يستهلك سكان العالم أكثر من 160 مليون كيس من القهوة في السنة. وعلى الرغم من أن المشروب أكثر شيوعا لزيادة الطاقة، إلا أنه قد يكون صحيًا أيضًا ويساعد في إنقاص الوزن.
وقد قالت إختصاصية التغذية في Preg Appetit آشلي شو، إنه عندما تستهلك القهوة بإعتدال ومن دون الكثير من المحليات المضافة، يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن وتكون مفيدة للصحة العامة.
وتحتوي القهوة على عناصر غذائية مثل النياسين والبوتاسيوم والمغنيسيوم ومضادات الأكسدة، التي يمكن أن تحسن صحة الجهاز الهضمي، وتدعم وظائف العضلات، وتؤدي إلى صحة قلب أفضل. كما أنها تحتوي على مادة الكافيين التي تعزز الطاقة وتقلل من حساسية الإنسولين وتعزز فقدان الوزن.
وفيما يلي بعض الفوائد المتعلقة بالصحة وفقدان الوزن لهذا المشروب المعزز للطاقة:
أولا، إنّ القهوة السوداء مشروب منخفض السعرات الحرارية: يرتبط فقدان الوزن بنقص السعرات الحرارية، الذي يحدث عندما تستهلك سعرات حرارية أقل مما تحرقه. وتتمثل إحدى الطرق الشائعة للمساعدة في تحقيق عجز في السعرات الحرارية في إستهلاك سعرات حرارية أقل من السعرات الحرارية المعتادة. وتعدّ القهوة السوداء مشروبًا مثاليًا للشرب بهدف فقدان الوزن، بحيث تحتوي على أقل من 5 سعرات حرارية لكل حصة أي بمعدل كوب واحد. ومع ذلك، فهي منخفضة السعرات الحرارية فقط إذا شربتها سوداء.
وقالت شو إنه في الوقت الذي تكون فيه القهوة السوداء منخفضة السعرات الحرارية، فإنها يمكن أن تصبح عالية السعرات الحرارية والسكر والدهون بسرعة عند إضافة أنواع مختلفة من الحليب والسكريات.
ثانيًا، يعزز الكافيين التمثيل الغذائي: التمثيل الغذائي هو العملية التي يقوم فيها الجسم بتفكيك العناصر الغذائية وإستخدام السعرات الحرارية للأطعمة طوال اليوم. والكافيين، المنشط الموجود في القهوة، هو أحد المواد القليلة التي قد تزيد من معدل الأيض الأساسي (BMR)، والمعروف أيضًا بإسم المعدل الذي تحرق به السعرات الحرارية أثناء الراحة.
وقد وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2018 أن المشاركين الذين شربوا مقاييس مختلفة من القهوة على مدار شهرين كانت لديهم نواتج أيضية أكبر، وهي نتاج عملية التمثيل الغذائي. وسيسمح لك التمثيل الغذائي الأعلى أو الأسرع بحرق المزيد من السعرات الحرارية أثناء الراحة أو أثناء النشاط البدني، ما قد يساعد في فقدان الوزن.
وأكدت شو أنّ هناك مجموعة متزايدة من الأبحاث عن كيفية إرتباط إستهلاك القهوة بشكل إيجابي مع معدل الأيض الأساسي، ولكن من المهم أن الوضع في الإعتبار القيام بعملية التمثيل الغذائي للأطعمة والمشروبات بمعدلات مختلفة، لافتة إلى أنه قد تزيد القهوة من معدل التمثيل الغذائي لشخص ما من دون الآخر.
ثالثًا، قد يقلل الكافيين من الشعور بالجوع: تتأثر الشهية بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك نوع الطعام الذي تتناوله ومستويات النشاط البدني والهرمونات. وعلى الرغم من عدم وجود أبحاث كافية لتحديد علاقة السبب والنتيجة لتقليل الشهية للكافيين، فقد أظهرت الدراسات أنه قد يقلل من مستويات هرمون الغريلين، وهو الهرمون الذي يجعلك تشعر بالجوع. ووجدت دراسة صغيرة عام 2014 أن المشاركين زادوا من الشعور بالإمتلاء وقللوا من تناول الطعام في غضون أربعة أسابيع فقط من شرب القهوة يوميًا بناء على مستويات هرمون الغريلين.
وأشارت شو إلى أن الكافيين يحفز أيضا هرمون الشبع الببتيد YY (أو إختصارًا PYY)”، موضحة أن المزيد من PYY يعني الشعور بنوع من الشبع أو جوع أقل.
وأخيرًا، كيف تُشرب القهوة لإنقاص الوزن؟
للحصول على الفوائد الصحية للقهوة وتحقيق إنقاص الوزن، أوصت شو بتناول ما لا يزيد عن أربعة فناجين من القهوة يوميًا، أي ما يعادل 400 مغ من الكافيين، معتبرة أنّ أربعة فناجين من القهوة يوميًا تتيح فوائد الشعور بمزيد من اليقظة وتحسين التمثيل الغذائي للدهون ولا يكون هناك تأثير كبير على النوم والجوع؛ فشرب كوب كل ساعتين سيكون جيدًا للشعور بالآثار الدائمة في كل فترة.
ومع ذلك، لِمَن يُحب القهوة القوية، فليشرب عددًا أقل من الأكواب وفقًا لذلك حتى لا تحصل على أكثر من 400 مغ من الكافيين يوميًا.
ورأت شو أنّ القهوة التي يتم تحديدها على أنها “قوية” تحتوي على نسبة أعلى من الكافيين لأن هناك تركيزًا أكبر من القهوة لكل حصة من الماء، مؤكدة أنّ القهوة السوداء هي الأفضل لفقدان الوزن لأنها لا تحتوي على سكريات أو دهون مضافة يمكن أن تساهم في زيادة الوزن.
ومن المفيد الإشارة إلى ضرورة تقليل التحلية تدريجيًا لكل جديد في شرب القهوة، والإعتياد على الطعم المر. كذلك، لمن لديه معدة حساسة، فمن الأفضل تناول الطعام إلى جانب القهوة لأن هذا المشروب الحمضي قد يسبب إضطرابات في المعدة، بحسب شو التي ختمت قائلة إن الكثير من الضغط على الجهاز الهضمي يمكن أن يسبب زيادة الوزن.