أصبح الأرق مرض العصر، حيث يعاني منه الكثيرون ربما نظرًا لما يتعرضون له من ضغوط طيلة اليوم، أو ربما بسبب إشعاعات الأجهزة الإلكترونية التي تحيط بنا في كل مكان، أو ربما لأسباب متعددة أخرى. في بعض الأحيان لا تأتي الحبوب المنومة بالنتيجة المرجوة، ويظل الشخص متيقظًا طيلة الليل!
يُقدم موقع “ديلي هيلث بوست Daily Health Post، المعني بالشؤون الصحية، وصفة طبيعية تفيد في القضاء على حالات الأرق وتساعد في الحصول على قسط وفير من النوم الهادئ. وهذه الوصفة هي عسل النحل، الذي يصفه الموقع بأنه الحل السحري للنوم العميق. فبالإضافة إلى خواصه الدوائية المتعددة، وقدرته على القضاء على السعال، فقد أثبتت الأبحاث أنّ عسل النحل مفيد جدًا في القضاء على الأرق أيضًا.
فبحسب الدكتور رون فيسيندون، الذي أجرى العديد من الأبحاث عن قدرة عسل النحل في المساعدة على النوم، فإنّ عسل النحل يحتوي على نسبة نموذجية من “الفركتوز” و”الغلوكوز” لدعم الكبد، الذي يعمل من دون توقف، أثناء عملية النوم.
وإليك ما الذي تفعله بك ملعقة أو ملعقتين من عسل النحل الخام في جسمك قبيل الذهاب للنوم، وكيف أنها تساعدك على نوم هادئ وعميق. فعسل النحل يحفز على الدخول في النوم العميق من خلال طريقتين:
– إمداد الكبد بالوقود الكافي: فهو يضمن حصول الكبد على إمداداته الكافية من “الغليكوجين” أثناء الليل. فمعدل “الغليكوجين” الذي يخزنه الكبد للشخص الناضج مع الاختلافات بين الرجال و النساء بحسب الوزن، فهو يتراوح من 75 إلى 100 غرام. ويستهلك الجسم حوالى 10 غرامات من “الغليكوجين” في الساعة (6.5 غرامات يستهلكها المخ، و3.5 للقلب والكلى وخلايا الدم الحمراء).
فحين يتمّ تناول العشاء في حدود السادسة مساء، ثم يذهب الشخص إلى النوم في حدود الحادية عشرة ليلا، فيكون الجسم قد استهلك بالفعل حوالى نصف مخزونه من “الغليكوجين”، ليتبقى النصف الآخر للاستهلاك خلال الثماني ساعات التالية التي يخلد فيها الشخص للنوم.
أما في حال تمّ تناول العسل قبل الخلود إلى النوم، فإن ذلك يعيد تخزين “الغليكوجين” في الكبد بالنسب الكافية لسد حاجة الكبد أثناء ساعات النوم، وفي هذه الحالة لن يوقظك الكبد من النوم بحثًا عن الوقود.
– تعزيز إفراز هرمون النوم: أما ثاني عامل فهو أنّ عسل النحل يزيد من إفراز “الميلاتونين” في المخ… فكيف يحدث ذلك؟ يزيد العسل من مستوى “الإنسولين” في الجسم بدرجة طفيفة. و”الإنسولين” يحفز إفراز “التريبتوفان” في المخ. “التريبتوفان” يتم تحويله إلى “سيروتونين”، والذي يتحول بدوره إلى “ميلاتونين”. و”الميلاتونين”، من جانبه، يعرقل إفراز “الإنسولين”، مما يثبت من معدل السكر في الدم عند المستوى الطبيعي طوال ساعات النوم.
ويسمى “الميلاتونين” بـ”هرمون الصحة”، لأنه يعزز من مناعة الجسم ويعيد بناء الخلايا التالفة أثناء النوم. فهو لن يساعدك في الخلود إلى النوم سريعًا فقط، بل إنه سيساعد في علاج الأمراض سريعًا وستشعر بفارق كبير في اليوم التالي.
– فوائد أخرى لعسل النحل
لا تقف فوائد عسل النحل عند النوم فقط، فهناك العديد من الفوائد لعسل النحل الخام ومنها:
– عسل النحل مضاد طبيعي للبكتيريا ويتميز بخصائصه التي تساعد الجروح على الالتئام سريعًا. وكان يستخدم في الماضي أثناء الحالات الطارئة لقدرته على مقاومة العدوى.
– يستخدم عسل النحل الخام في صناعة بعض الشامبوهات والصابون العضوي، وذلك لخصائصه المحاربة للالتهابات المصاحبة لحب الشباب.
– يُعتبر عسل النحل من العوامل المضادة لمرض السكري، فهو يخفض من مستويات “الغلوكوز” في الدم.