يقضي غلي الماء على الميكروبات، ما يزيد من صلاحيته للشرب والاستخدام البشري، ولكنه من جانب آخر يسبب تغييرات في تركيبه، ما يجعله غير صالح حتى لتحضير الشاي.
وقد أكد مدير معهد “سيسين” للبيئة البشرية ونظافة الوسط المحيط، الأكاديمي يوري رحمانين، أن غليان الماء يفقده مواد طيارة كثيرة بما فيها الأكسيجن.
لهذا السبب، لا ينصح بغليه ثانية لتحضير الشاي، بل يجب غلي كمية جديدة منه، تحتوي على المعادن والأكسيجن، أي أن جزءا منها سيبقى في الماء بعد الغليان. أما الماء الذي يغلي مرة ثانية فلن يبقى فيه أي “شيء حي”.
من جانبه، أكد العالم الأميركي، بريند ديفي، من جامعة فرجينيا التقنية، على أن غلي الماء ضروري، لأنه يقضي على الكائنات الدقيقة المرضية، لافتا إلى أن غليه ثانية ليس مضرًا، إذا كان نقيًا جدًا، ولكن كقاعدة، فإن الماء الذي يستخدمه الملايين حول العالم يحتوي على الشوائب.
وأضاف: “غلي الماء ثانية يغير بنيته، فنتيجة لعملية التبخر السريعة نتيجة الغليان، يرتفع تركيز الأملاح والمواد المعدنية وغيرها فيه، وهذا بطبيعة الحال ضار بالصحة”.
وأكدت هذا الأمر النتائج التي حصل عليها علماء جامعة هارفرد من تحليل نتائج 27 دراسة علمية، حيث استنتجوا أن غلي الماء ثانية يزيد من تركيز الفلوريد والزرنيخ والنترات.
علاوة على ذلك، فإن مياه الصنبور الذي يستخدمه الناس تحتوي على الكلور. لذلك، يشير عدد من الخبراء إلى أن غلي الماء مرات عديدة قد يسبب تفاعل الكلور مع مكونات المواد الأخرى الموجودة في الماء وتكوين مركبات خطرة على الصحة.