منذ أكثر من أربعين عاما، ويُعتبر استهلاك كمية كبيرة من الملح أمر سيء ومضرّ في الصحة، إذ إنه يؤدي إلى التكاسل عن أداء الأنشطة الرياضية، وزيادة ضغط الدم.
في هذا السياق، وبعد القيام بالعديد من الفحوصات على ما يتجاوز الخمسمائة شخص بخصوص تناول الملح، أثبت كاتب بإحدى المجلات الإنجليزية المتخصصة في المجال الطبي Open Heart ، بأنه لم يتوفر لديه أي مؤشرات طبية بأنّ استهلاك كميات محدودة من الملح أمر ضروري للمحافظة على الصحة.
ولكنه أشار إلى أنّ هذا الأمر قد يتسبب في مواجهة “الأنسولين” وارتفاع نسبة الدهون بالجسم ما قد يعرّض الشخص إلى العديد من المشاكل الصحيّة، خصوصًا وأنّ جسم الإنسان يرتكز على معدن أساس هو الملح نظرًا إلى وظائفه المتعددة، ويؤثر على مستوى ضغط الدم وعملية نقل نبض العصب، كما أنه من المهم أيضًا المحافظة على مستوى “الصوديوم” في الدم.
من جهتها، أثبتت دراسة جديدة أجريت على روّاد فضاء روس في ظروف تناسب السفر إلى الفضاء، نقلتها صحيفة “نيويورك تايمس”، بأن تناول الكثير من الملح جعلهم أقل عطشًا ولكن أكثر جوعًا إلى حدٍ ما فقد أظهرت تجارب متتالية أجريت على الفئران، أنها أحرقت مقدارًا أكبر من السعرات الحرارية عندما تناولت المزيد من الملح، وزادت كمية طعامها بنسبة 25%. وقد عارضت هذه الدراسة التي نشرت في مجلة “كلينيكال إنفيستغيشنز” ما هو متعارف عليه طبيًا بأن تناول الكثير من الملح يؤدي إلى زيادة العطش. وأظهرت بأنّ كميات كبيرة من الملح تساعد في تقليص الوزن، ما أذهل الأطباء المتخصصين بمشاكل الكلى.
أصل نظرية “الملح مضرّ بالجسم”
يعود أصل نظرية “الملح مضرّ بالجسم” إلى رأي قديم، إذ إنّ استهلاك كميات كبيرة من الملح قد تسبب بزيادة في معدلات الضغط الدموي ولكن الأفكار القديمة أغلبها كانت تقوم على أساسيات غير صحيحة، وذلك لأنناعندما نتناول الملح قد نحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء ويضاعف هذا الأمر معدلات الدم ما قد يسبّب الضغط ويُعرّضه للعديد من العلل الطبية الخطرة.
وإذا كان هذا الكلام عقلانيا عندما ننظر إليه بغير تدقيق أو فحص علمي ودراسات عديدة، إلا أنّ النظريات العلمية الحقيقية تشير إلى عكس ذلك حيث تدلّ الدراسات المختصة في المجال الطبي إلى أن أربعة أخماس المصابين بالضغط الدموي، ليس السبب الرئيس في إصابتهم بالضغط الدموي هو كثرة استهلاك الملح عن المعدل المفترض تناوله.
وتجدر الإشارة إلى أن تلك الطريقة التقليدية من التفكير تمتد إلى قرن من الزمن وكانت تلك النظرة نتيجة خطأ في تشخيص الحالات من قبل بعض الأطباء في فرنسا.
أما بالنسبة إلى الكمية المناسبة لتناول الملح فيجب ألا تتخطى ثلاث معالق صغيرة يوميًا.