1.7K
قد تكون جداتنا عرفن عن مزايا مياه الأمطار بصورة غريزية قبل إكتشاف العلم بأنّ المطر يمكن أن يكون مصدرًا وفيرًا لفيتامين B12.
في هذا السياق، أكدت أخصائية التغذية في جامعة سيدني جيزيل براند أنّ العديد من الكائنات الحية التي توجد في الطبيعة يمكن أن تنتج فيتامين B12، لافتة إلى أنّ مياه الأمطار ليست مياه نقية.
وأشارت إلى أنه عندما تتساقط مياه الأمطار في الهواء وتغسل الأسطح، يمكن أن تعلق الكائنات الحية بداخلها، مؤكدة أنه يمكن لهذه الكائنات الحية أن تنتج فيتامينB 12 كمنتج ثانوي لعملية الأيض.
والفيتامين B12 يُعدّ مهمًا لصحّة الجسم، فهو ضروريٌ لتكوين خلايا الدم الحمراء، وإنتاج الحمض النووي الصبغي (DNA)، كما أنَّه يُساهم في تكوين الخلايا وأيضها والوظائف العصبية. ويمكن أن تنشأ مجموعة من الأعراض والمشاكل الجسدية والنفسية نتيجة نقص فيتامين B12؛ حيث إنَّه يلعب دورًا مهمًا في إنتاج خلايا الدم، لذلك فإنَّ إنخفاض مستوياته يسبب نقصًا في خلايا الدم السليمة التي يحتاجه الجسم للحصول على الأكسجين الكافي، والمحافظة على صحته. كذلك، يعتبر هذا الفيتامين من الفيتامينات المركّبة التي تساعد في الوقاية من سرطان الثدي. في الواقع، يعمل فيتامين B12 مع حمض الفوليك على المساعدة في التقليل من خطر الإصابة بهذه الأورام الخبيثة. وقد أوضحت بعض الدراسات إلى أنّ النساء اللواتي يتناولن بعد إنقطاع الطمث، مستويات قليلة من فيتامين B12 وذلك ضمن نظامهنّ الغذائي، هنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
ولذلك، يُمكن إعتبار ماء المطر فيه منافع على صحة الإنسان، إذ إنّ هيئة البيئة الألمانية أوصت بإستخدامه لريّ الزهور والأشجار والفاكهة والخضروات. كما يمكن إستخدام هذا الماء في التنظيف في المنزل وربما تخزينه في المخازن وإستخدامه في المراحيض أو للغسيل في ظروف معينة، مع الإشارة إلى وجود بعض المخاطر المتعلقة بمدى نظافة هذا الماء وخلوّه من الجراثيم والبكتيريا حيث يمكن أن تصل إلى الملابس. لذلك، يجب معالجة ماء المطر بإستخدام التقنية المناسبة قبل شربه تفاديًا للميكروبات والجراثيم التي تختلط بماء المطر.
ويبقى السؤال إن كان ماء المطر يحمي فعليًا من سرطان الثدي أم أنّ الأمر ما زال معالجًا ضمن فئة النظريات التي قد يتمّ دحضها في المستقبل؟