هل لا حظتم يومًا إصرار الرجل على إعداد لائحة بالحاجيات التي ينبغش شراؤها؟ لا ئحة كاملة، تامّة، لا ينقص فيها شيء. مرتبة ومنسقة بحسب الرفوف التي سيمرّان فيها تباعًا داخل المتجر. فالرجل يكاد أن يطبع تلك اللائحة ويسحب منها نسخًا كثيرة يوزعه علىى فريقه المغوار. فبالنسبة إليه، يشكّل التسوّق مهمّة فقط عليه إتمامها، وهي شراء الطعام ولا مجال للتهاون أو التساهل في قضية كهذه!
أمّا المرأة فتعدّ اللائحة مرغمة، لكنّها تنساها في المنزل! ولعلّها تفعل ذلك عمدًا وعن سابق إصرار وتصميم لأنّ ما يغريها في فكرة التسوق هو التوقف أمام الرفوف كلّها وشراء كلّ ما يقع تحت يدها وتساورها نفسها بوضعه في العربة التي تجرّها… حتى لو كانت ستكره نفسها عندما تعود إلى المنزل وتبدأ بتوضيب الأغراض في الخزائن. عندئذٍ فقط ستلاحظ الأشياء غير الضرورية التي ابتاعتها ولا تعلم الآن أين تضعها. إلا أنها تشتري متغاضية عمّا سيلحق بها من ملاحظات لاذعة لا بدّ لزوجها أن يتلفظ بها بسبب ما اشترته من حاجيات غير ضرورية. وأسوأ ما في الأمر، أنه على حقّ فيما يقوله!