القلقاس هو عبارة عن جذور سميكة موجودة منذ آلاف السنين، ويعتقد أنه نشأ في مناطق آسيا والهند بشكل خاص، وهو في الوقت الحالي أحد الأصناف الغذائية المعروفة على مستوى العالم.
يفضّل إستهلاك القلقاس مطهوًا لأنَّ تناوله نيئاً قد يكون سامًا بسبب محتوى القلقاس العالي من الأكستاليتات والتي من الممكن التقليل منها عبر نقع القلقاس ليلة كاملة، أو عبر طهوه مع صودا الخبز.
يُعتبر القلقاس غنيًا بالمعادن والفيتامينات والمركبات العضوية المفيدة، منها مستويات عالية من الفيتامينات A و C وB6 وحمض الفوليك، بالإضافة إلى مستويات عالية من الألياف والمعادن ومنها: المغنيسيوم، الحديد، الزنك، الفسفور، البوتاسيوم، المنغنيز، والنحاس.
في هذا السياق، أشارت إختصاصية التغذية ميرنا الفتى إلى فوائد القلقاس للنساء، لافتة إلى أنّ القلقاس يُعرف بأسماء عديدة، منها القلقاس المأكول، آذان الفيل، أو القلقاس الزراعي.
كما أشارت إلى أنه يمكن تناول أوراق القلقاس وعروقه مثل السبانخ والخضراوات الأخرى أو كحساء، كما يمكن إستخدام هذه الأوراق في تغليف الأطعمة المخبوزة، أما الدرنات فمن الممكن تناولها بعد غليها، خبزها، أو قليها مثل البطاطا، كما يمكن تجفيفها لتحضير الدقيق منها، بالإضافة إلى إمكانية تناول سيقانها مطبوخة.
وأضافت:”تساعد بعض العناصر الغذائية الموجودة في القلقاس كالألياف على زيادة الشعور بالشبع، ما يقلّل من كميات الطعام المستهلكة، وبالتالي يؤدي إلى خسارة الوزن، كما تحتوي جذور القلقاس على النشا المقاوم الذي يمتلك نفس تأثير الألياف الغذائية”.
وأكدت أنّ أوراق نبات القلقاس تُعتبر من الأطعمة ذات المحتوى المنخفض من السعرات الحرارية والدهون، ما يجعلها خيارًا جيدًا للمساعدة على الحفاظ على وزن صحي، إضافة إلى إحتوائها على كمية جيدة من الألياف؛ إذ يوفّر الكوب الواحد من أوراق القلقاس المطبوخة 3 غرامات من الألياف، وبالتالي يمكن لتناولها بدلاً من الأطعمة الغنيّة بالسعرات الحرارية أن يساعد على خسارة الوزن أو الحفاظ عليه. أما بالنسبة إلى زيادة الوزن، فإنَّ عدد السعرات الحرارية المتناولة هو الذي يتحكّم في زيادة الوزن، ولذلك فإنه يمكن لتناول أي نوع من الطعام بكميات تفوق إحتياجات الجسم أن يساهم في زيادة الوزن، ذلك لأنَّ الطاقة الزائدة على حاجة الإنسان، والتي لا تُحرق عن طريق ممارسة التمارين الرياضية، تتحوّل بطبيعة الحال إلى دهون. وبحسب جدول القيمة الغذائية، فإنَّ كل 100 غرام من القلقاس المطبوخ يحتوي على 142 سعرة حرارية، ولذلك فإنه يمكن لتناول كمية كبيرة منه أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
هذا ويحتوي القلقاس على كميات جيدة من الفيتامينات والمعادن كالمغنيسيوم، البوتاسيوم، النحاس، الفسفور، المنغنيز، فيتامين B6، فيتامين H، وفيتامين C، كما أنه يحتوي على المركّبات المضادّة للأكسدة، والبوليفينولات؛ وهي مركّبات تساعد على حماية الجسم من بعض الجزيئيات الضارّة التي تُعرف بالجذور الحرّة، وتعتبر هذه الجزيئيات الضارّة مسؤولة عن تحفيز الإلتهابات داخل الجسم، ما قد يزيد خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الخطرة.
تؤكل جذور نبات القلقاس مطبوخة فقط، وذلك لأنَّ تناولها نيّئة يسبّب إحساسًا بالوخز أو الحرق في الفم؛ بسبب إحتوائها على بعض المركبات؛ كالأكزالات والبروتيازات التي تسبّب الوخز والحرق في الفم، ولكن يؤدي طهيها إلى تثبيط نشاط هذه المركّبات، ويمكن طهيها بطرق مختلفة منها السلق، الشيّ، أو القلي، كما يمكن تجفيفها وطحنها لصنع الطحين. وتجدر الإشارة إلى أنّها تتمتّع بقوام ناعم ونشوي ومذاق حلو خفيف، لذلك يمكن إضافتها إلى الأطباق المالحة والحلوة. أما بالنسبة إلى الأوراق فهي تعتبر غنيّة بالعناصر الغذائية، ويمكن إستخدامها مع الأطعمة المخبوزة؛ عن طريق لفّها حولها أو تناولها كالسبانخ.
وأضافت أنّ الرياضيين يستهلكون القلقاس للحصول على طاقة طويلة الأمد، لأنه يحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم منخفضة، كما أثبتت جذور القلقاس أنها مفيدة جدًا لأولئك الذين يرغبون في فقدان الوزن.
هذا يعتبر القلقاس غنيًا جدًا بالبيتاكاروتين، المفيد للنظر، وبشكل خاص لشيخوخة العين، كما يبعد مخاطر الإصابة بالسرطان، لاسيّما سرطان الثدي والرحم، ويقوّي المناعة؛ بسبب غناه بكميات عالية من الفيتامين C، بالإضافة إلى غناه بالحديد، بالإضافة إلى أنه يجنّبك مشاكل القلب والشرايين، وهو مفيد للبشرة؛ بسبب إحتوائه على فيتامينE وحمض الفوليك المفيد للمرأة الحامل، التي تحتاج إلى كمية مضاعفة منه؛ من أجل الجهاز العصبي للجنين.
كما يحتوي القلقاس على العديد من الفوائد الصحية التي تحافظ على صحة الجسم بشكل عام، إضافة إلى تأثيره الجيد على القدرة الجنسية، التي أثبتتها العديد من الدراسات العملية، وذلك لإرتفاع نسبة فيتامين E المعروف بتأثيره المضادّ للإجهاد التأكسدي المرتبط ببعض العوامل الصحية؛ كالإصابة ببعض الأمراض، أو حتى التقدّم بالعمر.
كذلك، يلعب القلقاس دورًا مهمًا في مكافحة الأمراض السرطانية المختلفة؛ بسبب نشاط مضادات الأكسدة، والنسب العالية من فيتامين A وفيتامين C . كما أن القلقاس يحتوي على مواد تساعد على تقوية جهاز المناعة وتعزيز دفاعات الجسم.
كما يحتوي القلقاس على نسب مرتفعة من البوتاسيوم بشكل خاص، وهو أحد المعادن المهمة لصحة القلب وجهاز الدوران، والحماية من أمراض الدم، أو إبقائها تحت السيطرة، إذ يساعد البوتاسيوم على تنظيم انتشار السوائل المختلفة وضغطها في الجسم داخل الخلايا وبينها ومنع احتباس السوائل، وبالتالي تنظيم ضغط الدم وترخية جدران الأوعية الدموية، كما يساعد محتوى القلقاس العالي من المعادن المختلفة -خصوصًا النحاس والحديد- على جعل القلقاس طعامًا مهمًا بشكل خاص؛ لمكافحة الأنيميا ولتعزيز الدورة الدموية وتقويتها؛ إذ إن النحاس والحديد أساسيان لإنتاج خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين وتنقله أنحاء الجسم كلّه بفعالية. لا شك أن محتوى القلقاس العالي من الألياف يساعد على خفض فرص الإصابة بمرض السكري، لأنَّ الألياف الغذائية تنظّم وتيرة إطلاق الأنسولين والجلوكوز في الجسم، وإذا كان الشخص مصابًا بالسكري، فإنَّ تناوله لأطعمة غنية بالألياف مثل القلقاس يساعد على منع إرتفاع مستوى سكر الدم على نحو خطر.
وتابعت الفتى قائلة: “نظرًا لإحتواء القلقاس على الفيتامينات والعناصر المغذية، فإنَّ له فائدة كبيرة للشعر والبشرة، ومنها حماية الشعر من التساقط، بحيث إنه يعزّز من نمو بصيلات الشعر، كما يساعد تناوله في الحصول على السوائل التي يحتاجها، وبالتالي يعمل على ترطيب الجلد أيضًا وحمايته من التشقق أو ظهور علامات التقدّم في السن، مثل الشيخوخة والتجاعيد”.
ويستخدم القلقاس في علاج مرض السل الجلدي؛ نظرًا لإحتوائه على مضادات البكتيريا والفطريات، فإنه يساعد على إلتئام الجروح، كما يساعد على علاج البشرة من العديد من المشاكل مثل إلتهاب الجلد أو البقع الداكنة والكلف، كما قالت.
أما بالنسبة إلى الحوامل، فللقلقاس أيضًا فوائد، هذا ما أكدته الفتى بقولها إنّ القلقاس يُعتبر من أكثر الخضراوات غنى بالفوائد والفيتامينات، كما أن تناوله أثناء فترة الحمل له العديد من الفوائد، نظرًا لإحتوائه على عنصر الحديد، يحمي المرأة الحامل من الإصابة بالأنيميا وفقر الدم، كونه يزيد من نسبة الهيموجلوبين بالدم وتدفق الدم بشكل جيد.
وختمت بأنّ القلقاس يُساعد المرأة الحامل على نمو الأجهزة والخلايا العصبية لدى الجنين، بسبب إحتوائه على حمض الفوليك، الذي يُعتبر أهم عنصر يحمي الجنين من الإصابة بالتشوهات أو العيوب الخلقية، بالإضافة إلى أنه يساعد على علاج الإمساك الذي تكون المرأة الحامل أكثر عرضة له أثناء الحمل، كما يقلّل من أعراض الحمل، مثل القيء والغثيان وآلام المعدة.