يكتشف العلماء باستمرار عن فوائد عدّة للنوم، الذي يرتبط بصحة المخ، إذ رصدت دراسات حديثة ارتباط قلة النوم بخطورة الإصابة بالالزهايمر على المدى الطويل.
الازهايمر، كلمة مرعبة للكثيرين خصوصا وأنّ معاناة الإصابة بهذا المرض لا تقتصر على المريض وحده بل على جميع المحيطين به والمتعاملين معه. النسيان وفقدان القدرة على معرفة أقرب الأشخاص، كلّها مخاوف مرتبطة بالمرض المعروف بـ”خرف الشيخوخة” والذي لم ينجح الطب حتى الآن في إيجاد علاج حاسم له. وفي وقت تسير فيه الدراسات العلمية على قدم وساق لمعرفة الأسباب المحتملة للازهايمر، ربطت دراسة طويلة الأمد بين قلّة واضطرابات النوم وبين علامات وأسباب الإصابة بهذا المرض. ويساعد الاكتشاف المبكر للازهايمر على الحد من آثاره على الأقل حتى الآن.
وقال باحثون من مدرسة جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في الولايات المتحدة، إنّ تكرار حالات النسيان وعدم القدرة على ضبط الاتجاهات من العلامات التقليدية التي قد تشير إلى الإصابة بالازهايمر، مضفين إليها اضطرابات النوم.
وأجرى الباحثون دراستهم على أكثر من 100 شخص ممن تجاوزا الستين عاما، وامتدت الدراسة على مدار ستة أعوام قام خلالها الأشخاص بتدوين كل ما يتعلق بنومهم خلال هذه الفترة. في الوقت نفسه تابع الباحثون، وفقا لمجلة “فوكوس” الألمانية، التغييرات التي تحدث في مخ الخاضعين للدراسة والمرتبطة بخرف الشيخوخة.
وبعد هذه المدة خلص الباحثون إلى أنّ النوم المضطرب ليلا والمصحوب بحالة من التعب المستمر نهارا، هي علامة تشير إلى ارتفاع خطورة الإصابة بالالزهايمر. وتؤكد هذه الدراسة ما سبق وخلص إليه باحثون كنديون في دراسة سابقة، قالت إن اضطراب النوم خصوصا في مرحلة “نوم حركة العين السريعة”، قد يعدّ علامة على الإصابة بالالزهايمر ربما بعد فترة تصل إلى 15 عاما.
تجدر الإشارة إلى أن علماء بدؤوا أبحاثهم على الفئران لمعرفة تأثير النوم على المخ، وخلصوا إلى أنّ النوم يؤدي إلى ما يمكن وصفه “بإزالة السموم من المخ”، إذ تتسع المساحة بين خلايا المخ خلال النوم ما يساعد على التخلص من كلّ المواد الضارة عن طريق آلية معينة تحدث خلال النوم.
أما الآن، فيسعى الباحثون للمزيد من الدراسات التي تؤكد نفس هذا الارتباط والآلية لدى الإنسان أيضا.