أصيب الأطباء الهنود بالذهول من حالة غريبة تحوّل فيها لسان رجل إلى اللون الأسود مغطى بـ”الشعر” بعد اتباعه نظامًا غذائيًا محددًا عقب إصابته بسكتة دماغية.
وتعرض المريض الهندي، في الخمسينات من عمره، لتراكم طبقة سميكة من الجلد الميت والبكتيريا على لسانه في غضون شهرين من فرض الأطباء عليه نظامًا غذائيًا قائمًا على السوائل، حيث يتناول الوجبات المهروسة والسائلة فقط.
وتطوّرت الحالة غير الضارة، والمعروفة طبيًا باسم “اللسان الأسود المشعر” (lingua villosa nigra)، أثناء وجود المريض في الرعاية بعد إصابته بالشلل في جانبه الأيسر جراء سكتة دماغية، ما جعله غير قادر على مضغ الطعام.
ويحدث “اللسان الأسود المشعر” عند استطالة الحليمات (حليمات التذوق) لتصبح خيطية أو شعرية الشكل مع لون أسود أو بني، مع إعطاء مظهر يشبه الشعر. وقد يكون هذا المظهر ينذر بالخطر، إلا أنه حالة موقتة غير مؤذية. وهناك عوامل عديدة لظهورها، بينها التدخين، وجفاف الفم، ونظام غذائي خفيف، وسوء نظافة الفم وبعض الأدوية.
وقدم الأطباء المشورة للمريض ومقدمي الرعاية في ما يتعلق بإجراءات التنظيف المناسبة، وتم حل المشكلة في غضون 20 يومًا، وفقًا لتقرير الحالة.
ويعاني ما يصل إلى 13% من البالغين من “اللسان الأسود المشعر” في مرحلة ما من حياتهم بدرجات متفاوتة، وفقًا للأكاديمية الأميركية لطب الفم.
وغالبًا ما تحدث الحالة الشائعة نتيجة سوء نظافة الفم، ولكن تم رصدها لدى الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة اللينة في الغالب.
وتعمل الأطعمة الصلبة على التخلص من الخلايا الميتة من اللسان أثناء تناولنا الطعام ويوصي أطباء الأسنان بتنظيف اللسان مرتين يوميًا.
ونشرت تفاصيل الحالة الأخيرة في تقرير صادر عن أطباء من مستشفى Medical Trust في ولاية كيرالا، في مجلة Jama Dermatology.
وشخّص أطباء الأمراض الجلدية، بقيادة الدكتور بورافور جاياسري، إصابة المريض بـ”اللسان الأسود المشعر” بعد أخذ عينات من المخاط من لسانه.
ويشار إلى أن حليمة التذوق تنمو عادة إلى نحو 1 مم، ولكن يمكن أن تصل أطوالها إلى 18 مم إذا لم يتم كشط اللسان بانتظام.
وهذا يعني أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الأطعمة اللينة والسوائل، التي لا تضغط بشكل كاف على سطح اللسان، يمكن أن تؤدي إلى حدوث “اللسان الأسود المشعر”.