يروي شابٌ أربعيني قصته مع فتاة عشرينية، كان قد إلتقى بها في إحدى الأسواق التجارية في بيروت، حيثُ كان منهمكًا في النظر إلى الثياب عبر الوجهات الزجاجية علّه يجد هدية مناسبة ليشتريها لزوجته في ذكرى زواجهما. فجأة، لمح مرأة برفقة ابنتها التي كانت قصيرة القامة، شعرها أسود، ليست جميلة وإنمّا في مشيتها دلع وغنج وفي لبسها إبتذال مقصود.
وما أن تلاقت نظراته بنظراتها، تحوّلت تلك المشية السوقية إلى مشية راقية وانحدرت حقيبة يدها من أعلى كتفها إلى حدود معصمها لتتماهى بالنساء الراقيات رفيعات المستوى. أما هو، فعلى الرغم من أنه لاحظ هذا التبديل المقصود في التصرف، إلا أنه لم يستطع منع نفسه من إلقاء التحية عند إقترابها منه من دون إزالة نظراته من عينيها. وبطريقة لبقة، اقترح الأربعيني الجلوس في إحدى المقاهي لإحتساء فنجان من القهوة. نظرت الفتاة وأمها إلى بعضهما، وبسرعة البديهة أشارت المرأة إلى ابنتها لقبول الدعوة، قائلة: “في الطابق الأسفل من المنتجع سأشتري فستانًا وأحتاج إلى بعض الوقت… إنتظريني في المقهى…” فنظرت الفتاة إلى الساعة، وقالت لأمها أمام الرجل: “حسنًا، ولكن لا تتأخري أكثر من ثلث ساعة لأنّ لديّ إرتباطات أخرى”. ما لم يكن يدريه الرجل المتزوج، أنّ اللعبة بدأت مع فتاة تدعي البراءة والإحترام، وأنّ أمّها هي رأس الأفعى التي تُدير تفاصيل اللعبة وتدعي أنها غير دارية بشيء.
بدأ الرجل بطرح الأسئلة عن أهلها ودراستها وعملها، ولكن، استطرادًا عندما طرحها سؤال عمّا إذا كانت هي تُحبّ المغامرة في الحياة وإلى أي درجة مجنونة في قراراتها وتصرفاتها، جاءت الإجابة تمهيدًا للعبتها القذرة، إذ أرادت فيه رمي شباكها لإصطياده بصورة مبتذلة. بدأت تُخبر عن حياتها الجنسية مع صديقها، وتدخل في تفاصيل دقيقة عمّا تفعله في الفراش. وبكل وقاحة، بعد طول سيرة عن حياتها الجنسية، تطلبُ مشورته قائلة له إنّها تعتبره منذ تلك اللحظة مقربًا منها كونها ارتاحت بالحديث معه. وتحوّلت الربع ساعة من الحديث إلى ثلاث ساعات من الثرثرة بتفاصيل دقيقة عما تفعله من جنس وفحش بإسم الصداقة الجديدة التي خلقتها بالتنسيق مع أمّها التي إختفت من المجمّع بلمحة البرق، ليُصبح المحروس المتزوّج مجبورًا أن يوصلها إلى بيتها. وإبان تبادل أرقام الهواتف، أصبحت العلاقة تتوطد أكثر فأكثر، وبإسم الصداقة أصبحت الأخبار الجنسية تزداد درجاتها، فزادت خيالات الرجل الجنسية وأصبح يتخايلها بوضعياتها الجنسية، من دون أن يعلم أنّ ما تفعله تلك “القناصة” البريئة هو محاولة منها لتحريك شوهته وممارسة الرذيلة معه، ومن دون أن يدري أنّ الخيانة الفكرية هي أيضًا خيانة بل أسوء، لأنّ الخيانة الجسدية قد تكون نزوة وإنّما الخيانة الفكرية هي مرض تدفع لإختلاق الأكاذيب والـ”سيناريوهات” للخروج من المنزل للإستماع إلى مزيد من الأحاديث الجنسية وللإستمتاع بنشوة تلك الدعارة الفكرية…
مختصر مفيد، كثيرًا ما نسمع في المجتمع عن الطلاق والإنفصال والفتور في العلاقات الزوجية إبّان تدخل أفعى بلباس حمل، يقع فيها زوجكِ نتيجة سيطرة شهواته وأفكاره المريضة في ممارسة الرذيلة ليس معكِ أنتِ وإنما مع أخرى مستعدة أنت تُطفئ غريزته بـ”بلاش” حتى كي تُنغص عليكِ حياتكِ وسكينتكِ… هذه هي قناصة الرجال يا عزيزتي، نعم، قناصة الرجال، ولكن أيضًا إنتبهي بمن ترتبطي وتتزوجي، لأنّ الصفات الحلوة تكون متكاملة في الشخص كما الصفات السيئة. فالإنسان الوفي، كبير الشأن، ولديه الكثير من الكِبر وعزة النفس، لن يكذب عليكِ كي يخرج لملاقاة أخرى يعرف جيدًا ضمنيًا في نفسه بأنها لعوب… فالإنسان الخائن حقير وضعيف النفس، لذلك، إحرصي جيدًا على إختيار النبيل بأفكاره وأفعاله، ولا تنسي أنّ هناك من تلعب دور قناصة الرجال… فهي تلك المنفصمة الصغيرة اللعوب…