًا لدى النساء اللواتي بلغن سنّ اليأس ويخشى عليهنّ من الإصابة بترقق العظام Osteoporosis
وإذا عرفنا أنّ هذا المرض يؤدي إلى 300000 حالة إصابة بكسر في الورك و700000 إصابة بكسور في العمود الفقري و250000 إصابة بكسور في عظام مرفق اليد كل سنة من الولايات المتحدة الأميركية، لأدركنا أهمية الوقاية منه وأخذ كل الإحتياطات اللازمة في هذا الشأن.
في دراسة أجريت على عدد من النساء اللواتي بلغن سنّ اليأس، حيث خضعن لنظام غذائي فقير بعنصر البرون (في حدود 0.20 ملغ يوميًا) لمدة 119 يومًا ثمّ بعد ذلك مكملا غذائيًا على شكل أقراص عيار ملغ من البورون يوميًا لمدة 48 يوميًا.
وقد تبيّن فيما بعد أن النساء عانين من خسارة متزايدة للكالسيوم والمغنيزيوم من أجسامهنّ في أثناء تناولهنّ هذا النظام الغذائي الفقير بالبورون. أما حين أضيف البورون إلى غذائهنّ فقد توقفت خسارة الجسم للكالسيوم والمغنيزيوم في البول بصورة لافتة. واستنتج الباحثون أنّ إضافة عنصر البورون بكميات كافية (3 ملغ يوميًا) إلى الغذاء له تأثير لافت في الوقاية من خسارة الكالسيوم وترقق العظام لدى النساء في سنّ اليأس.
لذلك، فهو يوصف كمكمّل غذائي لتدعيم صحة وسلامة العظام والمفاصل خصوصًا لدى السيدات.
وتحتوي الإجاصة الواحدة على 0.3 ملغ من البورون وبما أن الحاجة اليومية للبورون هي 3 ملغ لحفظ العظام سليمة وكذلك الذهن فإن تناول 5 حصص يوميًاعلى الأقل من الفاكهة والخضار المتنوعة بما فيها الإجاص يؤمن بالطبع احتياج الجسم من البورون.
الإجاص مقوّ للذاكرة
ما هو غير معروف عن الإجاص أنه مقوّ للذاكرة والتركيز وذلك بسبب غناه بمادة البورون. ففي دراسة أجريت على الإنسان خضع المشاركون أولا لنظام غذائي فقير بعنصر البورون ثمّ أعقب ذلك إعطاءهم البورون كمكمّل غذائي بمقدار 3 ملغ يوميًا، أظهرت فحوصات النشاط الكهربائي للدماغ تحسنًا ملحوظًا في نسبة الوعي والتيقظ والتفاعل مع المحيط، كما لوحظ أيضَا تحسن لافت في القدرة على التركيز والذاكرة بعد إضافة البورون إلى الغذاء.
والمهمّ أننا لسنا في حاجة إلى كميات كبيرة من البورون لنحصل على عظام متينة وذاكرة قوية، بل يكفي لذلك مقدار 3 ملغ يوميًا أو ما يعادل 5 – 6 حصص من الفاكهة وأهمها الإجاص، الذي تحتوي الواحدة منه 0.3 ملغ من البورون.
كيف تحصلين على أفضل النتائج؟
– يجب تناول الإجاص من دون نزع قشرته الخارجية فأكثر الألياف المفيدة موجودة في القشرة، وبهذا نحصّل الفائدة المرجوة من تخفيض مستوى الكولسترول في الدم.
– يجب تناول الإجاص طازجًا وذلك للإفادة من كل الفيتامينات والمعادن الموجودة فيه.